طاهر عبد الحي سليم .. هل يمكن أن تكون طاهر وحي وسليم؟ هل سيدعك الفقر تفعل ذلك؟ واليتم؟ والمجتمع؟ هل ستنجو روحك من ثقل الماضي؟ هل ستشعر بالحب؟ بالذنب؟ هل ستعمر في الأرض؟ يجيبنا فيلم طارق العريان الحميم للغاية ” تيتو ” عن كل تلك الأسئلة.
لماذا يناديك الجميع باسم تيتو، أليس لك أسم؟
أنا لم يسألني أحد هذا السؤال من قبل.
أنا أسألك الآن، أم أنك بلا أسم؟
طاهر، طاهر عبد الحي سليم.
يباغتنا النجم المصري أحمد السقا بأداء استثنائي بفيلم تيتو، يتجرد به تماما وللمرة الأولى من ذاته، ويتخلى عن طيب خاطر عن نبرته العالية دوما، تلك التي أكتسبها من دراسته للفنون المسرحية بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
تيتو طفل شوارع، فتى يتيم يعيش بالخرابات و البيوت المهجورة، يحصل على وحباته عن طريق السرقة، ويدير مجتمع من اللصوص الصغار أمثاله، وتهيمن عليه نزعة الزعيم، حتى أنه يمكن أن يقتل من أجل نجاة رفاقه، ليتم سجنه هو.
السجن ليس إصلاح أو تهذيب
بعد عقوبة رادعة في سجن الأحداث، أو صغيري السن من المجرمين، يخرج تيتو للحياة شابا يافعا، مترعا بالحزن وخيبة الأمل، يسير بمشهد حميم إلى جانب دابة تجر عربة فوق جسر إمبابة، والجسور بالسينما علامة على الإنتقال من حال إلى حال.
يزور تيتو بيت عائلته ولا يجد لها أثرا، يزور أيضا أحد معارفه القدامى ويطلب منه عملا، فهو لا مأوى أو عمل له، يوفر له الصديق مأوى مؤقت وعمل بسيط لا خطر منه، قيادة سيارة من النقطة أ إلى النقطة ب، عمل شريف كما يرغب و يتمنى تيتو.
لا مفر من الماضي
تختلط الأمور وتتعقد للغاية بعمل تيتو الجديد، ويجد نفسه رغما عنه يعيد سيرته الأولى، فيقتل ويهرب ويساعد رفاقه، ويتلقى مباركة رجل شرطة فاسد نافذ تلك المرة، بدلا من سجنه. تمر حياة تيتو هادئة مستقرة تحت حماية رجل الشرطة الغامض، ويبتاع شقة فاخرة من ريع عملياته المنظمة الجديدة، تلك التي يتم تنفيذها بغطاء قانوني تام.
ومن الحب ما قتل
يدخل تيتو ضمن حياة أسرة غنية مصادفة، ويصبح صديق حميم لأحد أبناءها، وشريكه في نشاط تجاري مشروع، ويقع تيتو بغرام أحد فتيات العائلات، تلك التي يشعر معها أنه ولد من جديد. يلاحق رجل الشرطة الفاسد تيتو بطلباته، ويرفض تيتو التنفيذ، حيث أنه قطع عهدا على نفسه بإلا يسرق أو يقتل أو يستمر بذلك الطريق. يرسل رجل الشرطة ملف تيتو الجنائي إلى حبيبته، وتنتهي قصة حب تيتو قبل حتى أن تبدأ، ويشعر أن ماضيه لن يدعه يعيش كرجل شريف.
الخلاص من الماضي
كان يمكن لتيتو أن يهرب بأمواله إلى مكان بعيد، ولكنه فضل الموت وهو شريف، أو عاقد العزم على تغيير حياته فعليا، فوصي بأمواله لحبيبته، شريطة أن ترعى طفل كان قد تبناه تيتو ماديا، حتى ينقذه من نفس المصير.
يموت تيتو بالنهاية لرفضه قتل ضابط شرطة شريف، ويرسل مستندات تدين ضابط الشرطة الفاسد إلى القضاء، ويرحل عن العالم وسط ذكراه الطيبة بين من أحبوه، غير نادم على خياره الأخلاقي الشريف بالتخلي عن الجريمة، حتى إن كان الثمن حياته.