تعتبر آلام المعدة من الشكوى الشائعة بين الأطفال والبالغين على حد سواء، لكن الألم في فم المعدة (الجزء العلوي منها) يكون الأكثر إزعاجا للجميع. ويضم الجزء العلوي من المعدة بجانب المعدة نفسها عدد من الأعضاء الحيوية الأخرى مثل الأمعاء والمرارة والكبد والبنكرياس، لذلك قد يكون أيا منها مسؤول عن الألم في فم المعدة.
أسباب الألم في فم المعدة
ويحدد الخبراء أنواع وأسباب الألم في فم المعدة، التي بعضها بسيط يمكن أن يختفي من تلقاء نفسه، وآخر قد يكون خطيرا، ويحتاج إلى تدخل عاجل من الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية.
هناك أسباب قد تكون تافهة أو سهلة مثل عسر الهضم أو الغازات، وهناك أسباب خطيرة مثل حصوات المرارة أو خلل في وظائف الكبد.
لذلك جاءت أبرز أسباب الألم في فم المعدة على النحو التالي
1.الغازات
تتواجد الغازات بشكل طبيعي في الأمعاء والجهاز الهضمي، ولكن عندما تتراكم هذه الغازات، يمكن أن يسبب الشعور بالضغط أو الانتفاخ أو الامتلاء.
ويمكن أن تفاقم العدوى أو الفيروس أو الإسهال أو الإمساك من خطورة تلك الغازات والألم في فم المعدة، وتجعلها شديدة ومؤلمة ومزعجة للغاية.
كيف تكتشف أن الغازات هي السبب؟
إذا كان الألم في فم المعدة ناتج عن الغازات، ستشعر بعدد من الأعراض المصاحبة للألم، والتي جاءت على النحو التالي
- الألم يأتي على شكل موجات
- يسبب الألم تضخم المعدة
- يبدو الأمر وكأن شيئًا ما يتحرك في المعدة
- يوجد تجشؤ أو خروج غازات
- يعاني الشخص من الإسهال أو الإمساك.
يقول الأطباء إن الألم في فم المعدة الناتج عن الغازات، ليس خطيرا في العادة، ويمكن أن تساعد الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية في علاجه سريعا.
ويمكن لأي شخص أيضًا أن يحاول تناول الطعام بشكل أبطأ لتجنب ابتلاع الهواء ومنع الغاز من التفاقم.
ويلاحظ بعض الناس أن بعض الأطعمة، مثل البروكلي، من المرجح أن تسبب ألم الغازات.
عادة ما يختفي الغاز دون علاج في غضون ساعات قليلة، لكن إذا حدث ذلك مصحوبًا بحمى أو قيء غير منضبط أو ألم شديد، فمن الأفضل مراجعة الطبيب.
2. عسر الهضم
يؤدي عسر الهضم إلى شعور بالحرقان في الجزء العلوي من المعدة أو ألم في فم المعدة، وأحيانًا في الفم أو الحلق، وقد تشعر أيضًا أن الألم نابع من الصدر.
يظهر “عسر الهضم” عادةً عند وجود الكثير من الأحماض في المعدة، والذي يمكن أن يحدث بعد تناول الأطعمة شديدة الحموضة.
ولكن السبب الأقل شيوعا لعسر الهضم، هو أنه يمكن أن ينتج عن قرحة في المعدة أو ارتداد الحمض أو حتى سرطان المعدة.
يمكن أن يكون عسر الهضم المتكرر المؤلم جدًا أو الذي يحدث مع فقدان الوزن غير المبرر، علامة على قلق أكثر خطورة.
الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية فعالة للغاية في إدارة عسر الهضم المؤقت.
ويمكن أن يساعد تحديد المحفزات، مثل بعض الأطعمة التي تسبب عسر هضم لك، الشخص على إجراء تغييرات صحية في نمط حياته.
