لا يدرك البعض أن حموضة المعدة وتكرارها للشخص، قد تدق ناقوس الخطر بشأن احتمالية إصابة بالشخص بالسرطان.
ونشرت شبكة “تشانيل نيوز آسيا” السنغافورية دراسة علمية حديثة، تشير إلى أن حموضة المعدة وتناول عدد من الأطعمة المالحة، يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، وتحديدا سرطان المعدة.
ويقول الخبراء إنه غالبًا ما يصعب اكتشاف سرطان المعدة، لأن الأعراض تشبه مشاكل الجهاز الهضمي العادية.
ولكن يحذر الخبراء من أنه إذا كنت مثلا تحب السمك المملح والخضروات المخللة، فهناك تحذير لك أيضًا من تزايد احتمالية إصابتك بسرطان المعدة.
إذا كان لديك هذا الإحساس بالحرقان العرضي في صدرك، بعد تناول وجبة، فمن المحتمل أن ترجع ذلك إلى الإفراط في تناول الطعام والاستمرار في الحياة، بصورة طبيعية من دون الانتباه إلى أن ذلك قد يكون ناقوس خطر لما هو أصعب وأخطر.
تكرار الحموضة
ولفت التقرير إلى أن تكرار الحموضة المعوية والارتجاع المعدي، لفترة من بضعة أشهر إلى سنوات عديدة، أمرًا ينذر بالسوء ولا يمكن تجاهله.
وبالفعل يمكن من خلال مناظير المعدة، اكتشاف أن هناك أوراما في المعدة لا يدرك المرء خطورتها، وقد تحتاج إلى تدخلات جراحية وعلاج كيميائي وإشعاعي، وقد ينتشر السرطان من المعدة إلى باقي الجهاز الهضمي، وتؤدي في وقت لاحق إلى انسداد الأمعاء.
أساطير سرطان المعدة:
ويقدم التقرير أيضا مجموعة من الأساطير والخرافات المرتبطة بسرطان المعدة، وعدم الربط بينها وبين الأعراض المعوية والحموضة العادية.
وجاءت تلك الأساطير على النحو التالي:
1- سرطان المعدة يقتصر على المعدة وهو نادر جدًا:
وفقًا لتقرير عام 2019 الصادر عن سجلات سنغافورة للسرطان، فإن سرطان المعدة هو السبب الخامس الأكثر شيوعًا للوفاة بالسرطان في سنغافورة وباقي دول العالم.
بين عامي 2013 و 2017، أودى سرطان المعدة، بحياة أكثر من 1500 شخص، في سنغافورة فقط.
2- سرطان المعدة مرض تتشكل فيه خلايا خبيثة في بطانة المعدة:
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، على الإطلاق، حيث قال الأستاذ المساعد الإكلينيكي ماثيو نج، استشاري أول في قسم طب الأورام في سنغافورة: “ينتشر سرطان المعدة بشكل أكثر شيوعًا في تجويف البطن وهو أمر خطير جدا ينبغي عدم الصمت عنه على الإطلاق”.
وحذر الخبير من أن الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو تجاهل معظم الناس علامات سرطان المعدة، ورصدها أنها اضطرابات معوية عادية، مثل الحموضة أو الارتجاع المعدي.
3- ستعرف أنه سرطان المعدة لأنه مثير للصدمة:
لسوء الحظ، فإن أحد أسباب الاكتشاف المتأخر هو أن أورام سرطان المعدة، تسبب عمومًا أعراضًا يتم تجاهلها باعتبارها مشكلات هضمية منتظمة.
ويمكن أن يظهر على شكل ألم مستمر في الجزء العلوي من البطن، والذي قد يفسره البعض بأنه عسر الهضم، أو حرقان في المعدة أو حموضة أو ارتجاع حمضي.
وقال البروفيسور نج، إن هناك أيضًا علامات أكثر خطورة، تشمل تقيؤ الدم، أو خروج البراز الأسود من الدم المهضوم، أو القيء المستمر بعد الأكل بسبب انسداد في الجهاز الهضمي بسبب الورم السرطاني.
إذا كان الورم كبيرًا، يمكن الشعور بوجود كتلة في الجزء العلوي من البطن. ويمكن أن تكون الأعراض العامة مثل التعب الناجم عن فقر الدم وفقدان الوزن غير المبرر ناجمة عن سرطان المعدة.
