البريد المصري واحد من أهم وأقدم المؤسسات في مصر، حيث أصدر الخديوي إسماعيل مرسوما بتأسيسه منذ 156 عاما في يوم 2 يناير 1865، حيث كان قبل هذا التاريخ وفي عصر محمد علي باشا يوجد بريد بين الإدارات المختلفة. أما في عهد قدماء المصريين فكانوا يستخدمون البريد عن طريق شخص يتم بتعيينه وتتلخص وظيفته في إرسال الرسائل إلى الجهات المعنية مثلما يفعل ساعي البريد حاليًا. وتطور الأمر في عهد البطالمة والرومان لينقسم إلى بريد سريع وبريد بطيء، والبريد السريع كان يتم نقله بالخيول، أما البريد البطيء فكان يُنقل من خلال موظفين وأشخاص.

 

وعندما جاء عهد الخديوي إسماعيل كان يطمح دائمًا إلى تطبيق أوجه الحياة الأوروبية في مصر، فرأى فكرة البريد من خلال شخص إيطالي كان يعيش في مدينة الإسكندرية ولديه إدارة بريدية تتولى إرسال واستلام الخطابات من الدول الأجنبية وكان يتقاضى أجرًا على تلك المهمة، وعرُفت حينها باسم “البوسطة الأوروبية”، فأعجب الخديوي إسماعيل بهذه الفكرة واقتبسها وعين هذا الشخص الإيطالي مديرًا للبوسطة وتحرف الاسم ليصبح “البوسطة الخديوية”.

 

كيف بدأ البريد المصري؟

البريد المصري
أحد الطوابع البريدية التي تعود لعهد الخديوي إسماعيل

ظهرت فيما بعد فكرة الطوابع التي تقرر استخدامها على كل الجوابات ولذلك كانت تلك الطوابع لها قيمة نقدية مقررة وتعامل معاملة العملات النقدية، وتم تسليمها إلى المالية وتم تكليف مطبعة في إيطاليا بطباعتها وكان ذلك عام 1866 وبعد ذلك تم تكلفة مطبعة أخرى في الإسكندرية بطباعة مجموعة أخرى من الطوابع، مع التأكيد على ضرورة أن تحمل رسومات تعبر عن الهوية المصرية ولذلك كان مرسومًا عليها صور للأهرامات وأبو الهول.

 

عيّن الخديوي إسماعيل بعد ذلك أحد الموظفين الإنجليز كمدير للبوسطة الخديوية، والذي أنشئ ما يقرب من 200 مكتب بريد ووصل عدد الموظفين العاملين بهم إلى حوالي 300 موظف، وأصبح البريد الصادر والوارد إلى مدينتي القاهرة والإسكندرية يتم توزيعه بشكل يومي بعد أن كان أسبوعيًا من قبل.

 

تطور البريد المصري

تم إلحاق مصلحة البريد بوزارة المالية مثلما أوضحنا مسبقًا منذ عام 1865، ولكن في عام 1919 صدر قرار بإنشاء وزارة المواصلات والتي كان يندرج تحتها السكك الحديدية والمواصلات الجوية والتليفونات ومصلحة البريد، ثم تم تخصيص ميزانية لها وذلك بعد ثورة يوليو 1952، وظلت مصلحة البريد على نفس وضعها حتى عام 1957 حينما أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أمرًا بإنشاء الهيئة العامة للبريد بدلًا من مصلحة البريد، كما صدر قرار عام 1970 ينظم كيفية عمل البريد المصري، واستمر العمل بهذا الشكل حتى إنشاء وزارة الاتصالات عام 1999 والتي تعمل تحت إشرافها الهيئة العامة للبريد لكي تتمكن من تحسين أدائها وكفاءتها.