بنعومة شديدة يأخذنا المخرج الألماني توماس شتوبر عبر ممرات سوق تجاري هائل فارغ من زبائنه، في لقطات تصاحبها موسيقى شديدة العزوبة، فتشعر أنك ترى سيمفونية وليس سوق تجاري، وينقلنا فجأة لنفس المكان بالصباح وهو يضج بالصخب والحياة.
بين الممرات
فيلم بين الممرات فيلم ألماني يغير بالكلية مفهومنا عن السينما الألمانية، وربما عن الشخصية الألمانية التقليدية الجافة شديدة الصرامة، حين يعرض لنا حيوات عادية للغاية، تشبه حيواتنا، وحيوات الناس بكل مكان، بكل أحلامها وأفراحها وأتراحها.
كريستيان
كريستيان شاب خجول للغاية، يعمل سائق شوكة حمل بضائع بسوق تجاري ضخم، ويقع بهوى زميلته المتزوجة في العمل، ويحاول أن يبادلها تلك المشاعر الفياضة بداخله، ولكنها تبتعد عنه لأنه ليس بالإمكان أن تنشأ بينهما تلك العلاقة الحميمة.
ماريون
ماريون امرأة تعمل بقسم الحلويات، ماريون ودودة وبشوشة ويحبها كل من يراها، ويشعر الجميع أنها المرأة الأسعد بالعالم، بحين أنها على خلاف دائم مع زوجها الذي يضربها بكثرة دون سبب واضح، فتعيد هي شتات نفسها بالعمل حين تنشر البهجة بين الجميع.
برونو
برونو سائق شوكة نقل بضائع قديم بالمتجر، يدرب كريستيان على قيادة الشوكة بين الممرات الضيقة في المتجر، ويصبر عليه حتى يتعلم كيفية قيادة الشوكة الغليظة وسط الممرات الضيقة للمتجر، ثم يثق به ويدعوه لمنزله ليلا، وباليوم التالي يقرر أن ينتحر.
السينما الألمانية
بين الشاب الخجول كرستيان الذي هرب من ماضيه المشين وقرر أن يختبأ بعمل بسيط بين الممرات في متجر، وماريون الجميلة التي يضربها زوجها رغم طيبتها وجمالها وذكاءها، وبرونو الذي قرر أن ينتحر بعد أن علم كريستيان قيادة الشوكة.
تدور أحداث الفيلم الألماني الإنساني الاستثنائي حول النفوس البشرية التي لا تختلف بإختلاف البلدان، والطموحات والأحلام التي يتشاركها الجميع على اختلاف جنسياتهم، والعذابات التي يعيشها إنسان العالم الأول أيضا، في أحد أقوى أقتصادات العالم.