يعرف حرقان المعدة طبياً بأنه الإحساس بحرقان شديد على مستوى الصدر والمنطقة المحيطة، وذلك بسبب رجوع حموض المعدة للأعلى نحو المريء، حيث يعتبر حرقان المعدة غير الدائمة أمرا غير مقلق، لأن حولي 30% من الناس يعانون من حرقة المعدة مرة كل شهر، بينما 5% فقط من الناس لديهم حرقان بالمعدة يومي، وهي الحالة التي يجب معالجتها طبياً.
أسباب حرقة المعدة
هناك عدة أسباب لحرقة المعدة منها:
- التدخين.
- الارتخاء الكبير في صمام المعدة (فتحة الفؤاد)، والذي ينتج غالباً عن تمزق فوهة المعدة.
- تناول أطعمة ذات طبيعة حمضية، كالثوم والبصل وعصير البندورة.
- زيادة الحمل على المعدة بشكل كبير، يسبب ارتداد الحموض الهاضمة من المعدة نحو أعلى فتحة الفؤاد، حيث أن زيادة الحمل على المعدة قد يحدث بسبب ارتداء الضيق من الملابس، أو السمنة وزيادة الوزن، كما قد يحدث بسبب الإجهاد الكبير.
- حيث أن يسبب فتق الحجاب الحاجز حدوث ارتداد لأحماض المعدة، وبالتالي حرقة المعدة.
- الاعتماد الكبير على المأكولات المقلية، وبكميات كبير.
- شرب الكحوليات.
- استخدام بعض أنواع العقاقير الطبية، كالأسبرين، وأدوية الالتهاب، والأدوية التي تحوي الحديد.
- النوم فورا بعد اكل وجبة كبيرة من الطعام، يسبب الشعور بحرقان المعدة، بسبب عدم الإغلاق التام لصمام الفؤاد.
علاج حرقان المعدة
هناك عدة طرق لعلاج حرقان المعدة يجب على المريض أن يتبعها وهي:
تغيير في سلوكيات الحياة
ينبغي على مريض حرقة المعدة أن يجري بعض التغييرات في سلوكيات حياته، لكي يستطيع التغلب على الحرقان، واهم هذه التغييرات:
- تجنب زيادة الوزن والسمنة، لان الوزن الزائد يساعد على ارتداد محتويات المعدة، وخصوصاً حمض هيبوكلوريد، مما يؤدي للإحساس بالحرقة المعدية.
- عدم لبس الضيق من اللباس، لأنه سوف يحدث ضغطاً كبيرا على عضلات المعدة العليا، وفتحة أسفل المريء، مما يسبب اندفاع أحماض المعدة للأعلى، محدثة الم وحرقة للمريض.
- الامتناع قدر المستطاع عن المأكولات والمشروبات التي تساعد على حدوث الحرقان، أو تفاقم حالة المريض، مثل الأطعمة المقلية، الأطعمة الدسمة، الشوكولاتة، المشروبات الروحية، المشروبات الغنية بالكافيين، كما يجب على مريض الحرقة المعدية أن يقلل كثيراً من تناول الحمضيات (البرتقال والليمون)، وعدم تناول المشروبات الغازية، والابتعاد عن التوابل وحساء البندورة.
- اتباع نظام الوجبات المتعددة والصغيرة، يساعد المريض على تخفيف حرقان المعدة.
- عدم النوم بعد تناول الطعام، لفترة لا تقل عن 3 ساعات.
- تجنب المشروبات الروحية والدخان، لأنهما يتسببان في ارتخاء العضلة العاصرة في أسفل المري.
- الالتزام بتناول طعام العشاء في وقت مبكر، وعدم النوم بعد العشاء مباشرةً.
- استخدام وسادة عالية، كي يبقى الرأس مرفوع أثناء النوم، مما يمنع الارتجاع من المعدة، وبالتالي يمنع حدوث الحرقان في الليل.
اقرأ أيضا flector لعلاج التهاب المفاصل
العلاج المنزلي
يوجد العديد من العلاجات التي يستطيع المريض القيام بها في المنزل، من اجل التخفيف من الآثار الجانبية للحرقة المعدية ومنها:
- وضع مكيال من البيكنغ باودر (صودا الخبز)، في كاس وإضافة الماء الفاتر عليها وتحريكها، ثم شربها بشكل بطيء، حيث تكرر هذه العملية بشكل يومي.
- استخدام الزنجبيل: حيث يمكن إضافته للشاي، أو شربة لوحدة على شكل مشروب ساخن، كما نستطيع وضعة مع الحساء، علما انه إلى الآن لم يتم علمياً إثبات فاعلية الزنجبيل لمعالجة مرضى الحرقان، مع انه قد ورد أن الحضارات القديمة كانت تستخدمه لعلاج حموضة المعدة.
