يقول ألبرت آينستاين – أينستاين هنا صحيحة وليست غلطة كتابية – إن لم يمكنك أن تشرح مسألة لطفل بالسادسة ولم يفهمها، فكيف يمكن للعالم أن يفهمها؟ كريستوفر نولان هنا يفعل ذلك بعقيدة، يضعك أمام مسألة فيزيائية شديدة التعقيد، ويدعك تحاول بمفردك أن تفهمها، وكأنه لم يفهم خطاب مسيح الفيزياء.
عقيدة
عقيدة هي جماعة تحاول الحفاظ على بقاء العالم، جماعة سرية مجهولة التكوين والأعضاء، سوف نكتشف بنهاية الأحداث أن البطل هو قائدها، بطل الفيلم الأسمر الوسيم، الذي يفعل كل ذلك دون علمه هو الشخصي، عبر مسارات زمنية متوازية، بنفس الزمن الأرضي، على نفس الكوكب.
نولان
كريستوفر نولان مخرج عظيم لا شك، إلا أنه بالأعوام الأخيرة اقترب من يوسف شاهين المخرج المصري، فتشعر أحيانا أنه مبهر وساحر، وتشعر أحيانا أكثر أنه يوسف شاهين هوليوود، حيث يجب أن تكون مشاهد ذو صفات خاصة، أستاذ للفيزياء مثلا، أو كائن من المستقبل على أقل تقدير.
عقيدة مبهرة
لا شك أن المشاهد بعقيدة سوف تبهرك، أحدث انواع السيارات، أفخم الفنادق، أفضل العواصم، أغرب مواقع التصوير الطبيعية، كل شيء مبهر، صورة مثالية، منتهى الأناقة، ولكنك بعد 150 دقيقة من الملل غير المبرر، سوف تشعر أن نولان ضحك عليك.
فليذهب العالم إلى الجحيم
أنا لم أشعر طوال أحداث الفيلم – كمجرد مشاهد عادي – أن العالم يعاني وعلى حافة الخلاص، وربما انتابتني أحاسيس مختلفة تماما، من قبيل أحاسيس فليذهب العالم إلى الجحيم، إن كانت الأمور معقدة إلى هذا الحد، ومريبة وغامضة ومستعصية على الفهم.
السينما للجميع
الفيلم الجيد المشوق، هو الفيلم الذي يمكن للمشاهد العادي غير المهتم بالسينما أن يشاهده ويستمتع به، ويمكن للمشاهد المحب أن يتوحد وأشخاصه وأحداثه، ويتعاطف معهم، ويشفق على مصائرهم، كأنه يتعاطف مع مصيره هو الشخصي، عقيدة على الأرجح لن يدفعك لذلك.
بالنهاية
بالنهاية إن كنت من عشاق نولان، فسوف تحب عقيدة، الفيلم لا شك أنيق ومبهر، وموضوعه جديد ومختلف، وأماكن تصويره فخمه للغاية، وجديدة على العين المعتادة، يخوت وطواحين هواء بالمحيط وسفن عملاقة وإنتاج سخي للغاية، أرجو ان يشفع لعقيدة.
