التدليك، أو المساج، أو العلاج بالتدليك، هو عملية تتضمن الفرك والتحريك للهيكل العضلي والأنسجة الرخوة في جسم الإنسان، وتشمل ذلك العضلات، والنسيج الضام، والأوتار، والأربطة. يُعتبر علاج المساج جزءًا من العلاج الطبيعي، ويُعرف أيضًا بالعلاج التكميلي أو العلاج البديل. يتم استخدام التدليك لتحسين الراحة وتقوية الجسم، ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة والعافية.
نبذة عن مساج الجسم
استُخدمت فنون التدليك اليدوي على مر الآف السنين في جميع أنحاء العالم كوسيلة فعّالة لعلاج الأمراض الجسدية والنفسية. يعود تاريخ هذا الفن إلى أكثر من 3000 سنة في الصين القديمة، ويعتبر في الوقت الحاضر أحد أبرز أساليب العلاج ذات المفعول الطويل.
شُهدت معظم الثقافات الرائدة في العالم بتأثيرها في استخدام تقنيات وأساليب تدليك متميزة، انتقلت من جيل إلى جيل. تشمل هذه الثقافات اليونان القديمة، والهند، وفارس، ومصر، والسويد، والهند، واليابان، والصين، حيث ما زالت تُورَّث تقاليدهم العلاجية المتعلقة بالتدليك إلى اليوم.
استُخدم التدليك عبر العصور لتسريع عملية التعافي واستعادة الطاقة، ويُستخدم أيضاً لتخفيف التوتر وتقليل الآلام الجسدية. تشير الدراسات الحديثة إلى أن العلاج بالتدليك يحسن وظائف الجهاز المناعي اللمفاوي ويساهم في تنظيم الهرمونات، مما يمنع العديد من الأمراض والاضطرابات.
ووفقًا لبيانات الجمعية الأمريكية للتدليك، فإن حوالي 25% من البالغين في الولايات المتحدة تلقوا خدمة تدليك على الأقل مرة واحدة خلال عام 2016، وذلك لأسباب متنوعة. يدرك الكثيرون من الناس الفوائد الصحية لتدليك الجسم ويختارون هذا العلاج لتحسين حالتهم الصحية بشكل عام أو لتخفيف أعراض محددة أو إصابات.
تتضمن تقنيات التدليك العلاجي الضغط والاحتكاك والعجن والفرك والتلاعب بالعضلات والأنسجة اللينة بواسطة اليدين والأصابع وحتى السواعدين والقدمين في بعض الأحيان. يمكن للمدلك أيضا استخدام وسائل ميكانيكية مثل جهاز المساج الذي يحتوي على مولدات اهتزاز كهربائية أو ضغط الماء أو الإبر أو الحجارة والبطانيات الدافئة.
يُضيف استخدام زيت التدليك، الذي يحتوي على الزيوت الأساسية المخففة، لمسة من الاسترخاء والراحة. تتنوع أساليب تدليك الجسم بين الضغط والفرك على الملابس مباشرة والاتصال المباشر بالجلد، ويُمكن أن يكون المساج عامًا للجسم بأكمله أو متخصصًا في منطقة معينة.
ما هي أنواع مساج الجسم
التدليك السويدي، المشهور أيضًا بتقنية Swedish Massage، يُعَدُّ من بين أكثر أنواع التدليك شهرةً وانتشارًا على مستوى العالم. يتميز هذا النوع من التدليك بتقنيات تمسيد الجسد باستخدام حركات طويلة ولطيفة، إلى جانب الطبطبة الخفيفة، بهدف تحفيز الدورة الدموية، وتخفيف التوتر، وتحقيق الاسترخاء للعضلات.
تتم هذه الجلسات عادة في المنتجعات ومراكز العافية البدنية، حيث يكون الشخص قد تم التغطية عليه بشكل خفيف، وغالبًا ما يكون الفرد عاريًا.
يُفضل التدليك السويدي لأولئك الذين يختبرون جلسة تدليك للجسم للمرة الأولى، ولأولئك الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر. يُساعد هذا النوع من التدليك على تحقيق استرخاء تام، وعادةً ما يستمر لمدة تتراوح بين 60 و90 دقيقة.
تشمل تقنيات التدليك السويدي مجموعة من الحركات المتناوبة التي تسهم في تحسين الدورة الدموية وتحقيق الاسترخاء. من بين هذه الحركات:
الدلك اللطيف (Effleurage):
حركات تمسيدية سلسة تُنعش الأنسجة اللينة وتعمل على تحرير التوتر.
التعجين (Petrissage):
مزيج من تقنيات التمسيد والضغط، يُعزز التدليك العميق ويساهم في تحسين مرونة العضلات.
الاحتكاك (Friction):
حركات دائرية عميقة تهدف إلى زيادة تدفق الدم والتخلص من خلايا الندب.
النقر (Tapotement):
حركات نقرية متقطعة تُشبه الطبطبة بالأصابع وأطراف اليدين.
تدليك الأنسجة العميقة:
تركيز على مناطق معينة تعاني من الألم، حيث يُستخدم تقنيات عميقة وبطيئة للوصول إلى الطبقات الداخلية من العضلات والأربطة.