أحياناً، يكون القلق وارتفاع الضغط مرتبطين بشكل وثيق، حيث يمكن للقلق أن يسهم في ارتفاع ضغط الدم، وفي المقابل، يمكن أن يثير ارتفاع الضغط مشاعر القلق. يتم تشخيص مشاعر القلق عادةً على أنها شعور بالخوف الشديد أو القلق، وتترافق مع أعراض جسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب والتنفس السطحي. قد تتسبب نوبات القلق في ارتفاع مؤقت في ضغط الدم.
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم المستمر إلى شعور الأفراد بالقلق بشأن صحتهم ومستقبلهم.
يعتبر التفكير في تأثيرات ارتفاع ضغط الدم على الصحة العامة والتوجهات المستقبلية للحياة جزءًا من العبء النفسي الذي قد يزيد من مشاعر القلق. لاحظ أن الرعاية الطبية وتبني أسلوب حياة صحي يمكن أن يساعد في إدارة هذا التفاعل بين القلق وارتفاع ضغط الدم، ويقلل من تأثيرهما السلبي على الصحة العامة.
ارتفاع ضغط الدم يمثل حالة مرضية مستمرة تظهر عندما يرتفع مستوى الضغط في الدم.
يُقاس ضغط الدم بواسطة رقمين، الأول يُعرف باسم الضغط الانقباضي (الرقم الأكبر)، ويمثل القوة التي يضخ بها القلب الدم حول الجسم. أما الثاني، فيُعرف بالضغط الانبساطي (الرقم الأصغر)، ويُعبر عن المقاومة لضغط الدم في الأوعية الدموية.
يُعتبر ضغط الدم مرتفعًا عندما يكون 140/90 مليمتر زئبق أو أكثر (أو 150/90 مليمتر زئبق أو أكثر إذا كان عمر الفرد يزيد عن 80 عامًا). بينما يُعتبر ضغط الدم المثالي عادةً بين 90/60 مليمتر زئبق و120/80 مليمتر زئبق.
تُشير قراءات ضغط الدم بين 120/80 مليمتر زئبق و140/90 مليمتر زئبق إلى أن الفرد عرضة لخطر ارتفاع ضغط الدم إذا لم يتخذ التدابير اللازمة للحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة.
ارتفاع ضغط الدم المستمر يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب، النوبات القلبية، السكتة الدماغية، فشل القلب، أمراض الشريان المحيطي، وأمراض الكلى. يُشدد على أهمية خفض ضغط الدم لتقليل هذا الخطر والحفاظ على الصحة العامة.
القلق قد يسبب ارتفاع طارئ في ضغط الدم نتيجة لإفراز هرمونات الإجهاد
والتي تعزز زيادة معدل ضربات القلب وتقلص الأوعية الدموية. وعلى الرغم من أن هذه التغيرات تسبب ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم، إلا أنها لا تؤدي عادةً إلى ارتفاع طويل الأمد. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يعانون من القلق قد يكونون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم المؤقت.
مع ذلك، يجب أن يتم التفريق بين ارتفاع ضغط الدم المؤقت الناتج عن القلق وبين ارتفاع ضغط الدم المستمر. القلق لا يعد السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم المزمن، ولكن الإصابة بنوبات القلق المتكررة قد تسهم في مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل التأثير على الكلى والقلب.
يُعتبر معطف الضغط الأبيض
الذي يتمثل في ارتفاع قراءات ضغط الدم في مكتب الطبيب مقارنة بالمنزل، ظاهرة معروفة. يرجح الأطباء أن يكون القلق هو العامل وراء هذه الظاهرة، حيث يعاني بعض الأفراد من توتر إضافي في بيئة الطبيب. لذا، يُشجع على تتبع قراءات ضغط الدم في المنزل للحصول على قراءات أكثر دقة وتمثيلًا للوضع الصحي الفعلي.