ما هي قصة البقرة الحمراء في التراث اليهود؟ هذا السؤال يشغل أذهان ملايين الأشخاص حول العالم العربي. تعد هذه القصة قديمة ولكنها عادت إلى الواجهة من جديد بعد تصريحات الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في الذكرى المئوية لطوفان الأقصى. تصريحاته التي جاءت يوم الأحد الموافق 14 يناير 2024، نُشرت على الصفحة الرسمية للمقاومة الفلسطينية، وتضمنت إشارة إلى البقرات الحمراء. لذا، سنلقي نظرة على قصة البقرات الخمس الحمراء من خلال موقع ويكي مصر.
ما هي قصة البقرة الحمراء عند اليهود؟
العديد من الأشخاص يتسائلون عن قصة البقرة الحمراء في التراث اليهود، خاصة بعد تصريحات الناطق العسكري باسم كتائب القسام يوم الأحد الموافق 14 يناير 2024، بمناسبة مرور 100 يوم على ما أسموه “طوفان الأقصى”. أكد فيها أن هذه المعركة تمثل مرحلة تاريخية محورية في تاريخ الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى استخدام مفهوم البقرة الحمراء كتطبيق لخرافة دينية مستهدفة للعدوان على مشاعر الأمة بأسرها.
بعد التصريحات الأخيرة لأبو عبيدة، يتسائل العديد من الأشخاص حول العالم العربي عن معنى تصريحه بأن “البقرات الحمراء” لدى إسرائيل أصبحت جاهزة. تتلخص قصة البقرة الحمراء في التقاليد اليهودية بكونها بقرة تتوفر على مواصفات محددة ينتظرها اليهود لتحقيق هدفهم في تهويد القدس الشريف وبناء الهيكل الثالث.
في الديانة اليهودية، تُعتبر البقرة الحمراء وسيلة للنجاة، حيث يعتقدون أن ذبحها وحرقها ونثر رمادها على الراغبين في دخول المسجد الأقصى يجعلهم طاهرين ونظيفين. ومن ثم، يتم هدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل الثالث لليهود، إذ يعتقدون أن المسجد الأقصى هو المعبد الذي أسسه سليمان عليه السلام، والذي يهدفون إلى إعادة بنائه لأغراض دينية.
تلخص قصة البقرة الحمراء بأنها تُعرف بالعبرية باسم “بارا أدوما”، وهي بقرة تتميز بمواصفات خاصة تشمل لون شعر أحمر كامل، ويُشدد على أنها لا يجوز حملها أو حلبها، وتكون حرة من وضع حبل على عنقها. يتعين أن تولد بشكل طبيعي وتنشأ في أراضي إسرائيل وفقًا للتقاليد اليهودية.
عندما تبلغ البقرة الحمراء عمر السنتين، يتم استخدامها في عملية تطهير خاصة أعلى جبل الزيتون في القدس، قرب المسجد الأقصى. تحدث عملية الذبح والحرق بشكل خاص، ويُستخدم رمادها في عملية تطهير تُجرى على الشعب اليهودي.
وفقًا للمعتقدات اليهودية، يجب أن تذبح البقرة الحمراء بيد الكهنة. يتم إضافة خشب الأرز والزوفا والصوف والغزل القرمزي المصبوغ إلى جثتها، ثم تحرق بطقوس خاصة. يُوضع رماد البقرة في إناء يحتوي على ماء جاري أو ماء من الأمطار.
بعد ذلك، يُرش الماء باستخدام أوراق نبات الزوفا على الشخص الذي لامس البقرة لتطهيره من النجاسة. في اليومين الثالث والسابع بعد حرق جثة البقرة، يقوم الكاهن الذي ذبح البقرة بالاغتسال بمياه جارية لتطهير نفسه من نجاسة البقرة.
البقرة الحمراء والهيكل
وفقًا للشريعة اليهودية، يُحرم على اليهود دخول المسجد الأقصى، ويستند هذا الحظر إلى فكرة نجاسة الموتى، مما يفرض عليهم الالتزام بالطهارة. يتعين عليهم الانتظار للحصول على البقرة الحمراء الخالية من العيوب، والتي يرتبط في اليهودية ببداية التنبؤ بنهاية الزمان وتسريع هدم المسجد الأقصى لتمهيد الطريق لبناء الهيكل الثالث.
الهيكل الثالث يمثل الهيكل الذي يرغب اليهود في بنائه بعد هدم هيكل سليمان. تم هدم الهيكل الثاني عام 70 للميلاد على يد الجيش الروماني. وفي الشريعة اليهودية، يصلون بصلاة البركات الثماني عشرة ثلاث مرات في اليوم، داعين في صلواتهم إلى بناء الهيكل الثالث في القدس.
هل البقرة الحمراء من علامات الساعة؟
تشهد العقيدة اليهودية ارتباط البقرة الحمراء بعلامات الساعة، حيث يرتبط ظهورها بسلسلة من الأحداث المتتابعة، بدءًا من ظهور المسيح المنتظر وصولاً إلى بعث الموتى ويوم القيامة. ومع ذلك، يشير جمهور أهل العلم المسلمين إلى أن هذه العقيدة قد تم تحريفها من قبل أهل الكتب السماوية، حيث يُعتبر ظهور البقرة الحمراء في اليهودية ضمن تلك التحريفات.
في الإسلام، تتناول الشريعة الإسلامية علامات الساعة بشكل محدد، ولم يُذكر ظهور البقرة الحمراء ضمن هذه العلامات. ويتحدث بعض الأحاديث النبوية عن مرحلة تحارب فيها المسلمون اليهود، ويُقال إنهم سيختبئون وراء الحجر والشجر، ولكن الغرقد يعتبر استثناءً من ذلك، حيث يُشير إلى أنه من شجر اليهود ولا يختبئون وراءه.
ما هي قصة البقرات الخمس الحمراء؟
تصدَّرت قصة البقرة الحمراء قائمة مؤشرات البحث على جوجل بعد حديث أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الذي تناول قضية البقرة الحمراء في سياق مرور 100 يوم على طوفان الأقصى. في يوليو 2023، أثار الاحتلال الإسرائيلي جدلًا بإحضار خمس بقرات حمراء من الولايات المتحدة، وتم تداول هذه البقرات في سياق التخطيط لحرقها وبدء عملية هدم المسجد الأقصى، بهدف بناء الهيكل اليهودي المزعوم.
تم اختيار البقرات بعناية وفقًا للشروط المحددة في التوراة، ويؤمن اليهود أن بناء الهيكل الثالث في القدس يشير إلى قرب ظهور المخلص وإحكامه للسيطرة والحكم. يعتقد اليهود أن هذا الهيكل يلعب دورًا في توحيد أسباط إسرائيل ويعلن عن فترة مهمة في تاريخهم، بينما يرى بعض المسيحيين أن بناء الهيكل يمهد للمجيء الثاني للمسيح.
اقرأ أيضًا: كيف ومتى يصوم المسيحيون؟ وهل يأكلون خلال فترة الصوم؟