دخل الأهلي بطولة دوري أبطال إفريقيا 2008م، بعدما توج ببطولة الدوري العام المصري في موسم 2007، وكان قد وصل للدوري النهائي للنسخة السابقة من البطولة 2007 إلا أنه خسر اللقب أمام نادي النجم الساحلي التونسي بثلاثة أهداف مقابل هدف في ستاد القاهرة، في مباراة لا ينساها عشاق النادي الأهلي. فكيف استعاد الأهلى موضعه على قمّة منصّة التتويج من جديد؟
دوري أبطال أفريقيا 2008 – الأدوار التمهيدية
في الأدوار التمهيدية من دوري أبطال أفريقيا 2008، صعد الأهلي للدور 16 مباشرة، بعدما انسحب منافسه في الدور 32، نادي التحرير بطل أريتريا، وأوقعته القرعة لمواجهة ممثل جنوب إفريقيا بلاتينوم ستار.
أقيمت مباراة الذهاب بجنوب إفريقيا، وتقدم بطل جنوب إفريقيا والذي يشارك لأول مرة في البطولة بهدف في الدقيقة 57، إلا أن مهاجم الأهلي عماد متعب أدرك التعادل في الدقيقة 82 عبر عرضية متقنة من الظهير الأيسر جيلبرتو، حوّلها متعب برأسه داخل الشباك.
في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، يمرر متعب كرة إلى أبوتريكة تجعله منفردًا، إلا أن حارس المرمى خرج وشتت الكرة بقدمه في اتجاه مرمى الأهلي، لتسقط أمام شادي محمد الذي يتباطأ في إبعادها، فيمررها مهاجم بلاتينوم ستارز برأسه لزميله الذي يضعها بيمناه في شباك أمير عبدالحميد. يخرج الأهلي خاسرًا بنتيحة 2-1 في مفاجأة لم تكن متوقعة.
في مباراة العودة، دخل الأهلي بنيّة حسم اللقاء والتأهل لدور الثمانية، واحتاج الأهلي لخمسين دقيقة قبل أن يتمكن عماد متعب من إحراز الهدف الأول، بعدما تابع رأسية فلافيو التي ارتدت من العارضة. وفي الدقيقة 69 يمرر جيلبرتو عرضية لمواطنه فلافيو الذي حولها برأسه داخل الشباك، ليرفع الحرج عن النادي الأهلي ويتأهل للدور المقبل؛ دور المجموعات.
دور الثمانية
أوقعت القرعة الأهلي في مجموعة صعبة، فمنافسوه في المجموعة: الغريم التقليدي نادي الزمالك، وأسيك أبيدجان بطل ساحل العاج، وديناموز بطل زيمبابوي، وطبقًا لنظام البطولة فأول وثاني المجموعة سيتأهلان للدور قبل النهائي.
الأهلي والزمالك
بدأ الأهلي بلقاء الزمالك في أولى الجولات، وفي الدقيقة 28 استغل جيلبرتو خطأً دفاعيا من محمد عبد الله الظهير الأيمن للزمالك، ليرسلها عرضية لفلافيو الذي لم يتوان في مقابلة الكرة بقدمه اليمنى داخل شباك عبدالواحد السيد حارس الزمالك.
في الدقيقة 62، استلم مهاجم الزمالك جمال حمزة تمريرة ومهدها لنفسه وسددها قوية على يسار أمير عبد الحميد حارس الأهلي، ليتعادل نادي الزمالك، وتبدأ المبارة من جديد. إلا أنه لم يمضِ أكثر من 5 دقائق قبل أن يسجّل اللاعب المخضرم أحمد حسن من ضربة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء، محرزًا هدف الفوز للنادي الأهلي، ليخرج الأهلي بأول ثلاث نقاط في مشواره نحو اللقب.
