جورج مارتن الذي صالح الجليد على النار
جورج مارتن الذي صالح الجليد على النار

بالعام 1991 شرع الأمريكي جورج مارتن بكتابة أيقونة خيال أطلق عليها ” أغنية من جليد ونار ” وهي سردية خيالية تفترض وجود عالم من قارتين فقط، وفصلي شتاء وصيف فقط، وصراع دامي على السلطة بين ممالك تلك القارتين، صراع فريد من نوعه للغاية، تشترك فيه التنانين لأول مرة.

تنانين مارتن

حين سئل مارتن عن التنانين بتحفته الروائية قال: الثعابين تنفث السم، الأخطبوط يخرج الحبر، والضفادع كذلك تفرز الأحماض، لذلك لا عجب أن تكون هناك تنانين تنفث النار، الواقع بكل الأحوال يبهرنا أكثر من الخيال.

وحين تمت مهاجمة سرديته باللاخلاقية قال: القتل والجنس والسفاح أمور تحدث كل يوم على الأرض، أين المفاجأة في كون سكان ويستروس قتلة وسفاكي دماء وأبناء سفاح؟

أغنية من جليد ونار

ليالي الجليد والنار كما يبدو من اسمها تتكون من صيف طويل للغاية، يتبعه شتاء طويل للغاية أيضا، شتاء مخيف وقارص ومرعب، ليس كشتاءات الأرض على الإطلاق، فهناك خلف الجدار العظيم في الشمال تربض قبائل البربر، والموتى الأحياء، ويربض كل ما هو مخيف ومهدد للقارة.

حراس الجدار هم جنود مخلصون أقرب للرهبان، يهبون حياتهم بالكلية لحراسة الجدار العظيم، ذلك الجدار الذي تم بناءه من مئات السنين، لفصل شمال القارة البارد المخيف عن جنوبها الدافيء المحظوظ بالورة والسلطة والطعام والمال.

تنانين دينيرس تارجيريان

تنانين دينيرس أبنة الملك تارجيريان كانت هدية زفافها من دراجو زعيم قبائل متوحشة تدعى الدوثراكي، تلك التنانين التي عادت للحياة من مرقدها بعد حرق دينيرس لكل زعماء الدوثراكي دفعة واحدة بعد رحيل زوجها عن الحياة، وخروجها من الحريق حية هي والتنانين.

الدين في ويستروس

للدين نصيب أيضا في سردية مارتن الخيالية، ولكن بشكل أخر، فمارتن يرى ان الدين غريزة بشرية، وأن الحاجة إليه عزاء عظيم، لذلك كان هناك كان أسمى أو روح عزيمة يؤمن بها العامة في ويستروس، ولرجاله على القارة نفس نفوذ وسلطة رجال الدين.

القتل كان دوما أسهل الحلول

القتل في أغنية من جليد ونار امر عادي للغاية، ربما أكثر بساطة من تناول الأبطال للأفطار، يفسر مارتن ذلك بأن القتل كان دوما أوفر الحلول وأسهلها، وان ما يمنعنا عن القتل هنا في حياتنا الواقعية هو القانون، ولو أن القانون سمح لنا بالقتل، ربما نقتل أقرب الأقربين لنا دون أن تطرف أعيننا.

سردية أغنية من جليد ونار تم إنتاجها بعد عقدين من خروجها للنور، في عمل درامي مهيب تم اطلاق عنوان ” لعبة العروش ” عليه، وجسد ببراعة مذهلة تفاصيل مارتن الإيقونية تحت اشرافه ووصايته مباشرة، ونال استحسان الجماهير رغم لا أخلاقيته المستفزة.