تحدثنا في الجزء الأول عن عدد من أهم كتب الإدارة العامة بما حوتها من أبرز المواضيع والقضايا، ونكمل هنا الجزء الثاني من هذه الكتب، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا المقال قد حوى عددًا من الكتب الحديثة نسبيًا والتي ركزت على التطورات المعاصرة في عالم الإدارة العامة مع دراسة بعض التجارب المختلفة في عدد من دول العالم
1- أصول الإدارة العامة – أنور أحمد رسلان
يتعرض المؤلف في هذا الكاتب لقضايا الإدارة العامة من منظور قانوني، فإذا كان هناك ما يُسمى بالقانون الإداري الذي يدرس الإطار القانوني للنشاط الإداري فإن الإدارة العامة تهتم بدارسة الإطار الفني للنشاط الإداري، ومن هنا نشأت العلاقة بين القانون الإداري والإدارة العامة.
قسم المؤلف كتابه إلى فصل تمهيدي وخمسة فصول، تناول في الفصل التمهيدي مفهوم الإدارة العامة وتعريفاتها المختلفة ونطاق الإدارة العامة، ثم بدأ في الفصول الخمسة شرح وتوضيح المراحل المختلفة للعملية الإدارية، فبدأ أولًا بالتخطيط معناه وأنواعه من حيث المدى الزمني أو المجال والعوامل التي تعوقه، ثم انتقل للحديث عن التنظيم الإداري وعناصره وكيفية تحديد الوظائف وتكوين الوحدات الإدارية وظيفيًا وجغرافيًا، وما هي مباديء التنظيم الإداري.
انتقل في الفصل الثالث للحديث عن القيادة وأهميتها وسمات القائد وطرق اختيار القادة، وأهم الوظائف المنوطة بهم، وفي الفصل الرابع تحدث عن عمليتي التنسيق والاتصال من حيث التعريف والأهمية والأهداف، وأخيرًا تحدث عن أحد أهم محاور الإدارة العامة وهي الرقابة، فتعرض لمعناها ومبادئها، وأنواعها، وهو في كل المحاور التي يسردها يطبق على الحالة المصرية، مما أعطى مزية للكتاب في جمعه بين القضايا النظرية والتطبيق العملي.
2- الإدارة العامة من النظرية إلى التطبيق – عبد اللطيف قطيش
قسم المؤلف كتاب إلى قسمين كبيرين؛ الأول بعنوان “النظريات العامة حول الإدارة” حوى ستة فصول، الأول عن تعريف الإدارة وخصائصها، والثاني عن علاقة الإدارة العامة بغيرها من العلوم، لاسيما العلوم السياسية وإدارة الأعمال، والثالث عن المدارس الفكرية في الإدارة الحديثة مثل المدرسة الكلاسيكية ومدرسة العلاقات الإنسانية ومدرسة الأنظمة المفتوحة، وتناول الفصل الرابع الفارق بين الإدارة العامة والإدارة الخاصة، والخامس عن إدارة الموارد البشرية، والسادس والأخير عن العمليات الإدارة؛ التخطيط والتنظيم والقيادة والتنسيق والرقابة.
القسم الثاني جاء بعنوان “الإدارة العامة”، فرّق الفصل الأول بين أشكال التنظيم بين المركزية واللامركزية، وفي الفصل الثاني شرح أوضاع التنظيم الإداري في لبنان وسلطات أبرز المناصب والهيئات، وفي الثالث تحدث عن الهيئات اللامركزية الإقليمية، وفي الفصل الرابع تناول المؤسسات العامة من حيث النوعية والسلطات، وكانت الأعمال الإدارية موضوع الفصل الخامس، وفصّل السادس في مبدأ الشرعية وختم المؤلف الكتاب بفصلين أخيرين عن العقود الإدارية، ومسئولية السلطة الإدارية.
كما يظهر من أبرز مواضيع الكتاب فقد حاول المؤلف أن يجمع بين القضايا النظرية المتعلقة بالإدارة العامة وتقاطعاتها مع القانون والسياسة.
3- الإدارة العامة| بناء منظمات وقادة المستقبل – عبد الحميد أبو ناعم
سعى مؤلف هذا الكتاب إلى بيان أهم الأسس العلمية للإدارة العامة طبقًا لأحدث ما وصله إلى كل من العلم والممارسة، وقسم كتابه إلى أربعة عشر فصلًا، فبدأ بالحديث عن أهمية وجود إدارة محترفة ومدربة على رأس المنظمات العامة، ثم تناول أبرز مداخل دراسة الإدارة العامة، وكيف تطور علم الإدارة العامة معرفيًا، ثم تعرض لدور العميل –وهو المواطن في حالة الحديث عن الإدارة العامة- في توجيه وتشكيل كافة أنشطة وسياسات الهيئات العامة، ثم ذكر وظائف الإدارة المحترفة بدءًا من التخطيط مرورًا بالتنظيم وأهمية القيادة الفعالة، وصولًا إلى عملية الرقابة في المنظمات العامة.
ركز المؤلف في الفصلين التاسع والعاشر على إدارة كل من الموارد المالية والبشرية في المنظمات العامة، قبل أن يبرز أهمية الالثقافة التنظيمية الفعالة وكيفية قياس الأداء الحكومي، ثم وضع طرقًا يستفيد بها الأشخاص في حياتهم العملية على المستوى الفردي، وفي النهاية ختم المؤلف كتابه بالحديث عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، باعتباره قائدًا عبقريًا يُعد نموذجًا ناجحًا في إدارة الإمبراطوريات والدول وسبق عصره بمئات السنين.