الأهلي وأسيك ميموزا
سافر الأهلي إلى أبيدجان لمواجهة أسيك ميموزا العاجي، وخرجت المباراة بالتعادل السلبي، ليلاقي الأهلي ديناموز في القاهرة وينتزع منه ثلاث نقاط صعبة ومهمة. بكّر الأهلي بالتسجيل في شباك منافسه في الدقيقة 5 عبر تسديدة بركات، إلا أن ديناموز نجح في معادلة النتيجة في الدقيقة 80.
في الدقيقة 3، نجح الماجيكو في خطف هدف من الوقت بدل الضائع، وفي مباراة الإياب بزيمبابوي عاود بركات التسجيل المبكر في الدقيقة 10 بعدما استلم تمريرة أبو تريكة داخل منطقة الجزاء، ليسددها زاحفة أرضية على يمين الحارس. وحافظ الأهلي على شباكه نظيفة طوال المباراة، ليصل إلى النقطة العاشرة بعد أربع جولات، ويعزز من حظوظه للوصول إلى الدور قبل النهائي.
حان موعد القمة الإفريقية للقطبين المصريين في الجولة الخامسة، ونجح الأهلي في التقدم برأسية لفلافيو بعد عرضية مواطنه جيلبرتو من ضربة ثابتة، إلا أن جمال حمزة نجح في التعادل بعدما استلم تمريرة في منطقة الياردات الست، ونجح في تمويه مدافع الأهلي قبل أن يسددها قوية في شباك أمير عبدالحميد. وفي الشوط الثاني عاود الزمالك الهجوم ونجح في التقدم عبر المهاجم الغاني أجوجو، إلا أن أبوتريكة أبى أن يخرج الأهلي فائزًا، ونجح في خطف هدف التعادل في الدقيقة السبعين، ليضمن الأهلي الوصول إلى الدور قبل النهائي.
الأهلي وأسيك أبيدجان
في اللقاء الأخير في المجموعة، تعادل الأهلي مع أسيك بهدفين لكل منهما ليصعد الأهلي كأول المجموعة الأولى، وفي جعبته 12 نقطة، جمعهما من ثلاث انتصارات وثلاث تعادلات، ودون أية خسارة.
الخطوة قبل الأخيرة
طبقًا لنظام البطولة، سيواجه الأهلي ثاني المجموعة الثانية، وهو فريق أنيمبا النيجيري العنيد. كانت مباراة الذهاب في نيجيريا ونجح الأهلي في الخروج بتعادل سلبي، مما يعني أنه يحتاج إلى الفوز بأية نتيجة في القاهرة ليصعد إلى الدور النهائي.
بدأ الأهلي مباراة الإياب وهو يلعب بالطريقة المحببة للثعلب البرتغالي مانويل جوزيه 3-4-3. في حراسة المرمى أمير عبد الحميد، ولعب في خط الدفاع شادي محمد في مركز الظهير الثالث (الليبرو)، ووائل جمعة وشادي محمد كقلبي دفاع، وجليبرتو وأحمد صديق كظهيري جنب على الترتيب يسارًا ويمنيًا، وأحمد حسن وحسام عاشور في مركز الوسط المدافع، وفي الهجوم مثلث قاعدته بركات وأيوتريكة، ورأسه فلافيو.
بدأ الأهلي الهجوم من الدقائق الأولى، ونجح في تهديد مرمى الخصم عدة مرات في الدقائق الأولى عن طريق أبو تريكة، وفي الدقيقة 13 استلم بركات بينية أبوتريكة وانفرد بالحارس، فأودع الكرة داخل الشباك من لعبة واحدة، لكن حكم ألغى الهدف بناء على الراية المرفوعة من الحكم المساعد، رغم أن الإعادة أظهرت أن بركات لم يكن متسللًا.