- تناول شراب العر قسوس: وهو من الوصفات الشعبية للحد من حرقان المعدة، ولكن لم تعزز هذه الوصفة بدليل علمي، علما أن تناول العرق سوء دائماً، ممكن أن يزيد من ضغط الدم، ويقلل من تركيز البوتاسيوم، لذلك لا يجب استخدام هذا العلاج إلا بإشراف الطبيب المختص.
- استخدام اللبان بعد الانتهاء من وجبة الطعام، ولمدة لا تقل عن نصف ساعة، يخفف كثيراً من أعراض حرقة المعدة، لأن اللبان يضاعف مفرزات الغدد اللعابية، مما يؤدي لتنظيف أسفل المريء من حموض المعدة.
- غلي حشيشة الملائكة مع مجموعة من الأعشاب الأخرى مثل البقدونس والكرفس، حيث ان مغلي هذه الأعشاب مع حشيشة الملائكة له تأثير ملطف على المعدة، كما يقوم على طرد الغازات التي تعتبر من الأسباب الرئيسية لحموضة المعدة.
- اكل الحبها ن أو شربه كمغلي، يعمل على التخفيف من أعراض الحرقان المعدي، لما له من تأثير طارد للريح، كما ساهم في التخلص من المغص والغثيان.
- القرفة: تساعد كثيراً في حالات حرقة المعدة وعسر الهضم، كونها تقوم بتنظيم عملية إفراز الأحماض في المعدة، بحيث تقوم بتعديل حموضة المعدة عند زيادة معدل الأحماض، حيث يمكن أن تسف القرفة مباشرة، أو صنع شراب ساخن منها.
- الشبت: حيث تمضغ بذوره، أو يتم غليها وشربها، فهي تخفف كثيرا من حرقان المعدة، علما أنها لا توصف للحوامل.
- النعناع الحامي: حيث يضاف النعناع الحامي إلى الريحان والزعفران مع قليل من عسل النحل، ويشرب عند الإحساس بالحموضة، كما يمكن أن تمضغ أوراق النعناع الخضراء، أو تنقع الأوراق الجافة وتمضغ، كما انه يمكن تحضي مغلي الأوراق اليابسة أو الخضراء وشربها بين الوجبات.
- البابونج: حيث يعتبر ملطف للمعدة بصفة خاصة، وللجهاز الهضمي عموماً، حيث اثبت البابونج فاعليته الكبيرة في حالات حرقة المعدة والتهاب جدارها وزيادة حموضتها.
- الشمار: استخدم الشمار كملطف لحالات حموضة المعدة منذ فترة بعيدة، وقد اثبت كفاءته في ذلك.
المعالجة باستخدام الأدوية
هناك الكثير من الأدوية التي يمكن استخدامها عند الإصابة بحرقان المعدة، حيث أن بعض أدوية حرقة المعدة لا تحتاج وصفة طبية، ومنها لا يباع إلا بوجود وصفة من الطبيب المختص، وكأمثله على الأدوية التي تباع بلا وصفة طبية:
- الأدوية المضادة للحموضة: حيث مفعول هذه الأدوية ينبع من قدرتها على معادلة الزيادة الحاصلة في حموضة المعدة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مضادات الحموضة لا تستطيع أن تعالج الضرر الذي لحق بالمريء، ولكنها تستطيع أن تزيل الآثار الجانبية للحرقان بسرعة كبيرة.
- مثبطات أو مضادات الهستامين: حيث يقوم هذا النوع من الأدوية من تقليل إفراز المعدة من الحموض، مما يخفف من حرقان المعدة، علما أن هذا النوع من الأدوية يحتاج لمدة طويلة نسبياً حتى يبدأ مفعوله مقارنة مع مضادات الحموضة، إلا انه ذو فترة تأثير طويلة على حموضة المعدة، وفاعلية اكبر من مضادات الحموضة.
- مثبطات مضخة البروتون: حيث تشابه هذه الزمرة الدوائية في طريقة عملها زمرة مضادات الهستامين، حيث تقوم بتقليل كمية الحمض الذي تفرزه المعدة عند الهضم، مما يقلل كثيرا من أعراض الحرقان المعدي، ومن أشهر ادوية هذه الزمرة (لانسوبرازول الأوميبرازول).
اقرأ أيضا ايفالكس لتقوية الذاكرة وعلاج الزهايمر
حرقان المعدة عند الحامل
بينت الدراسات والإحصائيات الطبية أن نسبة الحوامل الذين يعانين من حرقان المعدة تصل حت 50%، وبشكل خاص في الأشهر الأولى من الحمل، علماً أن المرأة الحامل لا تستطيع تناول أدويه الحموضة الطبيعية منها أو الدوائية إلا بإشراف طبيها المختص، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأعشاب الطبية المضادة للحرقة المعدية من الممكن أن تسبب الإجهاض لدى الحامل.