4- إبستمولوجيا الإدارة العامة المقارنة| من الإدارة العامة إلى التسيير الحكومي – حمزة حاكمي، سعاد حدي
دراسة تبحث في مراحل تطور الإدارة العامة وأبرز التحديات التي تواجهها، وقد قسم الباحثان دراستهما إلى ثلاثة فصول، تناول الأول إطارًا مفاهيميًا عن ماهية الإدارة العامة من حيث التعريف والنشأة والأهداف، وعلاقة الإدارة العامة بغيرها من العلوم، وأهمية وطرق المقارنة في الإدارة العامة، وفي الفصل الثاني تعرض لتطور حقل الإدارة العامة منذ عام 1945م حتى عام 1965م، والتي تقسم إلى مرحتلين، الأولى المرحلة التقليدية وفيها ساد الطابع الغربي، والمرحلة الثانية مرحلة النضج والاكتمال بظهور المنهج البيئي وبروز دراسات المناطق.
الفصل الثالث عُني بتطور الإدارة العام في الفترة الممتدة من عام 1965م وحتى عام 1995م، وهي مقسمة أيضًا إلى مرحلتين؛ الأولى مرحلة التعثر والتراجع والثانية مرحلة ظهور المنظورات البديلة مثل حركة الإدارة العامة الجديدة.
5- الإدارة العامة| المنظمات والحوكمة والأداء – لورانس أتول، كينيث مائير
يسعى هذا الكتاب إلى الإجابة على عدد من التساؤلات المهمة فيما يتعلق بالإدارة العامة، من قبيل مدى قدرة القادة على تغيير وتطوير سياسات المنظمات العامة مركزين على الجوانب الإدارية والسياسية معًا، وجاء الكتاب في ثمانية فصول، تحدث الأول عن أهمية الإدارة العامة في تلبية الاحتياجات العامة داخل المجتمعات، وتحدث الثاني عن تأثير المنظمات العامة والأدوار التي يقوم بها القادة والمديرون، ثم تناول الثالث عمليات التشبيك الإداري وتأثيرها، وتمحور الرابع حول جودة كل من الإدارة والأداء.
ركز الخامس على دور الإدارة الداخلية وكيفية إدارة الموارد البشرية وانعاكسه على اتخاذ القرار، وفي الفصول من السادس إلى الثامن تحدث عن عدد من القضايا المهمة في حقل الإدارة العامة مثل شبكات الإدارة العامة بين الحكومات وعلاقة الأداء بالإدارة العامة.
6- الإدارة العامة والدولة الحديثة| تقييم التوجهات والتبعات – ايبرهاد بوهن وآخرون
يسعى هذا الكتاب إلى استكششاف الأوضاع التي آلت إليها الإدارة العامة في القرن الحادي والعشرين، والتحديات التي تواجهها الحكومات في كافة دول العالم، وقد نظر الكتاب إلى الإدارة العامة عبر مستويات متعددة من المستوى الداخلي (المحلي) إلى المستوى العابر للدول، وقد اعتمد الكتاب على المنهج المقارن لتوضيح مدى التشابه والاختلاف الواقع في أنماط الإدارة العامة في دول العالم المختلفة.
الكتاب مقسم إلى خمسة أجزاء، تناول الجزء الأول النقاش حول الدور التي تلعبه القيم في الإدارة العامة للدولة بالتركيز على أوضاع الإدارة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا، وجاء القسم الثاني بعنوان “الدولة الحامية” وحدود تدخل الدولة في الأنشطة الاقتصادية، وتناول القسم الثالث نموذج “الدولة القائمة على المشاركة”، أما الرابع والخامس فركز على نموذجين أخريين؛ “الدولة القائمة على الشفافية” و”الدولة المتعددة المستويات”.
أهمية الكتاب في كونه حديث نسبيًا مقارنة بكثير من كتب الإدارة العامة في المكتبة العربية، كما أن اختيار المنهج المقارن جعله يُلقي الضوء على تجارب مختلفة ونماذج متعددة فيما يتعلق بقضايا الإدارة العامة.
7- الإدارة العامة القادمة| نقاش ومعضلات – بي. غاي بيترز، جون بيير
يستعرض مؤلفا الكتاب المحاور الرئيسية لكل من الإدارة العامة والحوكمة وإدارة الأعمال العامة، عبر دراسة تاريخية لكل هذه المحاور من ناحية، والتعرض للقضايا المعاصرة من جهة أخرى، وأهم وأبرز التحديات المرتبطة بالإدارة العامة في العصر الراهن، مع التركيزعلى الطرق والأساليب المستخدمة في عمليات الإصلاح الإداري بنظرة نقدية.
تربط مواضيع الكتاب بين الإدارة العامة والديمقراطية والحوكمة، وكيف تطورت المفاهيم المركزية للإدارة العامة عبر التاريخ، مع التعرض لنقاشات نظرية ومنهجية والتطبيق على تجارب لدول مختلفة، وقد تكون الكتاب من إحدى عشر فصلًا، تناولت أوضاع الإدارة العامة في نظام الحوكمة الديمقراطية، وأوضاع البيروقراطية، وقضايا تقسيم العمل وتعقيدها، وكيفية التوفيق بين العقلانية والروتين، والعلاقة بين السلطة والديمقراطية وتأثير ذلك على الإدارة العامة، وفي النهاية فهذا الكتاب يصلح لطلبة العلوم السياسية وكذلك طلبة الإدارة سواء كانت إدارة عامة أو إدارة أعمال .