مرضى ارتفاع ضغط الدم يواجهون مجموعة من المشكلات الصحية البالغة، حيث يتسبب هذا الارتفاع في تعرضهم لتحديات كبيرة ومضاعفات صحية متنوعة. يظهر تأثير ارتفاع ضغط الدم على المرضى من خلال مشاكل تعتري حياتهم اليومية، حيث يعانون من صعوبات في التكيف مع الحياة اليومية بشكل طبيعي. من أجل تجنب مضاعفات هذا المرض، يلجأ المصابون بارتفاع ضغط الدم إلى العلاجات الطبية المختصة، بالإضافة إلى الاعتماد على الطرق الطبيعية والنصائح كوسيلة فعّالة للمساعدة في تخفيض ضغط الدم وتحقيق مستويات طبيعية أو على الأقل مقبولة.
التعرض للشمس يخفض ضغط الدم المرتفع
أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة أدنبره وجامعة ساوثهامبتون أن التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترة لا تقل عن 25 دقيقة يمكن أن يتسبب في انخفاض ضغط الدم المرتفع. قام الباحثون بقياس مستوى ضغط الدم لدى مجموعة من مرضى ارتفاع ضغط الدم بعد تعرضهم لأشعة الشمس، وتبين أن هناك تحسنًا كبيرًا في مستوى ضغط الدم. ورغم أن ضغط الدم المرتفع لم يعود إلى المستوى الطبيعي، إلا أن التحسن الذي ظهر بعد التعرض للشمس كان ملحوظاً بشكل إيجابي.
إرتفاع ضغط الدم في الشتاء
استنادًا إلى الدراسة والتحليل الذي أجري، يظهر أن الارتفاع في حالات ارتفاع ضغط الدم يكون أكثر شيوعًا في فصل الشتاء بشكل متناقض مع الاعتقادات السائدة. يبدو أن عدم تعرض الأفراد للشمس بشكل كاف يلعب دورًا كبيرًا في هذا الزيادة، مما يتناقض مع الافتراض السابق الذي كان يشير إلى أن التعرض للشمس يرفع ضغط الدم.
في سياق هذه الدراسة، قدم الباحثون مثالًا على ذلك، حيث أشاروا إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق شمال أمريكا يعانون من معدلات أعلى للوفيات نتيجة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته. يرجع هذا التأثير إلى نقص الفرص لديهم في التعرض لأشعة الشمس المفيدة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى المصابين وظهور مضاعفات مختلفة.
تأكيدًا لنتائج هذه الدراسة، يجب أن يأخذ الأفراد الاحتياطات اللازمة خلال فصل الشتاء لضمان تعرضهم للشمس بشكل كاف، وذلك بهدف الحفاظ على صحة القلب والحد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته.
كيف تخفض الشمس ضغط الدم المرتفع
توضح الدراسات أن الشمس تقلل من ضغط الدم المرتفع عبر زيادة مستويات مادة أكسيد النيتريك، التي ترتبط بتحسين تدفق الدم في الجسم والقلب. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الشمس في زيادة توفر فيتامين D في الجسم، وهو عامل مهم للوقاية من أمراض القلب وخفض ضغط الدم المرتفع، مع العلم أن فيتامين D يلعب دورًا حيويًا في الوقاية من مضاعفات هذا الارتفاع ضغط الدم.
مخاوف من التعرض للشمس
أعرب الباحثون عن قلقهم إزاء فهم البعض لمحتوى هذه الدراسة بشكل غير صحيح. على الرغم من الفوائد المعروفة لتعرض الجسم لأشعة الشمس، يتناول الباحثون في دراستهم تأثيرات سلبية محتملة. يُشيرون إلى أن التعرض المفرط لأشعة الشمس قد يتسبب في مشاكل صحية، حيث يُظهرون أن الأشعة الفوق بنفسجية يمكن أن تكون سببًا في تطور سرطان الجلد.
وفي هذا السياق، يُشدد الباحثون على أن التوازن المناسب بين الاستفادة من الشمس وتجنب الأضرار المحتملة أمر حيوي. على سبيل المثال، يُفيد التعرض للشمس في الحدود المعقولة في منع انتشار الأمراض المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، مثل أمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية.
في النهاية، ينصح الباحثون باتباع سلوك صحي متوازن، يأخذ في اعتباره الفوائد المحتملة لتعرض الجسم للشمس وفي الوقت نفسه يقي من الأضرار المحتملة، بهدف الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة.
كيف يتم تجنب أضرار التعرض للشمس والاستفادة منها
الدراسة أكدت على أهمية الانتباه لعدة نقاط حيوية يجب أن يأخذها مرضى ارتفاع ضغط الدم في اعتبارهم عند تعرضهم لأشعة الشمس، بهدف تجنب أي أثر ضار ناتج عن الإشعاع الشمسي.
أشارت الدراسة إلى ضرورة فرض قيود على فترات التعرض للشمس، مؤكدة أنه ينبغي تحديد أوقات آمنة للتعرض للشمس. يفضل التعرض في فترة الصباح الباكر من بداية شروق الشمس حتى قبل فترة الظهيرة مباشرة، حيث تكون أشعة الشمس في هذه الفترة غير ضارة ويمكن أن تساعد في تخفيض ضغط الدم وتقليل مخاطر الأمراض القلبية. على النقيض، يجب تجنب الشمس بشدة في فترة الظهيرة حتى الرابعة عصرًا نظراً لخطورة أشعة الشمس في هذه الفترة وارتباطها بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد وزيادة ضغط الدم.
ينصح المرضى بعدم تجاوز الفترة الزمنية للتعرض للشمس لأكثر من 25 دقيقة، حيث يمكن أن يؤدي التعرض لفترات أطول إلى ارتفاع غير مرغوب في ضغط الدم.
يتعين على مرضى ارتفاع ضغط الدم تجنب التعرض لأشعة الشمس في الأيام الحارة، نظراً للتأثير الضار للحرارة الشديدة على الصحة وتأثيرها الإضافي على ضغط الدم.
بناءً على ذلك، يُنصح باتباع هذه الإرشادات لضمان تعرض آمن لأشعة الشمس لمرضى ارتفاع ضغط الدم ولتجنب أي تأثيرات ضارة محتملة.