قد يرغب الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم المتكرر أو الشديد في التحدث إلى الطبيب حول إدارة أعراضهم أو تشخيص السبب الكامن وراء ذلك.
3. التهاب المعدة
يتسبب التهاب المعدة في تورم بطانة المعدة وتألمها، والشعور بألم شديد في فم المعدة.
ويحدث التهاب المعدة الحاد على المدى القصير ويحدث بسرعة، عادةً بسبب عدوى بكتيرية، مثل بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
وتتهيج في بعض الحالات بطانة المعدة، مما يؤدي إلى التهاب المعدة المزمن.
تشمل أسباب التهاب المعدة المزمن الذي يؤدي إلى ألم في فم المعدة ما يلي:
- مرض كرون
- أمراض المناعة الذاتية
- الساركويد
- الحساسية
- الفيروسات لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة
ويمكن للمضادات الحيوية عادة أن تكون علاجا للالتهابات البكتيرية، لكن عندما يكون التهاب المعدة مزمنًا، يمكن أن يساعد تشخيص السبب الأساسي وعلاجه.
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يمكن أن يساعد أيضًا تقليل حموضة المعدة عن طريق اتباع نظام غذائي أقل حمضية أو تناول الأدوية.
ويمكن أن تساعد مسكنات الألم في علاج الأعراض، في حين أن الأدوية التي تحمي بطانة المعدة يمكن أن تمنع الأعراض من التدهور، وعدم التسبب في ألم فم المعدة.
4. فيروسات المعدة
التهاب المعدة والأمعاء هو أحد الفيروسات المعديةK التي يمكن أن تسبب الغثيان والقيء والإسهال، بالإضافة إلى آلام الجزء العلوي من المعدة أو ما يطلق عليه ألم فم المعدة.
ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بفيروس المعدة أيضًا من الصداع وآلام العضلات وانخفاض الطاقة.
ويسمي بعض الناس التهاب المعدة والأمعاء أنفلونزا المعدة، لكنه في الواقع ليس نوعًا من الأنفلونزا.
بالنسبة لمعظم الناس، تختفي الأعراض من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة، فقط عليك تجنب الوجبات الثقيلة وشرب السوائل الصافية فقط، لأن هذا يمكن أن يساعد الشخص على التوقف عن التقيؤ.
ومن الضروري تجنب الجفاف، لذا فكر في شرب شيء يعيد الإلكتروليتات، مثل مشروب رياضي، حتى تزول الأعراض.
وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج طبي لتجنب الجفاف، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والرضع والأطفال الصغار جدًا والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خطيرة، مثل السرطان.
5. ألم عضلي
تمتد العديد من العضلات إلى الجزء العلوي من المعدة أو “فم المعدة”، ويمكن أن يسبب الألم الناتج عن إصابة عضلية خفيفة أو تشنجات ألمًا مؤقتًا في الجزء العلوي من البطن.
غالبًا ما يتحسن الألم بالتدليك اللطيف والراحة، ويجد بعض الناس الراحة أيضًا باستخدام الكمادات الباردة والساخنة.
إذا كان ألم العضلات شديدًا أو لم يتحسن بعد بضعة أيام، فاستشر الطبيب لإجراء تقييم.
6. التهاب الزائدة الدودية
التهاب الزائدة الدودية، هو عدوى تصيب الزائدة الدودية، وتركها بدون علاج، يمكن أن يتسبب في تمزق الزائدة الدودية، ويمكن أن تصبح الحالة مهددة للحياة.
في المراحل المبكرة من التهاب الزائدة الدودية، قد يلاحظ الشخص وجعًا خفيفًا حول زر البطن أو عند فم المعدة، لكن هذا الألم يمكن أن ينتشر إلى الجزء العلوي من المعدة.
مع تفاقم العدوى، ينتقل الألم إلى الجانب الأيمن السفلي.
في معظم الحالات ، يعالج الطبيب التهاب الزائدة الدودية عن طريق إزالة الزائدة الدودية.
