حركة الضباط الأحرار: ميلاد ثورة ٢٣ يوليو سلمية بأبعاد عسكرية
حركة الضباط الأحرار- ميلاد ثورة ٢٣ يوليو سلمية بأبعاد عسكرية

تعد حركة الضباط الأحرار حركة تغيير سلمية اتخذت شكلًا عسكريًا، قادها ضباط الجيش المصري بقيادة محمد نجيب في منتصف ليلة 23 يوليو 1952. نجحت الحركة في السيطرة على مبنى هيئة أركان الجيش، وأعلنت في تلك اللحظة قيام الجيش بحركة لصالح الوطن.

بداية الثورة: الاجتماع الأول للضباط الأحرار

بدأت الثورة بتخطيط الزعيم جمال عبد الناصر لقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم “الضباط الأحرار”. في يوليو 1949، اجتمعت الخلية الأولى في منزل عبد الناصر، وضمت ضباطًا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية. في عام 1950، انتُخب عبد الناصر رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار. ومع توسع التنظيم، انتُخبت قيادة للتنظيم، وعيّن عبد الناصر رئيسًا لتلك اللجنة، وانضم إليه اللواء محمد نجيب، الذي أصبح لاحقًا أول رئيس جمهورية في مصر بعد نجاح الثورة.

الاجتماعات التاريخية في منزل عبد الناصر

عُقدت عدة اجتماعات للضباط الأحرار في منزل جد الزعيم عبد الناصر بقرية بني مر بأسيوط، بحضور اللواء محمد نجيب. كان المنزل مبنيًا من الطوب اللبن والطين، وسقفه من الجريد والعروق الخشبية. كانت هذه الاجتماعات بمثابة نقطة انطلاق للثورة.

الاحتفال بخلع الملك فاروق
الاحتفال بخلع الملك فاروق

الموعد الحاسم: 23 يوليو 1952

تقرر أن يكون يوم 23 يوليو 1952 موعدًا للثورة في الساعة 11 مساءً في منزل عبد الحكيم عامر في مصر الجديدة، بالقرب من سينما روكسي. نظرًا لظروف تكتيكية، طلب تأجيل الثورة إلى الساعة الواحدة صباحًا. ومع ذلك، شهد عبد الناصر وعبد الحكيم عامر قوة مسلحة يقودها الضابط عبد المجيد شديد تقترب قبل الموعد المقرر. بعد التحدث مع الضابط، اكتشفوا أنه لم يتلقَ معلومات التأجيل، مما أتاح لهم استغلال العامل الزمني.

الهجوم والسيطرة: نهاية القيادة القديمة

استغل الزعيم جمال عبد الناصر الوقت المتاح ووجود الوحدة المدرعة، وشن هجومًا على مبنى القيادة. سقطت قيادة الجيش التي كانت تحت سيطرة الإنجليز، وسيطر الضباط الأحرار على القيادة بالكامل. تم تكليف اللواء محمد نجيب، المقرب من الضباط الأحرار، بقيادة الثورة نظرًا لأنه كان يحمل أعلى رتبة عسكرية في التنظيم.