في الدقيقة 22، سدّد فلافيو كرة قوية فوق العارضة، ولم يمضِ أكثر من أربع دقائق حتى سجّل فلافيو هدف الفوز والصعود بعدما حول برأسه عرضية جيلبرتو من ركلة ركنية إلى شباك الفريق النيجيري. ولم تتوقف هجمات الأهلي وحاول التسجيل أكثر من مرة عبر فلافيو وأبو تريكة وبركات وأحمد حسن، إلا أن الشوط الأول انتهى بنتيجة 1-0 للأهلي.
في الشوط الثاني، لم يصل أنيمبا إلى مرمى الأهلي إلا في هجمتين؛ تكفل الحارس أمير عبد الحميد بصد الأولى ومرت الثانية بجوار القائم. وفي المقابل أهدر أبو تريكة فرصة مؤكدة عندما استقبل عرضية جيلبرتو وسددها فوق العارضة، لتنتهي المباراة بنتيجة غير معبرة عن سير اللقاء بفوز الأهلي بهدف واحد فقط، وليصعد للدور النهائي للمرة الرابعة على التوالي.
الحسم بدأ من القاهرة
وصل الأهلي للمباراة النهائية ليلاقي فريق القطن الكاميروني. كانت المباراة الأولى في استاد القاهرة، وبدأ الأهلي بنفس التشكيل الذي بدأ به مباراته أمام انيمبا. وقبل الدقيقة الثالثة كان الأهلي قد نجح في تسجيل الهدف الأول عبر وائل جمعة الذي حول عرضية الماجيكو بالقرب من الراية الركنية برأسه داخل الشباك.
في الدقيقة 14، ومن ضربة ثابتة رفعها أحمد حسن داخل منطقة الجزاء ضربها فلافيو برأسه وهو طائر في الهواء بحركة بهلوانية وظهره في اتجاه المرمى محرزًا الهدف الثاني للأهلي. مضت الدقائق المتبقية من اللقاء دون إحراز أهداف، وأهدر فلافيو وأبو تريكة فرصتين محققتين في الشوط الثاني، لينتهي اللقاء بفوز الأهلي بنتجية 2-0، ليقترب اللقب الإفريقي من القلعة الحمراء.
في لقاء العودة، وكعادة الأهلي في اللعب خارج أرضه بطريقة متوازنة بعيدًا عن التقهقر الدفاعي والاندفاع الهجومي، نجح في تسيير مجريات اللقاء كما هو مراد، إلى أن أتت الدقيقة 38، ومن ضربة ركنية تبادل جيلبرتو تمرير الكرة مع أبو تريكة الذي رفعها داخل منطقة الجزاء، فحولها النجم المخضرم أحمد حسن بالجزء الخارجي لقدمه اليمنى داخل الشباك، ليتقدم الأهلي بهدف ويُصعّب المهمة على الفريق الكاميروني الذي يحتاج إلى أربعة أهداف لانتزاع اللقب.
نجح الفريق الكاميروني في اخترق دفاعات الأهلي، وأحرز هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول. وبدأ الشوط الثاني طامعًا في تعويض النتيجة، وهدّد مرمى الأهلي في أكثر من مناسبة قبل أن يحرز هدف التقدم في الدقيقة 62 من عرضية في اتجاه منطقة جزاء الأهلي، حوّلها لاعب القطن من ناحية اليسار قبل أن يكملها زميله برأسه داخل الشباك، ونجح الأهلي في منع بطل الكاميرون من إحراز المزيد من الأهداف.
في الدقيقة الأخيرة من المباراة، يحتسب الحكم ضربة جزاء للأهلي بعدما عرقل مدافع القطن بركات داخل المنطقة، أحرز من خلالها شادي محمد، كابتن الفريق الذي صار متخصصًا في ضربات الجزاء، هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة، ليضمن الأهلي اللقب ودون أن يخرج مهزومًا.
وبهذا يكون لقب دوري أبطال إفريقيا 2008 هو اللقب السادس للنادي الأهلي، والرابع لمانويل جوزيه، والثالث لمعظم لاعبي هذا الجيل التاريخي الذي أدمن إحراز الألقاب المحلية والقارية.
