من أنت؟ سؤال سألته الطالبة الجامعية زينب عبد الكريم لأستاذ الفنون المسرحية الذي كان ضيف يلقي كلمته بالجامعة حول دور المسرح والفن بالحياة، من أنت بالحقيقة سؤال موجه لكل من يشاهد قصة حياة زينب عبد الكريم، من أنت هو السؤال الوجودي الأشهر.
ملخص فيلم خلي بالك من زوزو
يحمل الفيلم المصري الاستعراضي شديد البهجة والمرح، وشديد القسوة أيضا، مضامين فلسفية واجتماعية تتخطى بكثير مفهوم السينما الاستعراضية الخفيفة، تطرقت معالجة الفيلم الجادة مناطق حساسة للغاية بالمجتمع المصري، مثل تعليم الفتيات، وعمل المرأة.
ويطرق الفيلم أعمق ما يطرق نظرتنا المجتمعية لبعضنا البعض، بعد ثورة اجتماعية كان الغرض الاسمى لها تذويب الفوارق بين الطبقات، فهل ذابت الفوارق؟ أم ظلت تتسع بعمق أكبر؟ ونحن نصنف أنفسنا بأنفسنا دون وازع من ضمير أو رحمه أو تفوق علمي.
زينب عبد الكريم الذي تجسده سعاد حسني
زينب عبد الكريم طالبة جامعية متفوقة علميا ورياضيا، زينب تنتمي رغما عنها لعائلة من العوالم، ورغم ذلك قررت تغيير مصيرها وخوض تجربة الدراسة الجامعية لتغيير واقعها المفروض عليها، ونجحت بالفعل في التفوق أكاديميا ورياضيا بفضل روحها الحرة.
زينب أيضا ليست فتاة مستكينة مطيعة حائرة، زينب فتاة تملك زمام المبادرة، للحد الذي جعلها تتقرب بذكاء من أستاذ المسرح الذي دعته الجامعة وراق لها، فراقت له هي أيضا، ببرائتها وجمالها وثقافتها وجرأتها، وكان أن أقتربا سريعا من بعضهما البعض.
من أنت؟
هنا تأتي اشكالية الفيلم الحقيقية، من أنت؟ هل أنت متعلم؟ هل أنت من عائلة محترمة؟ هل أنت من نفس مستوايا التعليمي والاجتماعي؟ هل أنت من عائلة فقيرة؟ غنية؟ معروفة؟ مجهولة؟ هل أنت تستحق المزيد، أم يكفيك ما أنت عليه؟
من أنت شرك اجتماعي نصبناه لأنفسنا بأنفسنا، شرك اجتماعي كاد يودي بحياة زينب الأكاديمية والعاطفية، حين عرف الجميع بأصول عائلتها الحقيقية وطبيعة عمل أمها، ولم يشفع لها التفوق العلمي أو الرياضي حينها، وراحت فقط سياط الجلادين تلاحقها.
الفن حياة
هنا يحاول الفن الذي تحدث أستاذ المسرح عنه ببداية الفيلم حين سألته زينب بالمحاضرة من أنت؟ أن يجيب عن ذلك السؤال، أو بالأحرى يعيد أجابة ذلك السؤال، حين أصر الأستاذ على أن تستكمل زينب تعليمها، وأن تدافع عن حقها في ذلك بنفسها.
قدر من الحب
نحن بحاجة ماسة لقدر من الحب، قدر يسير يعيد إلينا آدميتنا، ونظرتنا لبعضنا البعض، وإعادة تقييم مفاهيمنا، ذلك القدر من الحب الذي أعان زينب على مواجهة الصراع الضاري حول طبيعة نشأتها وطبيعة عمل أهلها، حين ساندها حب الأستاذ الصادق حتى النهاية.