اشتهرت القرفة بخصائصها الطبية والصحية لآلاف السنين، لكن الدراسات العلمية الحديثة، أكدت ذلك بل وأضافت عدد أكبر من الفوائد الصحية لتناولها.
تاريخ القرفة
تعد القرفة من التوابل، التي تصنع من اللحاء الداخلي للأشجار المعروفة علميا باسم “سينماموم”.
لقد تم استخدام القرفة كمكون عبر التاريخ، ويعود تاريخ ظهورها إلى مصر القديمة.
كانت القرفة نادرة وقيمة، وكانت تعتبر بمثابة هدية مناسبة للملوك.
في هذه الأيام، القرفة رخيصة الثمن ومتوفرة في كل سوبر ماركت وتوجد كعنصر في الأطعمة والوصفات المختلفة.
أنواع القرفة
هناك نوعان رئيسيان للقرفة، وهما:
- القرفة السيلانية: تُعرف أيضًا باسم القرفة “الحقيقية”.
- قرفة كاسيا: الصنف الأكثر شيوعًا اليوم، وما يشير إليه الناس عمومًا باسم “القرفة”.
تصنع القرفة بقطع سيقان أشجار القرفة، ثم يتم استخراج اللحاء الداخلي وإزالة الأجزاء الخشبية.
عندما يجف، فإنه يشكل شرائط تلتف إلى لفائف تسمى أعواد القرفة. يمكن طحن هذه الأعواد لتشكيل مسحوق القرفة.
الفوائد الصحية لتناول القرفة
وجاءت أبرز فوائد القرفة الصحية، على النحو التالي:
1- القرفة مادة غنية بمركبات طبية:
تعود رائحة ونكهة القرفة المميزة إلى الجزء الدهني، الذي يحتوي على نسبة عالية جدًا من مركب سينمالدهيد.
يعتقد العلماء أن هذا المركب مسؤول عن معظم التأثيرات القوية للقرفة على الصحة والتمثيل الغذائي.
2- القرفة مليئة بمضادات الأكسدة:
مضادات الأكسدة تحمي جسمك من الأكسدة التي تسببها الجذور الحرة.
القرفة مليئة بمضادات الأكسدة القوية، مثل البوليفينول.
في دراسة قارنت النشاط المضاد للأكسدة لـ 26 نوعًا من التوابل، تبين أن القرفة هي الفائز الواضح، حتى أنها تفوقت على “الأطعمة الخارقة” مثل الثوم والأوريجانو.
في الواقع، القرفة قوية جدًا، بحيث يمكن استخدام القرفة كمواد حافظة طبيعية للطعام.
3- القرفة لها خصائص مضادة للالتهابات:
يساعد تناول القرفة جسمك على محاربة الالتهابات وإصلاح تلف الأنسجة.
ومع ذلك، يمكن أن يصبح الالتهاب مشكلة عندما يكون مزمنًا وموجهًا ضد أنسجة الجسم.
وقد تفيد القرفة في هذا الصدد، وتشير الدراسات إلى أن هذه التوابل ومضادات الأكسدة لها خصائص قوية مضادة للالتهابات.
4- القرفة قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب:
تم ربط القرفة بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة المبكرة في العالم.
في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، تبين أن 1 جرام أو حوالي نصف ملعقة صغيرة من القرفة يوميًا لها آثار مفيدة على الدم.
ويقلل من مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، بينما يظل الكوليسترول الحميد “الجيد” مستقرًا.
في الآونة الأخيرة، خلصت دراسة مراجعة كبيرة إلى أن جرعة القرفة التي لا تتجاوز 120 ملغ في اليوم، يمكن أن يكون لها هذه التأثيرات. في هذه الدراسة، زادت القرفة أيضًا من مستويات الكولسترول الجيد.
في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، تبين أن القرفة تقلل من ضغط الدم.
5- القرفة تحسن الحساسية من هرمون الأنسولين:
الأنسولين هو أحد الهرمونات الرئيسية التي تنظم التمثيل الغذائي واستخدام الطاقة.
كما أنه ضروري لنقل سكر الدم من مجرى الدم إلى خلاياك.
المشكلة هي أن الكثير من الناس يقاومون تأثيرات الأنسولين.
يُعرف هذا بمقاومة الأنسولين، وهي سمة مميزة للحالات الخطيرة مثل متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع 2.
يمكن أن تقلل القرفة بشكل كبير من مقاومة الأنسولين، مما يساعد هذا الهرمون المهم على أداء وظيفته.
