برواية اللص والكلاب للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، يطالعنا الروائي الاستثنائي بمفاهيم مختلفة للغاية عن ثلاثيته الشهيرة، تلك الثلاثية التي تميزت برصد حميم للمجتمع المصري.
اللص والكلاب رواية تتناول معاني العدل والعبث والحرية، وهي فلسفات جديدة على أدب الروائي العظيم، يحاول فيها أن يجد الفرق بين اللصوص العاديون، واللصوص أصحاب الياقات البيضاء.
سعيد مهران
سعيد مهران بطل اللص والكلاب رجل تعرض للسجن بسبب السرقة، وقرر بعد الخروج من السجن أن يبتعد تماما عن عالم الجريمة، متوقعا أن العالم سوف يؤازر توبته، وأن الفرص العادلة سوف تسعى إليه.
يواجه سعيد عند خروجه للحرية موقف زوجته السابقة منه، الزوجة التي تزوجت من أحد رجالاته السابقين، والتي منعته عن رؤية أبنته الوحيدة التي لا تعرف حتى أنه أبيها الحقيقي، حيث أنها ولدت وهو بالسجن.
يقرر سعيد أن يقتل زوجته وعشيقها من وطأة الجحود والنكران على نفسه، وحرمانه من أبنته وزوجته وكل شيء، ضاربا عرض الحائط كل وعوده لنفسه بحياة بعيدة عن الجريمة.
ولسوء حظه الملازم لحياته كظله، ترحل زوجته السابقة وعشيقها، عن منزلهم، ويقتل سعيد رجل مسكين أنتقل للتو للحياة بتلك الشقة.
رؤوف علوان
يلجأ سعيد لأحد معارفه القدامى ليستعين به فيجده قد وصل إلى منصب رئيس تحرير، يشجعه الرئيس على ضرورة العمل الشريف ويعطيه عشرة جنيهات، يقرر سعيد سرقته حنقا عليه.
يفشل سعيد أيضا في سرقة رؤوف علوان، رئيس التحرير الذي توقع سرقته وانتظره ليقبض عليه، ويتركه بعد أن يسترجع منه مبلغ العشرة جنيهات التي كان قد أعطاها له.
تدور حياة سعيد في حلقات مفرغة من الهرب والخوف والخيبة والحيرة، بين منزل رجل دين صوفي يستفتيه في مأساوية حياته وبيت فتاة هوى يعيش عندها.
اللص والكلاب
على خلاف سعيد المجرم الهارب يعيش رؤوف علوان حياة آمنة مطمئنة، ويرتبط بفتاة من عائلة ثرية، ويحتل مركز اجتماعي مرموق، رغم أن الفارق بينه وبين سعيد ليس كبير، كلاهما لص على طريقته.
يرصد أديبنا العالمي العظيم في روايته اللص والكلاب الفارق بين اللص والكلاب، اللص هو شخص تعيس أرعن يرتجل كل خطواته، بحين أن الكلاب متعلمون وصوليون يدركون تماما من أين تؤكل الكتف.
بالنهاية يموت سعيد بعد مطاردات من الشرطة، وتنتهي مأساته نهاية طبيعية، حيث أن ارتجال كل شيء لا يؤدي بالنهاية إلى شيء حقيقي، ولا يؤدي إلى شيء على الإطلاق، بحين يصل رؤوف علوان إلى كل ما سعى إليه بذكاء.
اللص والكلاب رواية بسيطة عبقرية، ترصد التحولات الاجتماعية والاقتصادية بالبلاد الشمولية، حيث يضيع المهمشون وسط شعارات براقة عن العدل والحق، ويتسلق الكلاب السلم الاجتماعي بمنتهى الثبات.