7.حصى المرارة
حصوات المرارة هي تكوينات صلبة من الكوليسترول أو البيليروبين يمكن أن تتطور في المرارة. لا تسبب دائمًا مشاكل، ولكنها في بعض الأحيان تسد القناة الصفراوية.
ويمكن أن يسبب انسداد حصوة المرارة ألمًا شديدًا في الجزء العلوي الأيمن من المعدة أو فم المعدة، بالإضافة إلى القيء والتعب والإرهاق.
ويمكن أن تؤثر حصوات المرارة غير المعالجة على وظائف الكبد والبنكرياس. عندما يحدث هذا، قد يعاني الشخص من اليرقان، وهو اصفرار الجلد والعينين، أو قد يصاب بعدوى خطيرة في البنكرياس.
في معظم الحالات، يعالج الطبيب حصوات المرارة عن طريق استئصال المرارة، ويمكن للشخص أن يعيش حياة منتظمة بدون هذا العضو. أو قد يصف الطبيب دواءً لإذابة الحصوات.
إذا مرت حصوات المرارة من تلقاء نفسها، فقد يوصي الطبيب بتغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة المزيد من التمارين أو اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، لتقليل خطر تكرار الحصوات.
8. مشاكل في الكبد أو البنكرياس
يعمل الكبد والبنكرياس والمرارة معًا لدعم عملية الهضم. توجد جميع الأعضاء الثلاثة في الجانب الأيمن العلوي من المعدة.
يمكن أن تسبب أمراض الكبد والبنكرياس، مثل التهاب الكبد والبنكرياس، آلامًا في الكبد والبنكرياس.
تشمل الأعراض الإضافية لمشاكل الكبد أو البنكرياس ما يلي:
- عيون صفراء أو الجلد
- البول الداكن
- حركات الأمعاء الشاحبة أو البيضاء
- غثيان
- التقيؤ
- الألم الذي يزداد سوءًا بشكل تدريجي
9. انسداد الأمعاء
يؤدي انسداد الأمعاء إلى غلق كافة المسارات المعوية، مما يجعل من الصعب أو المستحيل مرور أي شيء من الطعام أو الفضلات، ويمكن أن يسبب هذا ألمًا شديدًا وإمساكًا وصعوبة في هضم الطعام وامتصاصه.
بالإضافة إلى آلام المعدة ، تشمل أعراض انسداد الأمعاء ما يلي:
- القيء، مادة صفراء مخضرة
- انتفاخ في المعدة
- عدم القدرة على إخراج الغازات أو التبرز
- تقلصات شديدة
انسداد الأمعاء هو حالة طبية طارئة، حيث يمكن أن تتمزق الأمعاء أو تصاب بالعدوى الخطيرة. غالبًا ما تساعد الأدوية والسوائل ومسكنات الألم. في بعض الحالات ، قد يحتاج الجراح إلى إزالة الانسداد.
10. مرض رتجي
يمكن أن تظهر أكياس صغيرة تسمى الرتوج في الأمعاء، وخاصة في القولون. عندما تصبح هذه الجيوب ملتهبة أو مصابة، يمكن أن يصاب الشخص بألم شديد في البطن.
ويعتمد موقع الألم على مكان وجود الرتوج. في حين أن الرتوج أكثر شيوعًا في الأمعاء السفلية، إلا أنه يمكن أن يظهر أيضًا في الأمعاء العلوية، مما يسبب الألم في الجزء العلوي من المعدة أو في فم المعدة.
قد يؤثر التهاب الرتج أيضًا على وظيفة الأمعاء، مما يسبب أعراضًا مثل الإمساك والإسهال.
غالبًا ما تساعد البروبيوتيك والنظام الغذائي الغني بالألياف في علاج التهاب الرتج. إذا تفاقمت العدوى أو لم تختفي، فقد يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة الرتج أو جزء من الأمعاء.