تعرف ضغط الدم المرتفع بأنه “المرض الصعب”، ويُلقب أيضاً بـ “القاتل الصامت”. يُعد ارتفاع ضغط الدم واحدًا من أخطر الأمراض الحديثة، إذ ازدادت حالات الإصابة بهذا المرض الخطير بشكل ملحوظ. يظهر المرض بمضاعفاته المتنوعة إلى جانب انتشاره الواسع، إذ يُسبب ارتفاع ضغط الدم وفاة ملايين الأشخاص سنوياً حول العالم، ولذا أُطلق عليه لقب “القاتل الصامت”. يتميز المرض بطابعه الصامت، حيث يُعاني العديد من الأشخاص منه دون أن تظهر عليهم أية أعراض واضحة، وهذا يزيد من خطورة المرض ومضاعفاته.
يتم مراقبة مستوى ضغط الدم بانتظام لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، بهدف منع ارتفاعه بشكل غير طبيعي. يتم ذلك من خلال تناول العلاجات والأدوية في مواعيدها، والالتزام بنظام صحي سليم. ومع ذلك، يُفاجئ بعض المرضى بأن ضغط الدم لديهم يظل مرتفعًا بشكل كبير على الرغم من الالتزام المنتظم بتناول الدواء وفقًا لتوجيهات الطبيب. تثير هذه الحالة قلق المرضى الذين يتسائلون باستمرار عن الأسباب التي تجعل ضغط الدم يرتفع على الرغم من اتباعهم للعلاج والجرعات المحددة بعناية من قبل الطبيب المعالج.
ضغط الدم العنيد
عندما يتبنى المريض الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم تناول الأدوية بانتظام ويتبع بدقة توجيهات الطبيب، قد يواجه تحديًا يُعرف بارتفاع ضغط الدم العنيد. يتسم هذا المصطلح بمقاومة ضغط الدم للتأثيرات العلاجية والأدوية المستخدمة، مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع مستوى ضغط الدم حتى بعد استخدام العلاج. يتسبب هذا الوضع في ارتفاع إضافي في مستويات ضغط الدم، مما يثير قلقًا وخوفًا لدى المريض.
المصطلح العلمي المعتمد لوصف هذه الحالة، والذي يُستخدم عادة بين الأطباء، هو “ضغط الدم المقاوم”. يتسم هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بصعوبة استجابته للعلاجات الطبية. يُعتبر هذا الوضع خطيرًا، حيث يمكن أن يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة ناتجة عن استمرار ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة دون استجابة فعَّالة للعلاجات والأدوية الصادرة عن الطبيب.
يعد ضغط الدم العنيد من بين أخطر حالات ارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن أن يسهم في حدوث مضاعفات صحية مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والشرايين. يظهر هذا الوضع كتحدي إضافي يتطلب متابعة دقيقة وتعديلات في الخطة العلاجية للحد من المخاطر وتحسين السيطرة على مستويات ضغط الدم.
ما سبب إرتفاع ضغط الدم رغم تناول الدواء ؟
عندما يلتزم المريض بتناول أدويته في مواعيدها المحددة ويجد أن مستوى ضغط الدم لديه لا ينخفض أو لا يتحسن كما هو متوقع، ينبغي عليه التحدث مع طبيبه لفهم الأسباب والتصدي للمشكلة. تبين أن هناك عدة أسباب قد تساهم في عدم فاعلية العلاج.
أحد هذه الأسباب يمكن أن يكون ارتفاع مستوى ضغط الدم إلى درجة خطيرة، حيث تكون مقاومة الشرايين لتدفق الدم عالية، مما يجعل الجسم يستجيب بشكل ضعيف للعلاج العادي. في مثل هذه الحالات، يحتاج المريض إلى نهج علاج خاص يتناسب مع حالته لتحقيق تخفيض فعال لضغط الدم.
تعتبر الجرعة ونوع الدواء أيضًا أمورًا حاسمة. قد يكون الدواء غير كافٍ لحالة المريض، أو أن الجرعة الموصوفة غير كافية لتحقيق التأثير المرجو. يجب على الطبيب تقييم الوضع وضبط العلاج وفقًا لاحتياجات المريض.
فيما يخص أسلوب الحياة، قد يلعب النظام الغذائي دورًا هامًا في عدم انخفاض ضغط الدم. عدم اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وتناول الأطعمة الدهنية والغنية بالأملاح، يمكن أن يسهم في ارتفاع مستوى ضغط الدم رغم تناول الدواء. يتعين على المريض الالتزام بتوصيات النظام الغذائي لضمان تأثير أمثل للعلاج.
بشكل عام، يجب على المريض والطبيب العمل بشكل وثيق معًا لتحديد الأسباب الفردية لارتفاع ضغط الدم وضبط العلاج ونمط الحياة وفقًا لذلك، بهدف تحقيق أفضل نتائج صحية.