نعيش حاليا محاصرين بين جدران المنزل أو العمل، وينسى الكثير ‏من الناس التعرض للشمس، وهو ما يؤكد الخبراء أنه يحرم الإنسان ‏من فوائد صحية عديدة.‏

العلاج بالشمس قديما

في الوقت الذي نحن نعيش في عالم محاصر برسائل غير معقولة ‏حول هشاشة الشمس، علينا أن نتذكر أنه في العصور القديمة كان ‏لدى العديد من الثقافات الدراية باستخدام الشمس كمصدر للشفاء ‏من جميع أنواع الأمراض. ‏

يعود العلاج بأشعة الشمس، المعروف الآن باسم العلاج الشمسي، ‏إلى العصور اليونانية القديمة، التي كانت تسمى آنذاك هيليوسيس.‏

نحن قللنا من التعرض لأشعة الشمس، نظرًا لارتباطها بسرطان ‏الجلد والشيخوخة المبكرة. ‏

لكن لا تتخلى عن الشمس تمامًا، لأن التعرض لها له فوائد صحية لا ‏حصر لها تتجاوز مجرد فيتامين د. ‏

إن التعرض لأشعة الشمس لمدة 10-15 دقيقة يوميًا أمر ضروري.‏

كمية كافية من فيتامين د
كمية كافية من فيتامين د

الفوائد الصحية للتعرض إلى الشمس:‏

‏1-  كمية كافية من فيتامين د:‏

يعزز ضوء الشمس إمداد الجسم بفيتامين د. ويقال إن هناك حوالي ‏‏1000 جين في أجسامنا يتم مراقبتها بواسطة فيتامين د، وتتأثر ‏حوالي 10٪ من الجينات في أجسامنا بالتعرض لأشعة الشمس ‏حيث يتكون فيتامين د هذا من استجابة الجلد لأشعة الشمس ‏فوق البنفسجية. ‏

ويعزز الإمداد الكافي من فيتامين د نمو العظام، ويمنع الأمراض مثل ‏سرطان الثدي والقولون والالتهابات والتصلب المتعدد ‏والاضطرابات الموسمية والاكتئاب. ‏

ويؤدي إلى امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الجسم.‏

مع ارتفاع مستويات فيتامين د في الدم، يكون الشخص أقل عرضة ‏للإصابة بكسور من جميع الأنواع. ‏

من المهم للغاية لكبار السن تجنب هشاشة العظام، حيث تضاعف ‏أشعة الشمس خلايا الدم البيضاء في الجسم والتي تلعب دورًا رئيسيًا ‏في بناء نظام المناعة في الجسم وتساعدنا على حمايتنا من العدوى ‏المختلفة. ‏

وبالتالي فإن أشعة الشمس هي علاج علاجي لتطور العضلات ‏واللياقة البدنية والقدرة على التحمل‎.‎

‏2- يحسن المزاج:‏

يرفع ضوء الشمس المنتظم مستويات السيروتونين في الجسم، مما ‏يجعلنا أكثر إشراقًا وحيوية. ‏

يعتبر التعرض إلى الشمس نهج أفضل لزيادة السيروتونين دون ‏مساعدة الأدوية. ‏

وتنخفض مستويات فيتامين‎ ‎د‎ ‎في الدم خلال فصل الشتاء، لذا ‏يمكن لشمس الصيف أن تمنح الجسم مخزونًا من الفيتامين‎ ‎عند ‏الحاجة. ‏

ويتسبب نزع أشعة الشمس في حدوث حالة تسمى الاضطراب ‏العاطفي الموسمي،‎ ‎وهو نوع من الاكتئاب شائع في أشهر الشتاء ‏ويؤثر في الغالب على الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة ‏تحت السقف ولا يكادون قادرين على قضاء بضع لحظات للخروج ‏في الظل. ‏

ويزيد التعرض المعتدل من مستويات مضادات الاكتئاب الطبيعية ‏في الدماغ وينتج مادة السيروتونين الكيميائية التي ترفع الحالة ‏المزاجية. ‏

وتشمل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي صعوبة في تطوير ‏التركيز، والتعب، وفقدان الاهتمام بالأعمال اليومية، وتقلب المزاج، ‏والنوم المفرط. ‏

وبالتالي يمكن للشمس المنتظمة أن تمنع الاكتئاب المعتدل، ‏خاصة إذا اقترنت بالتمارين الرياضية، مثل المشي في الحديقة. ‏

وقد لوحظ أيضًا أن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق تخلق المزيد ‏من الإندورفين في الجسم أكثر من ممارسة الرياضة في الداخل. ‏ويساعدك ضوء الشمس على الاستجابة لمواقف التوتر لديك، ‏وعكس ضغط الدم، وإدارة الأنسولين، وتحويل الكربوهيدرات ‏والدهون إلى طاقة‎.‎

