أحمد عز ممثل مصري يبلغ من العمر السابعة والأربعين، ورغم ذلك تبدو بنيته وملامحه بنية وملامح شاب في العشرين، وربما يشتهر أغلب النجوم بتلك الملامح الشابة رغم تقدمهم بالسن، إلا أن عز تحديدا كانت له رحلة صارمة في الحفاظ على مظهره، وتلك الرحلة تحديدا هي ما أدت إلى ذلك الشباب الدائم.
البدايات
في بدايته أعتمد أحمد على وسامته المفرطة، وكانت البدايات بسيطة لا تتخطى العمل كعارض للأزياء، ألتقطته السينما المصرية بعدها للعمل بها لوسامته أيضا، دون الإلتفات لموهبته أو حتى دراسته للدراما، كل ما كانت تبحث عنه السينما به هو خفة ظله وعيونه الجريئة.
وحتى عشر سنوات تقريبا من بدايته لم يخرج أحمد عز من عباءة أحمد عز، نفس الأداء السطحي غير المترع بأي نوع من الموهبة، نفس العبارات المكررة على لسانه في كل الأفلام، نفس كل شيء كل مرة.
المخرج
للمخرج في السينما سلطة لا يستهان بها، ربما لا يدركها حتى عشاق السينما، فحين تشاهد فيلما جيدا، ثق تماما أن مخرجه جيدا، والمخرجين الكبار لا يتعاملوا مع سيناريو جيد فقط، بل يتعاملوا مع ممثل جيد فقط، بالحقيقية هم من يصنعوا الممثل الجيد.
كان للمخرج المصري شريف عرفه والمخرج المصري عمرو عرفه والمخرجة المصرية ساندرا نشات أفضال لا تحصى على أداء أحمد عز، فلأول مرة يتجرد عز من نفسه تماما عند العمل معهم، ويتقمص تماما الشخصية الرئيسية دون حشر شخصيته في الأحداث.
وبداية من أفلام ملاكي أسكندرية والشبح والخلية بدأ أحمد عز يطلق المارد بداخله، ويهتم للغاية بتفاصيل الشخصيات، ويهتم أكثر بصفاتهم البدنية، حتى أصبح بالفعل رياضي حقيقي يهتم بجسده من أجل عمله.
قوة التغيير
كان على أحمد عز أن يتقبل التغيير برحابة صدر، وألا كان سيصبح نسخة ممسوخة من نفسه تكرر نفسها، فرضخ أحمد بفهم ووعي لملاحظات المخرجين الكبار وعمل بها، وأهتم للغاية بمثاليتة جسده من أجل أدواره، بل وأتجه للقراءة بجدية وشغف ليصبح ممثل مثقف.
رحلة التغيير التي خاضعها أحمد عز من أجل الخلاص من أحمد عز، هي رحلة قد يخوضها أيا منا من أجل النجاح، سماع صوتك فقط وتكرار نفسك سوف يؤدي بك إلى نفس النتائج، بحين أن الإنصات إلى الآخرين من أجل التغيير قد يؤدي إلى نتاج مذهلة على المستوى الشخصي والمهني.