هي نبوية موسى محمد، أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا أو الثانوية، وأول مديرة مدرسة مصرية، وأحد أهم رعاة الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية، وأول المناديات بالمساواة بين الرجل والمرأة، فلم ترضى أن تتقاضى المرأة نصف راتب الرجل، لذلك خاضعت معاركها الخاصة الملحمية في مجتمع ذكوري خالص، وحصلت على البكالوريا والشهادة الجامعية لتتساوى مع خريجين المعلمين العليا.
صراع نبوية موسى من أجل التعليم
ولدت نبوية موسى بالعام 1886 في محافظة الشرقية لأب يعمل بالجيش المصري، وجاء تعليمها على يد أخيها الأكبر بعد وفاة والدها في السودان، تعلمت نبوية موسى مباديء القراءة والكتابة والحساب واللغة الإنجليزية، واصطدم نهمها لاستكمال دراستها برفض عائلي تجسد بعبارات ذكرتها في سيرتها الذاتية ” حياتي بقلمي ” كانت العبارات على غرار ” عيب، مش أصول بنات العائلات، سفور وقلة حياء، البنت للغزل مش للخط “.
محاولات نبوية موسى الجريئة للالتحاق بالمدرسة السنية للبنات
في كتابها القيم عن سيرتها الذاتية، الذي حمل العنوان ” حياتي بقلمي ” تصف نبوية موسى محاولاتها الجريئة غير المسبوقة لاستكمال مسيرة تعلميها، فقد سرقت ختم أمها وخاتمها الذهبي لتقدم طلب الالتحاق إلى المدرسة السنية وتدفع مصاريف ذلك الالتحاق، بل وباعت سوارها الذهبي الخاص لتستكمل الدراسة.
صراع نبوية موسى من أجل المساواة
بعد حصول نبوية موسى على الشهادة الإبتدائية من مدرسة السنية، التحقت بقسم المعلمات السنية، ما أهلها لتكون معلمة بمدرسة عباس الأول الإبتدائية براتب شهري قدره 6 جنيهات، وهو نصف راتب المعلمين الذكور الحاصلين على شهادة البكالوريا.
ما دفعها إلى دراسة شهادة البكالوريا والحصول عليها ليتساوى راتبها والرجال، في سابقة هي الأولى من نوعها أدت إلى تكوين لجنة خاصة لإمتحانها، لتصبح أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا.
صراع نبوية موسى الوظيفي
كان دخول السيدة نبوية موسى عالم الرجال تحد سافر لهم، لذا تصيد لها الرجال الأخطاء، وعمدوا إلى نقل مقالاتها بالصحف إلى ناظرة مدرستها التي قررت ايقاف نبوية موسى عن العمل، لأن قوانين العمل تمنع على المعلمين الكتابة بالصحف، لولا ثناء سعد باشا زغلول على مقالاتها الذي انقذها من الفصل.
الأمر الذي شجعها على كتابة المقالات الصحفية بالصحف المصرية مثل ” مصر الفتاة ” وتأليف كتابا مدرسيا بعنوان ” ثمرة الحياة في تعليم الفتاة ” قررته نظارة المعارف للمطالعة بمدارسها.
كما تولت نبوية موسى نظارة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم وبذلك أصبحت أول ناظرة مصرية لمدرسة إبتدائية، ونجحت نبوية موسى في نشر تعليم البنات بالفيوم، فرشحها أحمد لطفي السيد ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة، وهناك نهضت بالمدرسة حتى حازت المركز الأول في امتحان كفاءة المعلمات الأولية.
نبوية موسى والتعليم الخاص
نجحت نبوية موسى في انشاء مدرسة ” بنات الأشراف ” الخاصة بالأسكندرية ثم بالقاهرة، وهي مدرسة ذات مصاريف تعليم أعلى أقبل عليها المصريون، وتعتبر نبوية موسى من دعاة العمل الخاص، حيث ترى أن تركيز الأعمال في يد الحكومات خطر على مال الدولة.
نبوية موسى وآراءها السياسة
رفضت نبوية موسى نظام الإنتخابات المباشرة بشدة، معلقة عى ذلك بقولها أن الإنتخابات المباشرة تعطي 85% من الأميين حق الاقتراع والبت في مشكلات عويصة على فهمهم، كما كانت تدعم النظام الديكتاتوري في الحكم، لأن الوزارات البرلمانية ضعيفة.
نبوية موسى وحق المرأة في التعليم والعمل
دافعت نبوية موسى طوال حياتها عن حق الفتيات في التعليم، وحق المرأة في العمل، ورأت أن عمل المرأة لا يقل عن عمل الرجل، وأنها لا يجب أن تمتهن الأعمال البسيطة أو المهينة، وأن التعليم هو طريقها لوظائف جادة محترمة تعينها على الحياة.
رحيل نبوية موسى
رحلت السيدة الفاضلة نبوية موسى عن عالمنا بالعام 1951 عن عمر يناهز الخامسة والستين، واستحقت عن جدارة لقب رائدة تعليم الفتيات، بعد صراع حافل بالإنجازات غير المسبوقة في مجال عمل المرأة وتعليمها، تاركة وراءها إرثا عظيما من نضال السيدات المصريات.