يعاني الأفراد المصابون بالبهاق، وهي إحدى الأمراض المزمنة، من مشاكل نفسية وإحراج، مما يستدعي البحث عن أحدث وسائل العلاج المستدامة في ضوء التطورات الطبية الحديثة.
علاج البهاق في الطب الحديث يشمل عدة خطوات:
1. استخدام واقي الشمس:
يُعتبر استخدام كريم واقي من الشمس أمرًا أساسيًا قبل وبعد العلاج. يهدف ذلك إلى حماية المناطق المصابة من التعرض للشمس، وبالتالي تجنب حدوث تغيرات في التصبغ، فضلًا عن الحفاظ على لون البشرة الطبيعي. يجب استشارة الطبيب المختص لاختيار الواقي المناسب لنوع البشرة وظروفها.
2. كريم الكورتيزون:
يُعتبر هذا الكريم خطًا أوليًا في علاج البهاق المحدود في مناطق صغيرة. يُنصح بتطبيقه بشكل منتظم لمدة أربعة أسابيع، ثم التوقف لمدة أسبوعين، ومن ثم استئناف الاستخدام لمدة شهرين، مع متابعة تطور الحالة والتقرير الطبي حول الاستمرار أو التوقف.
3. مثبطات الكالسينورين:
تُعتبر مثبطات الكالسينورين خطوة مهمة في علاج البهاق، حيث تستهدف هذه المواد التحكم في نشاط الجهاز المناعي، الذي يُعتبر العامل الرئيسي وراء تطور هذا المرض. كريمات مثل التاكروليماس تثبط هذا النشاط بشكل فعّال، خاصة عند استخدامها بتناغم مع العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.
بشكل عام، يُشدد على أهمية الواقي الشمسي كجزء أساسي من العناية بالبشرة المصابة بالبهاق، بالإضافة إلى اتباع الخطة العلاجية المحددة بواسطة الطبيب المختص، وذلك لضمان تحقيق أقصى فائدة من العلاج وتحسين حالة المريض.
3. السورالين:
يعتبر السورالين أحدث أنواع الكريمات التي تم اكتشافها مؤخرًا، وتحتوي على مواد فعالة ذات أهمية كبيرة. تعمل هذه المواد على تحفيز تصبغ الجلد المصاب بحيث يُستعاد لون الجلد الذي اختفى تمامًا في حالة البهاق. آلية عملها لا تزال مجهولة، ولكن يُعتقد أنها تزيد من حساسية الجلد لامتصاص الضوء. لذا، يُستخدم السورالين بشكل فعّال مع الأشعة فوق البنفسجية، حيث يتم وضع الكريم على البشرة ومن ثم تعريضها للأشعة فوق البنفسجية، مما يحفز الجلد على امتصاص كمية كبيرة من الأشعة وتحفيز ظهور التصبغات من جديد واستعادة لون الجلد تدريجيًا.
ويتوفر السورالين أيضًا على شكل أقراص يُستخدم عن طريق الفم قبل التعرض للأشعة فوق البنفسجية بمدة ساعتين. يهدف ذلك إلى تحفيز خلايا الجلد لامتصاص الأشعة فوق البنفسجية واستعادة التصبغات بشكل أسرع وفعّال. يُستخدم هذا النهج في حالات البهاق المنتشر في أجزاء كبيرة من الجسم، وقد أظهرت نتائج فعّالة تصل إلى 85%، خاصةً في الحالات التي ينتشر فيها البهاق في الأطراف المعرضة للشمس. يجب الاستمرار في العلاج لمدة متواصلة تصل إلى سنة.
4. كريم MEH (Monobenzylether of Hydroquinone 20%):
يعتبر هذا الكريم الخيار الأخير في حالة عدم نجاح جميع أنواع العلاجات السابقة، وأيضًا في الحالات التي ينتشر فيها البهاق في جميع أجزاء الجسم. يقوم الكريم بإزالة وتقشير الجلد تمامًا وإزالة التصبغات منه، مما يمنع عودتها مرة أخرى. ونتيجة لذلك، يتم توحيد لون البشرة عبر إزالة التصبغات والحصول على بشرة ثلجية اللون.
في هذه الحالة، يتعين على الشخص الالتزام بتعليمات عدة لتجنب التعرض للتصبغات مرة أخرى وفقدان اللون الموحد للبشرة. يشمل ذلك تجنب التعرض للشمس بشكل مستمر، خاصةً في فصل الصيف، واستخدام كريم واقي للشمس مدى الحياة وتجديده بانتظام، مع مراعاة قواعد استخدامه بعناية، مثل وضع الكريم قبل الخروج بنصف ساعة وتجديده بعد ساعتين في حالة استمرار التعرض للشمس لفترة طويلة.