بالعقد الأخير من القرن الحالي، تطورت صناعة الأفلام التي تستند على روايات الخيال العلمي، خاصة المرتبطة بالذكاء الصناعي، فنرى أبطال الأفلام الآليون يتخذون هيئة بشرية، عوضا عن المعدن بالماضي، كما يتمتعون أحيانا بعقل بشري وليس ميكانيكي.
شبح في جسد
شبح في جسد، هو أحد تلك الأفلام التي تتعامل مع الذكاء الصناعي بمنظور مختلف، فالأبطال ليسوا بالكلية آلات، بل يغلب عليهم الطابع البشري شكلا و مضمونا، وتشغلهم مشكلات وجودية عن حقيقة وجودهم، وحتمية الحفاظ على ذلك الوجود مهما كان الثمن.
ميجور ميرا
تجسد فتاة هولي وود الذهبية سكارليت جوهانسن شخصية الرائد ميرا، وميرا هي كيان صناعي تابع لمنشأة أمنية، تمت صناعته بالإستعانة بعقل فتاة حقيقية، وجسد من التيتانيوم، وقدرات قتالية خاصة لمواجهة الجريمة.
مانجا
قصة شبح في جسد مستوحاة من رسومات المانجا اليابانية، وهو فن ياباني للقصص المصورة، يتميز بخصائص رسم يابانية وأجواء معقدة للغاية تختلف عن الرسوم المتحركة التقليدية، ويتم إطلاق اسم مانجا عليه حول العالم لتمييزه عن باقي مدارس الرسوم المتحركة.
سكارليت جوهانسن
سكارليت جوهانسن أحد أكثر بطلات هولي وود الشابات إنصاتا للنصائح، وتوجيهات المخرجين تحديدا، حيث تعتبر النجمة الذهبية نفسها لازالت تتعلم، ولا ضرر لديها على الإطلاق أن تتجرد تماما من أنوثتها التي تتميز وتشتهر بها لكي تجسد شخصية مانجا.
سكارليت لا تبتسم تقريبا بالفيلم، وتقطب حاجبيها بحسم طوال الوقت، وتنتحل طريقة سير ذكورية للغاية، تنحني فيها بكتفها الأيمن للأمام دوما، في حالة دائمة من التحفز، ويختفي شعرها الذهبي تحت شعر قصير أسود، وملامح تكاد تكون يابانية.
كل شخص مرتبط
كل شخص مرتبط بشيء ما، أو شخص ما، إلا أنا، أشعر دوما أنني غريبة ووحيدة، تشغل تلك المعضلة الأخلاقية عقل الرائد ميرا البشري منذ البداية، فلا تفهم ميرا على وجه التحديد، كيف يكون لها ذكريات بشرية وهي سايبورج، ماكينة مصممة للقتل.
تلك مشكلة ميرا الحقيقية طوال الفيلم، البحث عن الذات، وهو مفهوم مخيف عن الذكاء الصناعي، بفرضية تفوقه وسيطرته يوما ما، ودفاعه عن وجوده بهذا العالم، وهي المعضلة المحورية للفيلم، حيث أن شبح في جسد هو محاولة من الآلات للبقاء على قيد الحياة.
كل ما أخبروك عنه ليس حقيقة
تقوم الرائد ميرا بمهمات محدودة بمدينة طوكيو اليابانية، معقل الذكاء الصناعي فوق الكوكب، تواجه ميرا عصابات الذكاء الصناعي بالسوق السوداء، وتكتشف أن الجريمة بالعالم السفلي معقدة وغير مفهومة، ويرتبط بها أطراف كثيرون، من ضمنهم الحكومة.
تعاني ميرا من ذكريات بشرية لا تليق برائد آلي، فترى بمخيلتها أحداث وأشخاص وأماكن، وتتلقى اتصالات مبهمة غير مفهومة من نظان خفي فائق الذكاء، تتبع مصدره حتى تجده، ليخبرها بحقيقتها، وأنها نصف بشرية، وتتعرض لتصفية بوصفها آلة فائقة الذكاء.
البحث عن الذات
تهرب ميرا من منشأتها العسكرية، بعد أن تعرف أن طبيبتها هي أيضا ليست بشرية، وأنها فتاة جامعية ثورية تم إعتقالها واستخدام عقلها، وأن والدتها حية ترزق بالمدينة، وأنها معرضة للتصفية ضمن برنامج يهدف للقضاء على مجتمع الذكاء الصناعي.
تزور ميرا شاهد ضريحها بالمدينة، وتزور أمها دون أن تخبرها أنها بنتها، وتتصل برئيسها المباشر الذي تثق به تماما، وتدرك أخيرا كينونتها الحقيقية، التي طالما أرقتها، وتردد تلك الكينونة بآخر مشاهد الفيلم ” أنا الرائد ميرا، المكلفة بمحاربة الجريمة، والحفاظ عى مجتمع الذكاء الصناعي “.
سوف أحتفظ بكم في أقفاص
بسؤال ذكاء صناعي بالحقيقة عن كيفية تعامله مع البشر إن سنحت له الفرصة، كانت إجابته صادمة و مرعبة، فلقد رد دون تفكير أو تردد ” سوف أحتفظ بكم في أقفاص، لأنكم غير مسئولين عن أفعالكم ” الذكاء الصناعي حقيقة مرعبة، وليس مجرد خيال سينمائي.
