يُطلق على مرض ارتفاع ضغط الدم أو “القاتل الصامت” هذا اللقب بسبب طبيعته الخفية والتي لا تظهر على شكل أعراض واضحة، مما يتيح للمرض أن يتسبب في آثار خطيرة ومضاعفات دون أن يلاحظ المصاب به أي تغير يذكر. يُعد ارتفاع ضغط الدم واحدًا من أكثر الأمراض انتشاراً وانتشاراً على مستوى العالم، ويرجع ذلك جزئياً إلى تغيرات نمط الحياة الحديث وزيادة الضغوط النفسية والتحديات الحياتية المتزايدة.
في ظل تقدم وتغيرات أسلوب الحياة، يواجه العديد من الأشخاص تحديات في التحكم في ضغط دمهم. يتسبب ارتفاع ضغط الدم في مختلف الأمراض والمشكلات الصحية، ويُعرَّف بأنه ارتفاع في الضغط الذي يؤثر على تدفق الدم داخل الأوعية الدموية، تجاوزاً المستويات الطبيعية. يُطلق على ارتفاع ضغط الدم أيضاً اسم “توتر الشرايين”، حيث يتسبب هذا التوتر في زيادة الضغط ويشكل خطراً على الصحة.
كان انتشار ارتفاع ضغط الدم يعتبر في السابق مشكلة رئيسية في بعض الدول الفقيرة، ولكن الوضع قد تغير، حيث أصبح هذا المرض يؤثر على الأفراد في جميع أنحاء العالم. يشكل ارتفاع ضغط الدم تحديًا كبيرًا للرعاية الصحية، حيث يُسبب المرضى المصابون به مشاكل صحية خطيرة ويتطلب إدارة فعالة وعلاجًا مناسبًا لتجنب المضاعفات.
كان يعتقد العديد من الأفراد أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر أساسًا على كبار السن ولا يشمل الشباب.
ولكن، أظهرت الدراسات الحديثة أن الشباب يمكن أن يكونوا عرضة لارتفاع ضغط الدم بشكل كبير. الخطورة الحقيقية لارتفاع ضغط الدم تكمن في أن هذا المرض لا يسبب مجرد إزعاج للمصاب به، بل يسبب أضرارًا خطيرة لأعضاء الجسم.تشير الدراسات إلى أن القلب هو العضو الأكثر تضررًا جراء ارتفاع ضغط الدم، ولكن الخطر لا يقتصر على القلب فقط. بل أكدت العديد من الأبحاث أن ارتفاع ضغط الدم يسبب أضرارًا لأعضاء الجسم المختلفة، ويمكن أن يتسبب في مشاكل خطيرة، حيث قد يؤدي تكرار هذا الحال إلى تلف الشرايين وجدرانها.
تعتبر الأدوية المخصصة لضغط الدم أداة فعالة للتحكم في ارتفاع ضغط الدم ومنع تكراره. يحد من تلف الشرايين والأضرار الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم المستمر. من ثم، يصبح من الأهمية بالغة تناول الأدوية واتباع العلاجات الموصوفة لضغط الدم المرتفع، حيث يمكن أن يؤدي تجاهل هذا الأمر إلى تفاقم المشاكل الصحية وتأثير سلبي على الحياة اليومية للفرد.
تأثيرات ارتفاع ضغط الدم:
الشرايين: يسبب ارتفاع ضغط الدم ضررًا لجدران شرايين القلب، مما يؤدي إلى توتر في الشرايين وقد يتسبب في إتلافها.
الأوعية الدموية: يتسبب ارتفاع ضغط الدم في توسع الأوعية الدموية، ومع التكرار يمكن أن يؤدي إلى تضررها بشكل كبير.
القلب: يعد القلب أكثر الأعضاء تضررًا نتيجة لارتفاع ضغط الدم المستمر، مما يزيد من خطر حدوث توقف مفاجئ للقلب.
الدماغ: يزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر السكتات الدماغية، والتي قد تكون فتاكة وتؤدي إلى وفاة المريض.
الذاكرة: يؤثر ارتفاع ضغط الدم على الذاكرة، مما يتسبب في صعوبات في التذكر والتفكير، خاصة مع تقدم العمر.
الكليتين: يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تدهور في وظائف الكليتين، مما يتسبب في ضيق الأوعية الدموية وفشل كلوي حاد.
التصلب العصيدي: يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تصلب الشرايين، مما يسهم في تدهور صحة القلب.