نجيب الريحاني فنان قدير من رواد السينما والمسرح في الوطن العربي بأكمله وفي مصر على وجه التحديد، فقد تركت أدواره الكوميدية بصمة وبسمة لا ينساها متابعيه على مختلف الأجيال، فقد عاش 60 عاما قدم خلالهم مسيرة فنية تستحق تسليط الضوء عليها حتى رحل عن عالمنا يوم 8 يونيو ليكون ذلك اليوم ذكرى رحيله في كل عام، وفي هذا المقال عبر موقع “ويكي مصر” سنوضح لكم من هو نجيب الريحاني في ذكرى وفاته الـ72 فإلى التفاصيل.
من هو نجيب الريحاني
ولد نجيب إلياس ريحانة المشهور فنيا باسم نجيب الريحاني يوم 21 يناير عام 1889 في حي باب الشعيرية بالقاهرة، وهو من أصول عراقية فوالده عراقي كلداني من مدينة الموصل العراقية وكان يعمل في تجارة الخيل ثم أتى إلى القاهرة واستقر بها وتزوج من امرأة مسيحية وانجب منها ثلاثة أبناء ومنهم نجيب الريحاني الذي يعتنق الديانة المسيحية.
تلقى الريحاني دراسته في المدرسة الفرنسية والتحق خلالها بفرقة التمثيل المدرسي حتى نمى موهبته وأصبح مشهور بإلقاء الشعر العربي، ثم عمل موظفا في إحدى شركات السكر بصعيد مصر واصبح متنقلا فترة من الزمن بين الصعيد والقاهرة حتى عزم على إنشاء فرقة مسرحية بمشاركة صديقه ” بديع خيري” وقد عملت هذه الفرقة على نقل الكثير من المسرحيات الكوميدية الفرنسية إلى اللغة العربية.
نشأ نجيب الريحاني وسط طبقة شعبية متوسطة الحال وتدرج في تقديم العروض المسرحية حتى أصبح الريحاني أحد رواده بالفعل ، وهو ما بدأ من خلال تقديمه شخصية “كشكش بيه” التي كتبها “خيري” وتفاعل معها الجمهور آنذاك الوقت بشكل كبير.
اقرأ يضا: السيرة الذاتية لـ محمود المليجي شرير الشاشة المصرية
زوجة نجيب الريحاني
تزوج نجيب الريحاني من الفنانة اللبنانية “بديعة مصابني” والتي تعرف عليها خلال إحدى عروضه المقامة في لبنان ثم اصطحبها معه إلى مصر وتزوجها وافتتحت هي ملهى خاص بها ثم فرقة مسرحية عرفت بفرقة بديعة مصابني ثم انفصلا الثنائي بالطلاق ليتزوج الريحاني مرة أخرى من امرأة ألمانية تدعى “لوسي دي فرناي” وأنجب منها ابنته الوحيدة جينا.
جينا نجيب الريحاني
حرصت جينا الريحاني وهي الابنة الوحيدة له على زيارة قبر والدها بصحبة ابنها “جون بير” العائد من كندا يوم 8 يونيو عام 2021 بهدف إحياء ذكرى رحيل الريحاني الـ 72، فقد رحل الريحاني عن عالمنا عام 1949 عن عمر يناهز 60 عاما في المستشفى اليوناني بِحي العباسية بِالقاهرة متأثرا بمرض التيفود الذي أثر على رئتيه حتى أنه لم يستطع إنهاء آخر أعماله السينمائية وهو فيلم “غزل البنات” وبالتالي تغيرت نهاية الفيلم لتلاءم وفاة الريحاني الحقيقية.
وقد ظهرت جينا في الفيديو المتداول لها وهي ترتدي طربوشا وتضع بوكيه من الورد على مقبرة نجيب الريحاني ثم انهارت من البكاء، مع العلم أن الريحاني كان قد رثي نفسه قبل وفاته بأسبوعين فقط قائلا : “مات نجيب مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح مات الريحاني في 60 ألف سلامة”.
جنازة نجيب الريحاني
أغلق الأطباء غرفة نجيب الريحاني عقب وفاته مباشرة ومنعوا الجميع من الدخول على جثمانه خشية التقاط عدوى التيفود الذي لم يكن له علاج آنذاك الوقت في مصر، وكان لوفاة الريحاني وقع كبير على جميع المصريين واعتبروه كارثة قومية ولذلك حضرت حشود جماهيرية كبيرة في جنازة نجيب الريحاني حتى رثاه الملك فاروق الأول وعميد الأدب العربي طه حسين.
المسيرة الفنية لنجيب الريحاني
لقب الريحاني بـ “زعيم المسرح الفكاهي”، حيث عمد على تقديم الفن من منظور الواقع والحياة اليومية ولكن بشكل كوميدي مليء باللهجات العامية والعربية الفصحي حتى تأثر بأسلوبه التمثيلي الفنان المصري الراحل “فؤاد المهندس” الذي قال في إحدى لقاءاته أنه تأثر بالريحاني وفضل أن يتقمص منهجه الكوميدي .
ومن أهم أعماله المسرحية ما يلي:
- مسرحية الدنيا لما تضحك عام 1931.
- وأيضا مسرحية إلا خمسة عام 1963..
- أما مسرحة حسن ومرقص وكوهين فقد تم عرضها عام 1954.
- وكذلك مسرحية خلي بالك من إبليس عام 1916 التي قام فيها بدور البطولة مع صديقه “خيري”.
- فضلا عن مسرحية “لو كنت حليوة” و”الدلوعة” و”حكاية كل يوم” و”حكم قارقوش” وغيرها الكثير من المسرحيات.
ومن أهم أعماله السينمائية
- فيلم سلامة في خير عام 1937 .
- وعام 1941 قدم فلم سي عمر .
- كذلك فيلم لعبة الست عام 1946.
- أيضا فيلم أبو حلموس عام 1947.
- وآخر أعماله فيلم “غزل البنات” عام 1949 والذي توفي قبل أن يشاهده.