محمود فرج هو ممثل مصري وُلد في 22 يناير عام 1933 وتوفي في 5 يوليو عام 2009 عن عمر يناهز 76 عامًا، وكان بطلًا رياضيًا مشهورًا حيث درس التربية الرياضية ولعب المصارعة، واشتهر في السينما المصرية بتقديم أدوار الشخص مفتول العضلات والأدوار الشريرة أيضًا، فوضعه الناس في قالب الشر على الرغم من أن المقربين إليه في الواقع أشاروا إلى طيبته الشديدة وخفة دمه وحسه الفكاهي، وهو عم المصارع الشهير “ممدوح فرج”. إذا أردت معرفة المزيد من المعلومات عن الفنان محمود فرج فإليك هذا المقال.
كيف بدأ محمود فرج مشواره الفني؟
درس فرج التربية الرياضية وكان بطلًا رياضيًا في المصارعة والملاكمة كما درس أيضًا التجارة والخدمة الاجتماعية، ولكنه كان محبًا للفن فدرس بعد ذلك التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وأهّله ذلك لتقديم دور “عطيل” للكاتب العالمي ويليام شكسبير على خشبة أحد المسارح، ثم بدأ يراه بعض المخرجين ولفت الأنظار إليه لكونه مفتول العضلات فتم الاستعانة به في أدوار الشر أو المشاهد التي بها ضرب.
ظهر لأول مرة في فيلم “أيامنا الحلوة” الذي تم عرضه عام 1955 وكان من بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ وأحمد رمزي، وقام في الفيلم بدور ملاكم كان يُدعى “شكري الملاكم” وله مشهد شهير في الفيلم عندما كان في مباراة ملاكمة مع الفنان أحمد رمزي على سطح العمارة.
استعان به الكثير من المخرجين في العديد من الأدوار الشبيهة بدوره في فيلم أيامنا الحلوة، وشارك مع الفنان إسماعيل يس في الكثير من أفلامه مثل فيلم “إسماعيل يس في البوليس الحربي” الذي عرض عام 1958 وكان من إخراج فطين عبد الوهاب وقام فيه بدور “مجانص” وظل الاسم ملتصقًا به لفترة طويلة وظل الكثير من الناس يطلقونه عليه، وشارك كذلك مع إسماعيل يس في فيلم “الفانوس السحري” وكان ذلك الدور من أشهر أدواره حتى أن الكثير من الناس حتى الآن يعرفونه باسم “عفركوش” وقدم دور العفريت الذي خرج من الفانوس وكان يتولى مهمة تحقيق أحلام الفنان إسماعيل يس، وكان له جملة شهيرة في الفيلم ظل الناس حتى هذا اليوم يرددونها في المواقف المختلفة بطريقته المميزة وهي “يا مصطفى”.
من أهم وأشهر الأدوار التي قدمها الفنان محمود فرج للسينما المصرية أيضًا، دوره في فيلم “فجر الإسلام” الذي عُرض عام 1971 وكان من إخراج صلاح أبو سيف ومن تأليف عبد الحميد جودة السحار، وقام ببطولة الفيلم مجموعة من أهم الفنانين وهم: محمود مرسي، ويحيى شاهين، وسميحة أيوب. وقدم الفنان محمود فرج في هذا الفيلم دور “حنظلة” وكان له جملة شهيرة أثناء هدمه لأحد الأصنام وهي “شُلًّت يدي.. لا إنها سليمة”.
لم تتوقف الأعمال التي شارك فيها فرج عند هذا الحد فقط، بل إنه قدم للسينما المصرية ما يقرب من 100 فيلم ومنهم، الرجل الثاني عام 1958 مع رشدي أباظة وصباح وسامية جمال وصلاح ذو الفقار، وضربة شمس عام 1978 من إخراج محمد خان وبطولة نور الشريف ونورا، شارك في بعض المسلسلات التلفزيونية أيضًا مثل مسلسل “محمد رسول الإنسانية” حيث قدّم فيه دور “وحشي” قاتل حمزة عم الرسول، وشارك محمود فرج في أحد أجزاء فوزاير رمضان التي قدمتها شريهان مع المخرج فهمي عبد الحميد.
وفاته
في أواخر أيام الفنان محمود فرج انحصرت عنه الأضواء ونسيه المخرجون والفنانون وكان يشعر بالوحدة، وتدهورت حالته المادية بشدة حتى أن فواتير المياه لمنزله ظلت تتراكم عليه ولم يتمكن من تسديدها، وهنا اتخذت صاحبة المنزل قرارا بقطع المياه عنه إلى أن يسدد الفاتورة، فأصيب الفنان محمود فرج بحالة نفسية سيئة للغاية أدت إلى إصابته بـ الاكتئاب وأثر ذلك سلبًا على صحته لأنه كان مريضًا بـ السكر، الأمر الذي أدى إلى اضطرار الأطباء لبتر إحدى قدميه كما أن اشتداد المرض عليه ساهم في فقدانه النظر بعينه اليمنى، وظل يعاني من مرضه حتى توفي في 5 يوليو عام 2009.