في عام 1920، وبينما كانت مصر تحتفل بقدوم ولي العهد الأمير فاروق بن ملكه الملك فؤاد الأول، نشهد حدثًا آخر مهمًا يتعلق بتأسيس شركة سباتس المصرية، والتي تعتبر واحدة من أقدم الشركات المصرية في مجال صناعة المشروبات الغازية.
تأسيس شركة سباتس
تأسست شركة سباتس المصرية بواسطة الرائد اليوناني خواجة سباتس. قبل وصوله إلى مصر، كان يعمل في جزيرة “كيفالونيا” في اليونان حيث تعرف هذه الجزيرة بإنتاجها لأجود أنواع العسل في العالم. خواجة سباتس كان يعمل في مناحل العسل هناك، ولكن في سن الخامسة عشرة، قرر أن يتجه إلى مصر.
عندما وصل إلى مصر، انضم خواجة سباتس إلى عمه نيكول سباتس، الذي كان ينتج في هذا الوقت مشروبًا غازيًا باسم “ليمونادا سباتس”. ولكن الشركة المصرية لمشروبات سباتس لم تكن مجرد متابعة للشركة اليونانية، بل أراد خواجة سباتس أن يكون له دور كبير في سوق المشروبات الغازية في مصر.
إنتاج سبيرو سباتس
بدأت الشركة في إنتاج المياه الغازية المصرية “سبيرو سباتس” في شارع خليج الخور بوسط القاهرة. تميز هذا المنتج بعلامته التجارية الشهيرة، وهي النحلة التي تمثل نقاء المياه وجودتها. وبسبب هذا الشكل الفريد، أطلق عليه المصريون اسم “سباتس دبانة” بدلاً من النحلة.
شركة سباتس أصبحت سريعًا المنافس الأهم لشركات أخرى مثل كوكاكولا في سوق المشروبات الغازية في مصر. بفضل منتجها الشهير، نجحت الشركة في تحقيق نجاح كبير وكانت تحظى بشعبية كبيرة بين السكان المصريين.
تواصل العمل
اليوم، تواصل شركة سباتس إنتاج مشروباتها في مصر وتؤكد أن منتجاتها مصرية 100٪ وتلتزم بأعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية. بذلك، تظل شركة سباتس جزءًا من تاريخ مصر الغني في مجال صناعة المشروبات الغازية.
توقفت الشركة لفترة بسبب وجود أعضائها خارج مصر، ولكن عندما طالب المصريون بعودة منتجاتهم المفضلة، قرر الشركة العائلية العودة واستئناف الإنتاج.
مع الحرب الأخيرة على قطاع غزة، شهدت شركة سباتس زيادة في المبيعات بنسبة تزيد عن 300٪، حيث تقدمت كبديل للمشروبات الغازية العالمية في مصر. يركز الجيل الرابع من الشركة على توسيع وجودها في العديد من المحافظات المصرية وزيادة تغطيتها في السوق.
بفضل التفاني والإصرار، عادت شركة سباتس إلى الواجهة وأصبحت جزءًا مهمًا من تاريخ مصر وتراثها في صناعة المشروبات الغازية.
اقرأ أيضًا هنا : قصة نجاح والت ديزني ونشأته وبداية حياته