في 22 نوفمبر 2020، يحتفل عشاق الرسوم المتحركة بمرور 25 عاما كاملين على إصدار فيلم حكاية لعبة Toy Story الذي دشن نجاحه المبهر كأول فيلم طويل للرسوم المتحركة تنتجه استوديوهات بيكسار Pixar باستخدام تقنيات الحاسب الآلي ثلاثية الأبعاد، ويصبح علامة فارقة في تاريخ الرسوم المتحركة حتى الآن.
في السطور المقبلة نستعرض سويا رحلة استوديوهات بيكسار وصولا لفيلم حكاية لعبة وكيف حصد نجاحه الهائل في تاريخ السينما.
بداية استوديوهات بيكسار
بدأت بيكسار عام 1979 تحت اسم جرافيكس جروب Graphics Group التابعة لقسم البرمجيات باستوديوهات لوكاس فيلم Lucas Film قبل أن تنفصل كشركة مستقلة بفبراير عام 1986 بحصولها على التمويل من ستيف جوبز Steve Jobs بعد فترة وجيزة من مغادرته لشركة أبل Apple.
ومع مرور الوقت أصبح ستيف جوبز هو المساهم الأكبر في أسهمها المالية، وكان المنتج الافتتاحي للشركة الوليدة هو “Pixar Image Computer” والذي سرعان ما استخدمه رسام الرسوم المتحركة من ديزني جون لاسيتر لإنتاج فيلم رسوم متحركة قصير يُدعى “Luxo Jr”، ليفوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 1986 مما أدى إلى ازدياد شهرة استوديوهات بيكسار.
في 1991، عقدت بيكسار صفقة تاريخية مع استوديوهات والت ديزني بقيمة 26 مليون دولار لتصميم 3 أفلام أنيميشن سينمائية تبدأ بفيلم حكاية لعبة وأن تتولى ديزني إنتاجهم بالكامل، لكن بالرغم من إجمالي دخل مشاريع بيكسار فقد استمرت الشركة بخسارة المال إلى حد تفكير ستيف جوبز ببيعها لشركات أخرى أبرزها مايكروسوفت، ولكنه علم من نقاد فنيين عن احتمالية نجاح فيلم حكاية لعبة، ليأتيه التأكيد من ديزني أنها ستوزع الفيلم بموسم كريسماس 1995 حينها قرر أن يعطي بيكسار فرصة أخرى.
وفي البداية رفضت شركة ديزنى وضع كلمة “Toy” أو لعبة ضمن اسم الفيلم خوفا منها أن ينجذب إليه فئة الأطفال فقط، ولكن بعد عرض الفيلم وتحقيقه للإيرادات المذهلة أثبت لها العكس، إذ حصد 29 مليون دولار بافتتاحيته الأسبوعية ثم إيرادات تبلغ أكثر من 192 مليون دولار من التذاكر المحلية و404 ملايين دولار في جميع أنحاء العالم ويتوج نجاحه بالترشح لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي بنفس العام.
قصة فيلم Toy Story
تدور أحداث الفيلم خلال 80 دقيقة عن حصول الطفل الصغير أندي على دمية رائد الفضاء باز الجديد كلعبة خاصة به ضمن سائر ألعابه الأخرى مثل: وودي راعي البقر، بو راعية الغنم، أستاذ بطاطس، ريكس الديناصور الأخضر وهام الخنزير الحصالة.
يظن رائد الفضاء باز أنه حقيقي وليس مجرد لعبة، ليحاول وودي إقناعه بعكس ذلك، وتنشب عداوة بين وودي وباز نتيجة غيرة وودي من حصول باز على اهتمام أندي الكامل كلعبته الجديدة، فيحاول وودي أن يتخلص من باز مما يتسبب في ضياع الاثنين خارج نطاق منزل أندي، خاصة بعد اقتراب أهل أندي من مغادرة المنزل نحو منزل جديد، وتتعدد الحوادث بعدها إلى أن تتجمع اللعب مرة أخرى بعد إدراكهم لحقيقة هدفهم الأساسي كلعب وهو الترفيه عن الطفل أندي فقط.
طاقم عمل الفيلم
بجانب المميزات البصرية للفيلم، إلا إنه اشتهر بطاقم العمل الذي قام بالأداء الصوتي للشخصيات وأولهم النجم العالمي توم هانكس Tom Hanks بشخصية وودي راعي البقري، والممثل تيم آلين Tim Allen في دور راعي الفضاء باز.
ما لا تعرفه عن فيلم Toy Story
- لم تكن شخصية وودي محبوبة دوما كما ظهر للجميع بالفيلم، فلقد بالغ كتاب السلسلة في جعله ساخرا مستفزا للجميع، ثم قرر المخرج جون لاسيتر أن يجعله لطيفا ذو شعبية تنال إعجاب الجميع، ما تسبب في إنجاح الفيلم بالنهاية.
- كان من المفترض أن تتسم أزياء رائد الفضاء باز باللون الأحمر، قبل أن يقرر المخرج جون لاسيتر أن يغيرها للونين الأرجواني والأخضر لأنهما الألوان المفضله له ولزوجته، وجعل باز أكثر طولا بارتفاع 10 بوصات بدلا من 6 بوصات كما كان مقررا بالبداية.
- أصدرت استوديوهات بيكسار نسخة موسيقى الفيلم من كتابة المغني والمؤلف الموسيقي راندي نيومان، وبها كانت أغنية You’ve Got a friend in me التي حققت نجاحا هائلا يكاد يوازي نجاح الفيلم، وكان من المفترض أن يؤديها الموسيقي بوب ديلان بدلا من نيومان، إلا أنها انتهت إلى نيومان.