الفنانة كاميليا أو ليليان فيكتور ليفي كوهين المصرية ذات الأصول اليهودية، التي كانت وفاتها غامضة تماما كما حياتها. سنوات قليلة عاشتها حققت فيها رصيدا فنيا بلغ 21 عملا (20 فيلما ومسرحية وحيدة)، فمن هي كاميليا وما هي قصة وفاتها؟ وهل للملك فاروق علاقة بهذا الأمر.
كاميليا
ولدت الممثلة كاميليا يوم 13 ديسمبر عام 1919 في مدينة الإسكندرية. لم تكن حياتها في البداية سهلة أبدا، إذ عاشت في فقر مع والدتها على إيجار البنسيون الذي كانت تملكه.
وعلى الرغم من أنه يقال إن أصولها يهودية إلا أن هذا الأمر لم يتم حسمه إذ حملت فيها والدتها “أولجا لويس أبنور” سفاحا، والتي كانت مسيحية من الطائفة الكاثوليكية المصرية.
وهناك عدة روايات حول من هو والد كاميليا: الأولى أنه رجل مسيحي توفي بعد ولادتها، والثانية أنه تاجر من إيطاليا خسر أعماله وعاد إلى بلده هاربا، والثالثة أنه مهندس فرنسي عمل في مشروع حفر قناة السويس. ولكن تظل الرواية التي اجتمع عليها الكثيرون أن اليهودي “فيكتور ليفي كوهين” ذلك الرجل اليوناني الذي يعمل صائغا تبناها حين تزوج من والدتها.
ورغم أن رجلا يهوديا تبناها لكنها ظلت مسيحية الديانة، وكانت كيهودية في الأوراق الرسمية فقط. إذ أن والدتها سبق وعمدتها كمسيحية حين كان يعيشان في حي الأزاريطة بمدينة الإسكندرية.
بداية كاميليا الفنية
كان جمال الممثلة كاميليا طاغيا منذ أن وصلت إلى سن المراهقة، وحين أصبحت شابة في الـ 27 من العمر التقت المخرج أحمد سالم الذي وعدها بأن تصبح نجمة. ولكن لم يوفِ بوعده لتلتقي فيما بعد بالفنان يوسف وهبي الذي قدمها في فيلم القناع الأحمر، لتنطلق بعدها وعلى مدار 3 سنوات لتقدم 21 عملا فنيا، لتكون الأعلى أجرا بين فنانات جيل الأربعينات.
أفلام كاميليا
- الكل يغني، عام 1947.
- القناع الأحمر، عام 1947.
- فتنة، عام 1948.
- خيال امرأة، عام 1948.
- الروح والجسد، عام 1948.
- ولدي، عام 1949، وقدمت من خلاله شخصية “ناهد مراد”.
- نص الليل، عام 1949.
- منديل الحلو، عام 1949، وظهرت من خلاله في مشهد في مكتب رئيس الكواكب.
- صاحبة الملاليم، عام 1949، وقدمت من خلاله شخصية “سهام”.
- شارع البهلوان، عام 1949، وقدمت من خلاله شخصية “أمينة شوكت”.
- القاتلة، عام 1949.
- الستات كده، عام 1949.
- أرواح هائمة، عام 1949.
- قمر 14، عام 1950، وقدمت من خلاله شخصية “قمر.
- Cairo Road (طريق القاهرة)، عام 1950.
- بابا عريس، عام 1950، وقدمت من خلاله شخصية “قشطة”.
- امرأة من نار، عام 1950.
- المليونير، عام 1950، وقدمت من خلاله شخصية “روح الفؤاد هانم”.
- العقل زينة، عام 1950.
- آخر كدبة، عام 1950، وقدمت من خلاله شخصية “كيكي”.
هذا إلى جانب مسرحية وحيدة قدمتها بعنوان “خطف مراتي”.
أزواج كاميليا
لم تتزوج الفنانة كاميليا خلال حياتها، لكن كثيرون يعرفون قصة تنافس الفنان رشدي أباظة عليها مع الملك فاروق، الذي كان مولعا بها، وفي نفس الوقت كانت هي تعشق رشدي. الأمر الذي جعل البعض يقول إنه كانت هناك أوامر ملكية بإفشال فيلم “امرأة من نار” الذي شاركها فيه أباظة.
