طريق الغضب، معجزة حركة بالقرن العشرين، تتجسد من جديد بالقرن الواحد والعشرين، على يد نفس المخرج الإسترالي المعجز جورج ميلر، صاحب السبعين ربيعا، بديكورات حقيقية، وساحات تصوير حقيقية، ورجال حقيقيين يؤدون المشاهد الخطرة، وعزوف مقصود عن التقنيات والخدع البصرية.
طريق الغضب
من الصعب للغاية أن يحصل فيلم حركة على نقد إيجابي، وتقييمات تتجاوز تقييمات الأفلام الحربية المستوحاة من قصص حرب حقيقية أو أفلام السيرة الذاتية، طريق الغضب فعلها، حين حصد 98% و 8.8 بتقييمات الجماهير و النقاد، بسبب أنه ” يحتوي على مشاهد حركة حقيقية و سرد مذهل “.
بقاء من أجل ماذا
طريق الغضب يتناول أحداث ما بعد هلاك الأرض، وندرة الموارد، الماء والغذاء والوقود والخيارات، ويحاول وسط صحاريه ومعاركه وأبطاله المصرون على البقاء أن يجيب عن السؤال الوجودي الأزلي: لماذا نحن هنا؟ للنجاة. حيث أن كل شيء بالعالم شرير ومؤلم.
ماكس
ماكس ضابط سابق، فقد أسرته في أحداث دموية مجنونة، ويطارده ذلك الفقد المأساوي لعائلته التي لم يمكنه أن يحافظ عليها، يهرب ماكس من الجميع، تجار السلاح، تجار الوقود، وتجار المياه، يهرب ماكس بدافع من غريزة البقاء، كأي حيوان غير عاقل بالبرية.
فيوريوسا
تجسد الممثلة الأسترالية تشارليز ثيرون أحد أفضل أدوار حياتها قاطبة، فهي تجسد شخصية فيوريوسا، قائدة قوات عصابات المياه، تلك الفتاة اليتيمة الشابة التي تم خطفها منذ زمن بعيد، وتحاول أخيرا العودة إلى الوطن، وسط محاولة هروب أقرب للمستحيل.
ساعتين من البقاء الجميل
طوال ساعتين متواصلتين، أنت لن يمكنك أن تلتقط أنفاسك، وأنت تشاهد أبطال طريق الغضب يصارعون من أجل البقاء، البقاء على قيد الحياة فقط، للهرب من جلاديهم وساجنيهم، والوصول إلى ” الأرض الخضراء ” أو الوطن كما يعتقدون، أو كما قيل لهم.
120 دقيقة من الصراع من أجل البقاء في أجواء غير تقليدية، صحراء، عاصفة عاتية، أراضي جليدية لا ترحم أحد، حتى السيارات العملاقة تسقط، مستنقعات تحتشد ببقايا بشرية، وشهوة غير عادية لمغادرة الحياة، والنزوح إلى فالهالا، أو النعيم المنتظر.
لا يوجد هناك وطن
تصل فيوريوسا بصحبة ماكس أخيرا إلى الوطن، التي تكتشف أنه لم يعد هناك، ولا توجد منه سوى بضع نساء عجائز ممن لازلن يتذكرنها، ويتفقن سويا على التوغل في الصحراء للبحث عن وطن آمن، فيقترح عليهم ماكس مواجهة أسوء كوابيسهم، والعودة مجددا للواحة.
يعود الجميع لمواجهة العصابات، الأمهات وماكس وفيوريوسا، في صراع أكثر ضراوة من أجل البقاء، صراع يذكرنا بصراع الحيوانات من أجل البقاء والماء والغذاء، تعود فيوريوسا أخيرا إلى الواحة بمساعدة ماكس بعد قتل العصابات المسيطرة على مقاليد الحياة.
طريق الحياة
طريق الغضب ليس فيلم حركة عادي، فأنت سوف تجد بين الصراع المرير من أجل البقاء نفسك بشكل أو بآخر، بالحوار الثري المذهل بين أبطاله، عن ماهية الوجود والبقاء والحرية والخلاص، وعن قيمة الحياة وحتمية الصراع، وعن مواجهة مخاوفك من أجل البقاء.