عن طريق زيادة حساسية الأنسولين، يمكن للقرفة أن تخفض مستويات السكر في الدم.
6- القرفة تخفض مستويات السكر في الدم:
تشتهر القرفة بخصائصها الخافضة للسكر في الدم.
بصرف النظر عن الآثار المفيدة على مقاومة الأنسولين، يمكن للقرفة أن تخفض نسبة السكر في الدم بعدة آليات أخرى.
أولاً، تبين أن القرفة تقلل من كمية الجلوكوز التي تدخل مجرى الدم بعد الوجبة.
يقوم بذلك عن طريق التدخل في العديد من إنزيمات الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى إبطاء تكسير الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي.
ثانيًا، يمكن لمركب في القرفة أن يعمل على الخلايا عن طريق محاكاة الأنسولين.
هذا يحسن بشكل كبير من امتصاص الخلايا للجلوكوز، على الرغم من أنه يعمل بشكل أبطأ بكثير من الأنسولين نفسه.
أكدت العديد من الدراسات البشرية التأثيرات المضادة لمرض السكري للقرفة، مما يدل على أنها يمكن أن تخفض مستويات السكر في الدم الصائم بنسبة 10-29٪.
الجرعة الفعالة هي عادة 1-6 جرام أو حوالي 0.5-2 ملاعق صغيرة من القرفة يوميا.
7- القرفة لها آثار مفيدة على الأمراض التنكسية العصبية:
تتميز الأمراض التنكسية العصبية بالفقدان التدريجي، لبنية خلايا الدماغ أو وظيفتها.
يعد مرض الزهايمر ومرض باركنسون من أكثر الأنواع شيوعًا.
يبدو أن مركبين موجودين في القرفة يمنعان تراكم بروتين يسمى تاو في الدماغ، وهو أحد السمات المميزة لمرض الزهايمر.
في دراسة أجريت على الفئران المصابة بمرض باركنسون، ساعدت القرفة في حماية الخلايا العصبية، وتطبيع مستويات الناقل العصبي وتحسين الوظيفة الحركية.
8- القرفة قد تقي من السرطان:
السرطان مرض خطير يتميز بنمو الخلايا غير المنضبط.
تمت دراسة القرفة على نطاق واسع لاستخدامها المحتمل في الوقاية من السرطان وعلاجه.
بشكل عام، يقتصر الدليل على الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات، والتي تشير إلى أن مستخلصات القرفة قد تحمي من السرطان.
تعمل القرفة عن طريق الحد من نمو الخلايا السرطانية، وتكوين الأوعية الدموية في الأورام، ويبدو أنه سام للخلايا السرطانية، مما يتسبب في موت الخلايا.
كشفت دراسة أجريت على الفئران المصابة بسرطان القولون أن القرفة منشط فعال لإنزيمات إزالة السموم في القولون، مما يحمي من نمو السرطان.
تم دعم هذه النتائج من خلال تجارب أنبوب الاختبار، والتي أظهرت أن القرفة تنشط الاستجابات الوقائية المضادة للأكسدة في خلايا القولون البشرية.
ما إذا كان للقرفة أي تأثير في الحياة، فإن تنفس البشر يحتاج إلى تأكيد في الدراسات الخاضعة للرقابة.
9- القرفة تساعد في مكافحة الالتهابات البكتيرية والفطرية:
يمكن أن يساعد مركب “سينامالدهيد”، أحد المكونات النشطة الرئيسية للقرفة، في محاربة أنواع مختلفة من العدوى.
ثبت أن زيت القرفة يعالج بشكل فعال التهابات الجهاز التنفسي التي تسببها الفطريات.
ويمكن أن يمنع أيضًا نمو بعض البكتيريا، بما في ذلك الليستيريا والسالمونيلا.
ومع ذلك، فإن الأدلة محدودة وحتى الآن لم يتم إثبات أن القرفة تقلل الالتهابات في أماكن أخرى من الجسم.
يمكن أن تساعد التأثيرات المضادة للميكروبات للقرفة أيضًا في منع تسوس الأسنان وتقليل رائحة الفم الكريهة.
10- القرفة تساعد في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية:
فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”، هو فيروس يكسر جهاز المناعة ببطء، مما قد يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
يُعتقد أن القرفة المستخرجة من أصناف كاسيا تساعد في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، السلالة الأكثر شيوعًا لفيروس نقص المناعة البشرية لدى البشر.
وجدت دراسة معملية تبحث في الخلايا المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أن القرفة كانت العلاج الأكثر فعالية.