التعرض للشمس يحسن نوعية النوم
التعرض للشمس يحسن نوعية النوم

‎ ‎‏2- يحسن نوعية النوم:‏

هرمون الميلاتونين مسؤول عن جعلنا نشعر بالنوم. عندما تضرب ‏أشعة الشمس أعيننا، يتم إرسال رسالة إلى دماغنا تمنع إنتاج ‏الميلاتونين حتى يختفي الظل. ‏

وتؤدي كارثة الميلاتونين أثناء النهار إلى انخفاض مستوياته في الليل ‏مما يتسبب في ضعف جودة النوم خاصة عند كبار السن. ‏

وللتأكد من أن ساعة الجسم متزامنة، يجب أن يخرج المرء ‏ويحصل على بعض ضوء الشمس بمجرد استيقاظك بحيث يرسل ‏إشارات للجسم لتنشيط مرحلته النهارية. ‏

وتخلص من النظارات الشمسية في الصباح الباكر للسماح للغدة ‏الصنوبرية بالتوقف عن إنتاج الميلاتونين‎.‎

‏3- يخفض ضغط الدم:‏

ينتج عن تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية مركب هو أكسيد ‏النيتريك الذي يخفض ضغط الدم. ‏

وأكسيد النيتريك المخزن في الطبقات العليا من الجلد يستجيب ‏لأشعة الشمس ويسبب تمدد الأوعية الدموية مع انتقال الأكسيد ‏إلى مجرى الدم. ‏

ولا يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تحسين الصحة فحسب، بل ‏يؤدي أيضًا إلى زيادة العمر الافتراضي. ‏

وذلك لأن انخفاض ضغط الدم يقلل من خطر الإصابة بالنوبات ‏القلبية والسكتات الدماغية. ‏

وقد يؤدي الاستخدام المستمر للواقي من الشمس للخوف من ‏الإصابة بسرطان الجلد إلى تعرض الشخص لأمراض القلب. ‏

أمراض القلب والأوعية الدموية، التي غالبًا ما ترتبط بارتفاع ضغط ‏الدم، مسؤولة عن حوالي 30 في المائة من الوفيات على مستوى ‏العالم كل عام. ‏

ويختلف ضغط الدم وهذه الأمراض باختلاف الموسم وخطوط ‏العرض، مع ملاحظة زيادة المستويات في الشتاء وفي البلدان البعيدة ‏عن خط الاستواء، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية القادمة من ‏الشمس أقل. يمكن لأشعة الشمس أن تنظف الأوعية الدموية ‏البشرية من الإصابة بتصلب الشرايين. ‏

ومن المعروف أيضًا أنه يزيد من قدرة الجسم على نقل الأكسجين ‏إلى أنسجة مختلفة في الجسم‎.‎

‏4- يساعد على مكافحة الزهايمر:‏

بالنسبة للنساء المسنات، يمثل الخطر الوشيك للإصابة بمرض ‏الزهايمر وفقدان الذاكرة اللاحق مصدر قلق دائم. ‏

وتشير الدراسات إلى أن فيتامين (د) يساعد في الحفاظ على عقل ‏يعمل بكامل طاقته ويؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة بمرض ‏الزهايمر. ‏

وتشير الدراسات إلى أن النساء ذوات المستويات المنخفضة من ‏فيتامين (د) لديهن فرصة عالية لوظائف الإدراك المشوهة. ‏

وتدعم هذه النتائج التأثيرات المعقولة لفيتامين د على الصحة ‏العامة. ‏

وأظهر أحد الأبحاث أن المستويات المنخفضة جدًا من فيتامين د ‏‏(أقل من 10 نانوجرام لكل مليلتر من الدم) أقرب إلى خطر الإصابة ‏بالضعف الإدراكي. يقلل الظل من كمية فيتامين د المنتجة. من ‏الطبيعي أن يكون لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة كمية أقل من ‏فيتامين (د) مقارنة بالأشخاص الفاتحين‎.‎

يساعد على مكافحة الزهايمر
يساعد على مكافحة الزهايمر

‏5- يعزز الصحة العامة:‏

تحدد كمية التعرض لأشعة الشمس في الأشهر الأولى من حياة ‏الرضيع طوله الذي سينمو. وبالتالي في العديد من الثقافات، ‏يتعرض الأطفال لأشعة الشمس الخفيفة لتحفيز النمو. ‏

وتسرع أشعة الشمس التئام اضطرابات الجلد مثل حب الشباب، ‏والإكزيما، واليرقان، والتهابات الجلد الفطرية الأخرى. ومع ذلك، ‏يجب اعتماد هذا الإجراء العلاجي تحت إشراف طبي لمواجهة الآثار ‏السلبية للأشعة فوق البنفسجية ولضمان أن الفوائد تطغى على ‏المخاطر. ‏

نقص فيتامين د يجعلنا أكثر عرضة لبعض أنواع السرطان مثل ‏سرطان الثدي والقولون. ‏

وتشير الدراسات إلى أن مكملات فيتامين د تؤدي إلى انخفاض ‏بنسبة 60٪ في خطر الإصابة بأي شكل من أشكال السرطان.‏