” كلما كبرنا يختفي الخوف من داخلنا، ويصبح من المهم أن ننقل تجارب حياتنا، فمن المحزن أن نترك العالم دون أن يعلم من نحبهم من كنا ” بتلك الكلمات، بوصية فرانشيسكا، تفاجيء الأم الراحلة الجميع، وترسل لهم رسالة تغير حياتهم الشخصية بالكلية.
جسور مقاطعة ماديسون
جسور مقاطعة ماديسون فيلم أمريكي من إنتاج العام 1995، مستوحى من رواية حملت نفس العنوان للروائي الأمريكي روبرت والر، من بطولة وإخراج وإنتاج النجم الأمريكي الكبير كلينت إيست وود، بمشاركة سيدة الشاشة الفضية العالمية ميريل ستريب.
سحر العالم في بضعة أيام
تتوقف عربة روبرت مصور الطبيعة بصحيفة ناشونال جوجرافيك الأمريكية أمام منزل فرانشيسكا، يسألها المصور عن جسور مقاطعة ماديسون المغطاة وأين يجدها، تشير إليه فرانشيسكا نحو الطربق الصحيح، وتدعوه لتناول قدح من الشاي المثلج بتلك الظهيرة.
فرانشيسكا أم ريفية بسيطة، تنتظر عودة زوجها وأبناءها من مسابقة بالمدينة، ولا تجد غضاضة بدعوة صحفي تائه على الطريق، فهي فرصة لاستضافة أحدهم من أجل قليل من الكلام، فالوحدة في الريف قاتلة، والمصور يبدو حسن الخلق ولا خوف منه.
يتبادل روبرت وفرانشيسكا أطراف حديث قصير، يشعر معه روبرت أن تلك السيدة الريفية الجميلة ليست بسيطة، بل على العكس، سيدة مثقفة وذكية، تعرف عن ناشونال جوجرافك، وتعرف عن مدينة نيويورك، وتحب التصوير، وتدعوه أيضا على العشاء.
عشاء على ضوء الشموع
يأتي روبرت على العشاء بصحبة ورود، تخجل منها فرانشيسكا جدا، كأنها لم تتوقع هديته، أو كأنهما على موعد عشاء رومانسي، يشير روبرت إلى تفاصيل فرانشيسكا، فتجفل كأنها تسمع ذلك عن نفسها لأول مره، وتشعر أنها لازالت أنثى منذ زمن بعيد.
تتكرر لقاءات روبرت وفرانشيسكا في النور، في الخارج، حيث ترافقه وهو يصور الجسور المغطاة لمقاطعة ماديسون، وتشاركه أيضا لحظات بريئة حميمة، تراعي بها أنها أم وزوجه، وتطلق سراح العاطفة فقط، العاطفة التي لم تشتعل حتى عند زواجها.
تشارك فرانشيسكا روبرت رقصة بعشاءهما الثاني، رغم أنها لا تجيد الرقص، إلا أن روبرت يخبرها أنها بإمكانها أن تجيد كل شيء معه، وأنها تستطيع، وفعلا تستطيع، في رقصة هادة حميمة على موسيقى ناعمة تصدر عن الراديو، تستجيب فيها بالكلية لحضن روبرت الحميم.
العقل أم العاطفة
يعود كل شيء لطبيعته بعد عودة الزوج والأولاد، فلا لقاءات صباحية مشمسة ولا عشاءات راقصة على ضوء الشموع، يرحل روبرت بعد أن ييأس من إقناع فرانشيسكا بالرحيل معه، وتختار هي بيتها وزوجها الطيب المحب وأطفالها وحياتها الراسخة المستقرة. وتكتشف فرانشيسكا بعد رحيل زوجها أن روبرت أيضا رحل عن الحياة، وترك لها كل ممتلكاته الشخصية، ورماد جسده المحترق حتى تلقي به فوق مكان لقاءهما الأول، جسور مقاطعة ماديسون، فتقرر هي أيضا أن تترك حكايتها معه بوصيتها ليعرفها أبناءها.