4- سرطان المعدة وراثي:
ليس كل الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بسرطان المعدة، أو متلازمة السرطان الوراثية المعروفة، سيصابون بسرطان المعدة.
يمكن إجراء الاختبارات الجينية للبحث عن الطفرات الجينية، التي يمكن أن تسبب بعض متلازمات السرطان الموروثة .
5- المواد الحافظة في الطعام تتسبب في سرطان المعدة:
ومن المثير للاهتمام أن الملح المستخدم لحفظ الطعام، مثل الأسماك المملحة والخضروات المخللة، هي المفتاح الرئيسي للإصابة بسرطان المعدة.
وقال اختصاصي التغذية لي مياو سيم، من قسم النظم الغذائية بمستشفى سنغافورة العام، نقلاً عن مشروع التحديث المستمر من قبل الصندوق العالمي لأبحاث السرطان الدولي: “هناك دليل قوي على أن تناول الطعام المحفوظ بالملح يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة”.
قد يفسر هذا السبب في أن السكان الصينيين في سنغافورة، الذين يشتملون عادةً على الأطعمة المحفوظة بالملح في نظامهم الغذائي، هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، مقارنة بالملايين والهنود، وفقًا لسجل سنغافورة للسرطان.
وقال لي: “هناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أن استهلاك اللحوم المصنعة وكذلك اللحوم والأسماك المشوية أو المشوية، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة ولكن الأدلة محدودة”.
كيف يضر الملح المعدة؟
يؤذي الملح بطانة الغشاء المخاطي في المعدة، ويؤدي إلى التهاب وتلف الخلايا.
وهذا بدوره يجعل من السهل على البكتيريا المسببة للقرحة، والمعروفة باسم “هيليكوباكتر بيلوري” أن تستعمر المعدة، والتي تعد، حسب لي، أقوى عامل خطر معروف للإصابة بسرطان المعدة.
هناك أدلة قوية على أن تناول الأطعمة المحفوظة بالملح يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
وقال التقرير: “بناءً على تقرير صادر عن الصندوق العالمي لأبحاث السرطان لعام 2009، يمكن تجنب ما يقرب من 14 في المائة من حالات سرطان المعدة، من خلال تقليل تناول الملح إلى أقل من الكمية اليومية الموصى بها، وهو ما يعادل حوالي ملعقة صغيرة واحدة”.
6- ينبغي عدم تناول السكريات حتى لا تتغذى الخلايا السرطانية:
الخلايا السرطانية تتكاثر بسرعة، فإنها تتطلب الكثير من الطاقة أو الجلوكوز لتنمو. ومن هنا تأتي أسطورة أن السكر يغذي السرطان، واستبعد السكر من نظامك الغذائي وسيوقف السرطان من التطور.
ولكن الأستاذ الإكلينيكي البروفيسور نج قال، إن الأمر لا يعمل بهذه الطريقة أو العكس.
وأوضح بقوله “استهلاك المزيد من السكر لم يثبت أنه يجعل السرطانات تنمو بشكل أسرع لدى المرضى. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي خفض تناول السعرات الحرارية بشكل مفرط إلى الإضرار بالمرضى، الذين يعانون بالفعل من فقدان الوزن بسبب السرطان، لأنهم قد يشعرون بمزيد من التعب وأقل قدرة على التعامل مع علاجهم. “
7- استئصال المعدة سيؤدي إلى قتلك قبل السرطان:
قال الأستاذ الإكلينيكي الأستاذ نج إن سرطان المعدة ليس حكماً بالإعدام. في الواقع، بعد شهر من إزالة المعدة، يمكن للشخص تناول الطعام الصلب، بما في ذلك الأرز واللحوم.
كما يمكن للمرضى الذين خضعوا لعملية استئصال المعدة تناول الكاري، ولكن باعتدال.
ومع ذلك، سيتعين عليهم الابتعاد عن الأطعمة النيئة أو الأطعمة شديدة الحلاوة أو التي تحتوي على الكثير من الألياف، وكذلك أي شيء يصعب ابتلاعه، لأنه يمكن أن يسبب عسر الهضم.
علاوة على ذلك، لن يحتاج كل مريض إلى إزالة كاملة للمعدة، لأن هذا مرتبط بحجم وموقع الورم.