بين الرأسماليون الجدد، والمثقفون المدعون، يطالعنا أديبنا المصري العالمي نجيب محفوظ بروايته ” الحب فوق هضبة الهرم ” مستحضرا تاريخ قديم عظيم تمت فيه بناء أعظم الشواهد الحضارية قاطبة، بحين لا يجد أحفادهم مكانا لائقا للحياة.
علي
علي شاب مصري حاصل على شهادة جامعية، تم توزيعه من قبل القوى العاملة في سبعينيات القرن الماضي على وظيفة حكومية لا تمت بصلة لواقع دراسته، يرضخ علي لقبول الوظيفة كغيره من آلاف الشباب، لآنه ليس بالإمكان أفضل مما كان.
ينتمي على لطبقة مصرية معدمة، تسكن بحي شعبي، نمت فيه رؤس أموال غير منطقية، أشهرها أحمد السباك الذي يرغب بخطبة أخت علي الصغرى، التي توافق بالنهاية عليه لأنه ” راجل كسيب ويقدر يفتح بيت ” وسط سخط علي وحنقه الشديد.
رجاء
رجاء فتاة تنتمي لطبقة مصرية متوسطة، ألقت بها القوى العاملة أيضا بوظيفة بعيدة تماما عن واقع دراستها، وجاءت وظيفتها بنفس المصلحة الحكومية التي يعمل بها علي، لتنشأ بينهما عاطفة نبيلة قوية، حاولا صبغها بصبغة مجتمعية شرعية.
تفشل محاولات علي ورجاء في العثور على مكان يمكنهما به الإقتراب من بعضهما أكثر، بعد قرارهما بعقد قرانهما باعتبارهما راشدين، وفي محاولتهما العبثية للقاء يعضمها سويا، تقبض عليهما الشرطة فوق هضبة الهرم باتهامات من قبيل الفعل الفاضح.
نجيب محفوظ
يطرق اديبنا المصري العالمي نجيب محفوظ مجددا بمطرقة من حديد فوق مشاكلنا الساخنة، حين نمت بعد سياسات الانفتاح ونهاية الحرب طبقات من المثقفين الوصوليين، وطبقات أعقد من الجهلة أصحاب رؤوس الاموال وسيارات الميرسيدس.
يدين الاديب العظيم التحولات الاقتصادية بفترة السبعينيات من القرن العشرين، تلك التحولات التي عصفت بالفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة، وجعلت من شهادتهم مجرد حبر على ورق، وسخفت من قوة التعليم وكونه سبيل الخلاص الوحيد من المشكلات المادية والفقر.