دوري أبطال إفريقيا 2006 – البطولة الأصعب والأغلى في تاريخ الأهلي
دوري أبطال إفريقيا 2006 - البطولة الأصعب والأغلى في تاريخ الأهلي

شارك النادي الأهلي في بطولة دوري أبطال إفريقيا 2006 وهو حامل لصفتين، فهو بطل الدوري المصري 2005، وحامل لقب النسخة الماضية من دوري الأبطال 2005. في هذا التقرير نرصد مشوار الأهلي لحصد اللقب الإفريقي الذي سيصبح البطولة المحببة للنادي الأهلي وعشاقه.

المرور الآمن في الأدوار التمهيدية

استهل الأهلي مشواره بلقاء نادي توسكر الكيني على ملعبه، ضرب الأهلي بقوة ضربة البداية وفاز بهدفين نظيفين لعماد متعب، وفي لقاء العودة كرر الأهلي الفوز بثلاثة أهداف لأسامة حسني والراحل محمد عبد الوهاب والبديل وائل رياض، ليتأهل لدور الستة عشر.

واجه الأهلي بطل غينيا الاستوائية وعاد من غينيا بتعادل سلبي، وفي مباراة العودة أمطر شباك منافسه بأربعة أهداف نظيفة، اثنان منهما لمتعب وهدف لكل من عماد النحاس ومحمد أبو تريكة. هنا تجاوز الأهلي الأدوار الأولى بسلام، دون أن تتلقى شباكه أية أهداف، على عكس ما حدث في بطولة 2005، والتأهل الصعب على حساب اتحاد العاصمة الجزائري، وفي الأدوار التالية أيضًا تبدل الحال، فبينما نجح  الأهلي في تجاوز منافسيه في دور الثمانية وما بعدها دون تلقي أية هزيمة، سنجد – كما سيأتي – إلى أي مدىً كانت بطولة 2006 صعبة في كل مراحلها.

دور الثمانية.. حسم بطاقة التأهل لقبل النهائي

أوقعت القرعة النادي الأهلي مع كل من الصفاقسي التونسي وشبيبة القبائل الجزائري وأشانتي كوتوكو الغاني، وهي مجموعة ليست سهلة على الإطلاق، لكن الأهلي كان مدفوعًا للحفاظ على لقبه، فلاعبوه هم الأفضل على مستوى الأندية بحكم أنه حامل اللقب، وهم الأفضل أيضًا على مستوى المنتخبات، فتشكيلة النادي الأهلي وقتها كانت تضم سبعة لاعبين مثلوا القوام الأساسي للمنتخب المصري الفائز بكأس الأمم الإفريقية 2006، وهو عصام الحضري ووائل جمعة والراحل محمد عبد الوهاب ومحمد بركات ومحمد شوقي ومحمد أبو تريكة وعماد متعب، بالإضافة إلى لاعب الوسط حسن مصطفى الذي كان يشركه الكابتن حسن شحاتة مدرب المنتخب كبديل في غالب المباريات.

بدأ الشياطين الحمر دور المجموعات بداية غير موفقة عقب خسارة الأهلي من الصفاقسي في ملعب رداس بتونس، لم يكن أداء الأهلي مقنعًا، واستحق الخسارة وقتها، ليبدأ الحديث عن حسابات الأرقام مبكرًا من الجولة الأولى.

في الجولة الثانية، واجه الأهلي شبيبة القبائل الجزائري على استاد القاهرة في مباراة كان نجمها أحمد صديق، بعدما كان بديلا للنجم أبو تريكة الغائب عن اللقاء، وأحرز هدفًا رائعًا من ضربة ثابتة على حدود منطقة الجزاء، وبعدها وعلى إثر تسديدة له ارتطمت بالقائم، فسددها أسامة حسني في المرمى، لينتهي اللقاء بفوز الأهلي بهدفين دون رد.

عاد الأهلي بنقطة مقبولة من غانا عقب التعادل مع نادي أشانتي كوتوكو العريق. وفي القاهرة أمطر الأهلي شباك كوتوكو بأربعة أهداف مقابل لا شيء، ليعزز فرصه في الوصول إلى الدور نصف النهائي، بعدما وصل رصيده إلى سبع نقاط. ثم جاء موعد المواجهة الأهم مع الصفاقسي في استاد القاهرة، وهو لقاء إن فاز الأهلي فيه سيصيد عصفورين بحجر واحد؛ سيصل إلى النقطة رقم عشرة ويضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي، كما أنه سيثأر لهزيمته على ملعب رادس في الجولة الأولى.

حشد جوزيه تشكيله الهجومي كما احتشدت جماهير الأهلي استاد القاهرة، وارتدى لاعبو الأهلي الشارة السوداء تعزية لوفاة اللاعب محمد عبد الوهاب الذي لم يمض على وفاته أيام، وبدأ الأهلي هجومًا مكثفًا من الدقائق الأولى وأضاع لاعبوه عددًا من الفرص، جتى جاءت الدقيقة 29 ومن ضرية ثابتة سددها أبو تريكة على يسار الحارس أحمد الجوواشي محرزًا الهدف الأول للأهلي، وقبّل أبو تريكة الشارة السوداء تذكيرًا بعبد الوهاب الذي كان يشاركه تسديد الضربات الثابتة من قبل.

بعدها بدقائق، مرر طارق السعيد الذي أصبح أحد بدائل عبد الوهاب عرضية متقنة على رأس فلافيو، حولها قوية برأسه في مرمى الصافقسي ليتفوق الأهلي بهدفين مقابل لا شيء. في الشوط الثاني حاول فلافيو التسجيل من جديد، لكن باءت جميع محاولاته بالفشل، إلى أن أحرز الصفاقسي هدفًا على إثر عرضية من الجهة اليمنى حولها المهاجم برأسه في شباك الحضري، ومرت المباراة بسلام وتأكد صعود الأهلي إلى الدور نصف النهائي.

