ارتفاع ضغط الدم هو اضطراب شائع يصيب الكثير من الأشخاص، وقد لا تظهر أي أعراض في البعض، مما يجعلهم غالباً غير عارفين بإصابتهم. يعتبر ارتفاع ضغط الدم مؤشرًا قويًا يزيد من خطر الإصابة بأمراض مهمة مثل أمراض القلب، النوبات القلبية، والسكتة الدماغية. لذا، يجب أن يكون قياس ضغط الدم جزءًا من الفحص الصحي الروتيني، حيث يُنصح بأدائه على الأقل مرة واحدة سنويًا في مركز طبي متخصص.
هناك جدل مستمر بين العلماء حول العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والصداع. تظهر بعض الدراسات عدم وجود صلة بينهما، في حين تشير دراسات أخرى إلى وجود ارتباط قوي بين الاثنين. تدعم الجمعية الأمريكية للقلب (AHA) الأبحاث التي تفيد بأن الصداع ليس نتيجة مباشرة لارتفاع ضغط الدم، ما لم يكن هناك ارتفاع حاد في ضغط الدم.
يظل الأمر واثقًا بأن ارتفاع ضغط الدم الشديد قد يؤدي إلى فرط ضغط الدم الخبيث
المعروف أيضًا بنوبة ارتفاع ضغط الدم. في هذه الحالة، يتسارع الضغط في الشرايين بشكل حاد نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم إلى مستويات خطيرة. يتسبب الصداع الناتج عن هذا النوع من الفرط في الضغط في أعراض تختلف عن الصداع النموذجي أو ألم الرأس، ولا تستجيب بشكل فعّال للعلاجات التقليدية مثل الأسبرين.
الأبحاث التي تقدم دعمًا لفرضية أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب الصداع تشير إلى نتائج محددة. وفقًا لورقة بحثية نُشرت في الصفيحة الإيرانية لطب الأعصاب، يتجلى الصداع الناجم عن ارتفاع ضغط الدم على جانبي الرأس، حيث يظهر ألم الصداع بشكل نابض ويتصاعد مع النشاطات الجسدية. يشير الباحثون إلى أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون سببًا للصداع بسبب تأثيره على الحاجز الدموي في الدماغ.
وفقًا لهؤلاء الباحثين
يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يسبب صداعًا ناتجًا عن زيادة الضغط في الدماغ، مما يتسبب في تسرب الدم من الأوعية الدموية في الدماغ. هذا التسرب قد يؤدي إلى الوذمة أو التورم، وهو أمر يشكل مشكلة بسبب محدودية توسع الدماغ داخل الجمجمة. ينتج عن هذا التورم زيادة في الضغط على الدماغ، مما يتسبب في ظهور أعراض مثل الصداع، الدوخة، الغثيان، الارتباك، الضعف، النوبات، وتشوش الرؤية. وفي حال تلقي الفرد العلاج لتخفيض ضغط الدم، يشهد تحسناً عادة في الأعراض خلال ساعة واحدة.