عطر، رواية الألماني باتريك زوسكند المعجزة، التي تم تجسيدها على الشاشة الفضية بالعام 2006 بفيلم حمل نفس العنوان، عطر رواية مختلفة بالكلية عن كل ما قرأته سابقا، فهي رواية معنية للغاية بمعضلة الوجود، وبساطة القتل، من أجل إثبات ذلك الوجود.
جرينوي
جون جرينوي فتى يتيم يقطن أحد أقذر أحياء باريس، قذفته أمه بائعة السمك بعد ولادته مباشرة أسفل طاولة تنظيف الأسماك، كما تفعل دوما بأبناءها من السفاح، إلا أن جرينوي الصغير لم يصمت، وملأ صراخه العالم، حتى شعر به المارة وأعدموا أمه.
اليتم
يعاني جرينوي الدميم الخلقة للغاية من نبذ رفاقه له ببيت الأيتام الذي أنتقل إليه، ويعاني أكثر من معاملة القائمة على شئون البيت، تلك المرأة التي فضلت بيعه لدباغ على بقاءه في بيتها وسط الأطفال المرعوبين منه، وتقبض ثمنه ولا تعود به إلى الدار، حيث تسرق و تقتل.
حواس
يعيش جرينوي أسعد أيام حياته بالمدبغة، حيث روائح لا حصر لها من كل حدب و صوب، بالوقت الذي يشمئز منه الجميع من تلك الروائح العديدة القذرة، تصبح تلك الروائح جنة جرينوي، حيث تدرب حاسة الشم الفائقة لديه على تمييز الروائح المختلفة.
بالديني
يتخلص الدباغ أيضا من جرينوي لغرابة طباعه، ويبيعه لعطار باريسي مشهور، يكتشف موهبة جرينوي الخارقة في تمييز الروائح، ويعقد معه معاهدة لتعليمه كل شيء يخص الروائح والتقطير وتخليص العطور، شريطة أن يصنع له مائة عطر قبل أن يرحل عنه.
عطر
تميز أنف جرينوي عطر فتاة شابة بالسوق، يتبعها ولا يمكنه التخلص من سحر عبيرها، تقاومه حين يقترب منها فيقتلها رغما عنه، ويستخلص من جسدها عطر خاص، هو الوحيد بالعالم الذي استخلصه، عطر بشري خالص لفتاة باريسية عذراء.
كراس
يرحل جرينوي إلى مدينة كراس الباريسية، معقل صناعة وتقطير واستخلاص العطور بالبلاد، ويترك بالديني الذي إنهار بيته فوق رأسه، كما أنهارت المدبغة فوق رأس الدباغ الذي باعه، كل من يتخلى عن جرينوي يعاني من مصير محتوم قاتل.
أنا بلا رائحة
بالطريق إلى كراس يستريح جرينوي قليلا، وبوحدته المطلقة بكهف بعيد عن المدينة يكتشف أنه بلا رائحة، لا رائحة مميزة له أو لجسده، لا رائحة على الإطلاق، كأنه غير موجود، تقتل تلك الحقيقة حواس جرينوي فيمكث في الكهف سنين.
لورا
تعود لجرينوي رغبته في الحياة بعد أن يشم رائحة لورا، الفتاة العذراء أبنة عمدة المدينة، يتابعها جرينوي إلى كراس، ويقتل في سبيل الوصول إليها عشر فتيات، يصنع من رائحة إجسادهن العطر الكامل، الذي سوف يصبح عطر جسده هو شخصيا.
محاكمة الملاك
يقتل جرينوي لورا، ويصنع من رائحة جسدها عطره الكامل، ويسكبه على جسده حين تتم محاكمته، فتذهب عقول المحكمين والعامة من روعة العطر، ويشعر الجميع أن جرينوي ملاك، ويسقط الجميع في حالة من الشبق الجنسي الجماعي، ويتناسون أمره تماما.
باريس
يعود جرينوي إلى باريس، مسقط رأسه، بعد أن يكتشف أن لا أحد يشعر به، لا أحد يشمه، لا أحد يحبه، ويصب كل قارورة العطر على جسده بوسط السوق، فيلتهمه السكارى والشحاذين وبائعات الهوى عن آخره، ولا يبقى منه سوى سترته، وقارورة عطره.