سافر الأهلي إلى الجزائر في مباراة لن تؤثر على صعوده لكن نتيجتها تحدد من سيترشح للدور المقبل كأول المجموعة وبالتالي من سيلاقي في دور الأربعة، وبدأ الأهلي بالتهديف عن طريق أبو تريكة بعدما مرر له فلافيو الكرة له أمام المرمي الخالي في الدقيقة 14. في الشوط الثاني تعادل الشبيبة في الدقيقة 64 بهدف عمر دابو من ركلة جزاء، ثم عاد وسجل هدفًا ثانيًا في الدقيقة 83، قبل أن يتعادل أبو تريكة من ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وبهذه النتيجة صعد الأهلي إلى دور الأربعة كثاني المجموعة، ليلاقي أسيك أبيدجان الإيفواري، في القاهرة أولا ثم في العاصمة الإيفوارية أبيدجان.

قبل النهائي.. صعودٌ صعبٌ

في مباراة الذهاب دخل الأهلي بغرض الفوز بنتيجة مطمئنة، تُسهّل عليه المهمة في مباراة الإياب، ومن ثم بادر الأهلي بالهجوم من الدقائق الأول، حتى جاءت الفرصة ومرر طارق السعيد عرضية داخل منطقة الجزاء استلمها عمرو سماكة ومهدها لأبو تريكة الذي سددها قوية داخل شباك الفريق العاجي. وفي الدقيقة 38 ومن عرضية للسعيد أيضًا، حولها متعب في الزواية العكسية للحارس الإيفواري محرزًا الهدف الثاني والأخير في اللقاء، ليخرج الأهلي فائزًا بنتيجة 2-0.

في مباراة العودة بدأ الأهلي بأداء متوازن، وحاول أن يشكل هجومًا على مرمى أيسك، وفي المقابل نشط أسيك لإحراز هدف لتعويض خسارة القاهرة، غير أن فلافيو نجح في خطف هدف في الدقيقة 39 ليُصعب المهمة على الفريق الإيفواري الذي أصبح في حاجة لإحراز أربعة أهداف. في الشوط الثاني نجح مهاجم أسيك الخطير ياكونان في إحراز هدفين، ليخرج الأهلي خاسرًا المباراة، لكن مجموع المباراتين يؤهله للمباراة النهائية، ليواجه الصفاقسي التونسي ذهابًا وإيابًا للمرة الثانية، بعد مقابلتي دور المجموعات.

الأهلي يتعسر في حسم اللقب من القاهرة

دخل النادي الأهلي مباراة النهائي بهدف واحد واضح، وهو الفوز بنتيجة مطمئنة مرضية، حتى يمهد للاحتفال بالكأس بملعب رادس في تونس في مباراة العودة. بدأ الأهلي بتشكيل مكون من: الحضري في حراسة المرمى، شادي محمد في مركز الظهير القشاش (الليبرو)، وائل جمعة ومحمد صديق قلبي دفاع، ظهيري الجنب محمد بركات يمينًا، وأحمد شديد قناوي يسارًا، محمد شوقي وحسام عاشور كلاعبي ارتكاز، وفي الأمام مثلث مقلوب؛ رأسه أبو تريكة، وقاعدته عماد متعب وأمادو فلافيو، وهو تشكيل هجومي كان يبدأ به البرتغالي مانويل جوزيه عندما يريد حسم اللقاء منذ البداية، عن طريق اللعب برأسي حربة، ووضع بركات في مركز الظهير الأيمن.

بدأ الأهلي الهجوم من الدقيقة الأولى، ووصل إلى منطقة جزاء الصفاقسي مبكرًا، وكانت أولى الفرص الخطيرة رأسية عماد متعب التي ارتطمت بالقائم الأيمن وسارت على خط المرمى وخرجت، ثم عاد متعب لتهديد الجوواشي عير تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيسر. حتى أتت الدقيقة 27 ومن ضربة ثابتة من جهة اليمين رفعها أبو تريكة داخل منطقة الجزاء لتمر إلى المرمى دون أن يلمسها أحد، ليتقدم الأهلي بالهدف الأول وتتنفس جماهيره الصعداء.

لم تتوقف هجمات الأهلي عقب هدف أبو تريكة، ففي الدقيقة 34 حوّل فلافيو عرضية شديد قناوي باتجاه المرمي، غير أن الحارس التونسي نجح في إبعادها عن المرمي إلى ضربة ركنية، وفي الدقيقة الأخيرة مرت رأسية متعب بجوار المرمي، لينتهي الشوط الأول بنتيجة 1-0.

استعاد الصفاقسي توازنه في الشوط الثاني، وبدا أنه لا يرضى بالخروج بهزيمة ولو بهدف واحد، وعبر هجمة منظمة في الدقيقة الثامنة من الشوط الثاني أحرز الصفاقسي هدف التعادل، ليخيم الصمت على جماهير استاد القاهرة الذي امتلأ بقرابة مائة ألف مشجع.

حاول الأهلي بعدها التسجيل من جديد، ودفع جوزيه بإسلام الشاطر ووائل رياض، إلا أن محاولاته كلها باءت بالفشل، وظهر على لاعبيه التوتر، فسيناريو اللقاء سار بعيدًا عما كان مراد منه، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي، وهي أسوأ من التعادل السلبي بالنسبة للنادي الأهلي، غير أنها مهدت لمباراة من أهم مباريات النادي الأهلي في تاريخه، والتي سنفرد لها تقريرًا خاصًا لما لها من أهمية ولحجم الكواليس التي دارت حولها.