إذا أردنا أن نبدأ موضوعنا هذا عن النظافة فإننا بصدد شرح معنى هذه المفردة بدايةً لأن العديد من الطلاب يطلب منهم كتابة موضوع تعبير عن النظافة ولذلك علينا أن نعلم أن مفردة “النظافة” من الألفاظ التي يمكننا شرحها بعكسها، فكما قالوا في اللغة: بضدها تتميز الأشياء. ربما يظهر لك معنى النظافة جيدا وبصورة أوضح من التعريف التقليدي بها إذا ذكرنا عكسه والمتمثل في لفظة “القذارة” أو “الوَسَخ”.
وكما قال أحد الشعراء المعاصرين والمعنيين باللغة العربية :”الأصوات موحية”، ويعني بهذا أن مجرد نطق اللفظ قد يوحي إليك بمعنى ما، وشتان بين “النظافة” و “القذارة”.
موضوع تعبير عن النظافة بتفاصيله
وفي موضوعنا هذا يتبين من مجرد وضع اللفظين بجانب بعضهما البعض أيهما الحسن وأيهما القبيح. وللتأكيد على هذه المقارنة سنبين مثالا سيؤثر حتما في نفسك ومزاجك بمجرد قراءتك له وعندما تقارن بين المشهدين اللذين يشكلان مظهرا للنظافة وآخر للقذارة.
المثال:
حديقة مرتبة ونظيفة، بها سلات للمهملات والقمامة تتغير كل يوم، يحافظ الناس على منشآتها ويحذرون تلويث أجوائها، وتكون في كل يوم جميلة مثل اليوم السابق إن لم يكن أجمل.
حديقة عشوائية ومتسخة، لا يوجد بها أماكن مخصصة للتخلص من النفايات، مما يدفع الناس لإلقاء مخلفاتهم في كافة الأرجاء، يحاول العمال بالنظافة السيطرة على الأمر، لكن تراكم الأوساخ تجعل الحديقة أقبح وأضعف جمالا يوما بعد يوم.
والآن، نود منك أن تعيد قراءة المثل السابق مرة أخرى حتى يتجلى لك معنى النظافة وأثرها في نفوس الناس وأجوائهم وبيآتهم، وبين القذارة وما تخلفه من دمار وخراب في الناس قبل أن تطال أشاءهم أيضا وجميع جوانب حياتهم.
النظافة هي معنى، والمعاني تتميز بالسيولة ولكي نجعلها أوضح ذكرنا المثال السابق ، والآن نقسم أنواع النظافة ليتضح المعنى بصورة أكبر.
أنواع النظافة
النظافة في الإسلام على نوعين:
1- نظافة في الباطن.
2- نظافة في الظاهر.
نظافة الباطن: فتشمل القلب والعقل والنفس، ونظافة القلب بتوحيد الله وتسبيحه وهذا مما يطهر القلب وينزهه مما لا يليق به من الشرك الذي هو أكبر الوسخ وأعلاه ولا مثيل له.
ونظافة العقل بإحرازه مما يؤذيه وتطهيره مما يزري به ويدنسه من الشهوات والشبهات. أما النفس فتكون نظافتها بتطهيرها من الأدران والأمراض كالكبر والشره والحسد والمهانة.
نظافة الظاهر: وهي لازمة ومتعدية.. اللازمة مثل نظافة الشخص بنفسه في جسده منفردا مثل سنن الفطرة، والتطهر بعد قضاء الحاجة والحفاظ على نظافة الثياب وطهارتها، وغسيل الأسنان وما اشترطه الله من طهارة لصحة العبادات مثل الوضوء للصلاة والغسل من الجنابة لتأدية النسك كما أمر الله.
أما النظافة المتعدية فمثل ما أدب الإسلام به الزوج مع زوجته في العلاقة الزوجية،والاهتمام بنظافة المسكن وما حوله، وحفظ حق الطريق وفي هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه اتقو الملاعن الثلاث وهي أن يقضي المرء حاجته في الطريق أو الظل.
ومما سبق يتبين أن الإسلام راعى جميع الجوانب في الإنسان وفي حياته من حوله وحث على نظافة كل ذلك ظاهرا وباطنا، لازما ومتعديا.
ولا عجب فالنظافة من الإيمان، والنظافة تبدأ من داخل الإنسان وليس فقط في الأبدان. ومن الجدير بالذكر أن المسلمين هم أول من استخدم الماء في الطهارة والنظافة في العالم.