وعلى الرغم من ذلك ظلت كاميليا في دائرة المقربين من الملك، الأمر الذي دفع المخابرات للشك فيها بعد نشوب حرب 1948 (الحرب العربية الإسرائيلية)، لتقع في دائرة الشك كأحد الجواسيس.
مرض كاميليا
بحسب المصادر المتوفرة فإن كاميليا عانت من مرضين الأول لازمها منذ أيام الفقر، والثاني أصيبت به في فترة الحرب العالمية الثانية.
في لقائه مع الإعلامي عمرو الليثي عبر برنامج “اختراق” ذكر المؤرخ جمال بدوي أن كاميليا عانت من مرض نسائي تسبب في ابتعاد الرجال عنها، وذلك بسبب 4 جنود أستراليين اعتدوا عليها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وتركوا في جسدها علامات لا يمكن أن يخفيها الزمن.
وأوضح بدوي أنها في فترة من حياتها تعرفت على ثري هندي قطع لها وعدا بأخذها إلى لندن من أجل العلاج.
أما المرض الثاني، فحكى عنه مصطفى نصر في كتابه “عصر الفن الذهبي: حكايات لا تعرفها”، إذ ذكر أنها عانت من آلام في الصدر منذ طفولتها وشفيت منها. ولكن بعد أن شربت الخمور ودخنت السجائر بكثرة عادت إليها الآلان من جديد.
ويكمل نصر الحكاية، بأن الممثلة كاميليا تواصلت مع طبيب ذائع الصيت في سويسرا ونصحها بالقدوم إليه. ولكنها لم تجد تذكرة سفر، وبالصدفة لغى الكاتب أنيس منصور حجزه فكانت التذكرة من نصيبها، والتي أصبحت فيما بعد تذكرة موت.
سقوط طائرة كاميليا
في كتاب “عصر الفن الذهبي” كتب مصطفى نصر، أن الكاتب أنيس منصور مرضت والدته بشكل مفاجئ ليقرر أن يلغي حجز السفر في الطائرة التي كان مقررا لها أن تذهب إلى روما، بناءً على نصيحة والدته، التي لم تشعر بعدم الارتياح لهذه الرحلة، وذهبت تذكرته إلى الفنانة كاميليا، والتي توفت في حادث سقوط الطائرة.
وفاة الفنانة كاميليا
في الساعة الرابعة فجر يوم 31 أغسطس عام 1950، سقطت الطائرة “ستار أوف ماريلاند” في محافظة البحيرة، أول طائرة مدنية مصرية، والتي حملت رحلة رقم 903 المتجهة إلى روما. لتتوفي كاميليا عن عمر يناهز 30 عاما، هي و54 راكبا آخرين.
وتعددت الروايات حول سبب وفاتها، فهناك من رأى أنه حادث طبيعي، بينما آخرون اعتقدوا أن المخابرات الإسرائيلية دبرته لأنها كانت جاسوسة لصالح الموساد الذي خاف من إفشاء سرها. فيما ذهب الآخرون إلى أن الموساد دبر الحادث لأنها كانت جاسوسة لصالح مصر.
بينما هناك رواية أخرى تقول إن الحادث بسبب علاقتها بالملك فاروق وقربها من البلاط الملكي، الأمر الذي جعلها تطلع على أسرار حربية نقلتها للكيان الصهيوني في حرب 1948.
جثة كاميليا
بعد بحث عن أشلاء ركاب الطائرة تم العثور على جثة كاميليا مدفونة في رمال الصحراء، وكان نصفها متفحم تماما.
جنازة كاميليا
بعد العثور على جثة الفنانة كاميليا صلت عليها أمها صلاة المسيحيين الكاثوليك في كنيسة القديس يوسف بالأنتيكاخانة حيث خرجت جنازتها، وذلك على الرغم من أنها كانت يهودية في الأوراق الرسمية، إلا أن والدتها كانت قد سبق لها وعمدتها كمسيحية في طفولتها.