بعذوبة شديدة يطرح المخرج الأمريكي بيتر شيلسوم فكرة خيالية بفيلمه ” الفضاء الذي يفصل بيننا ” حين يولد الطفل ” جاردنر ” بصدفة بحتة على متن مكوك فضاء متوجه إلى المريخ، ويصبح أول كائن بشري مسقط رأسه كوكب غير كوكب الأرض.

الفضاء الذي يفصل بيننا

الفضاء الذي يفصل بيننا قصة رومانسية خيالية، تقوم على فكرة أن يولد كائن بشري على سطح المريخ، بمزايا مختلفة بالكلية عن مزايا البشر، كالذكاء الخارق، وهشاشة العظام، وإنعدام الرغبة في التواصل مع البشر، والبحث رغم ذلك عن أبيه.

جاردنر

جاردنر طفل تمت ولادته من علاقة عابرة بين عالمة فضاء شابة في رحلتها الأولى لاستكشاف كوكب المريخ وبين رئيس طاقم رواد الفضاء المصاحبين للرحلة، تكمن مشكلة جاردنر رغم ذكاءه المفرط في الوحدة، والشعور الجارف أنه ينتمي لعالمين.

يسعى جاردنر باصرار عجيب لكشف هوية والدة بعد رحيل والدته عند ولادته، وينزل إلى الأرض خصيصا من أجل ذلك، وتصادفه صعوبات شديدة فوق الكوكب الغريب عليه، ابسطها قوة الجاذبية الأرضية مقارنة بحجم عظامه الهشة غير المتوائمة مع الجاذبية الأرضية.

تولسا

تولسا مراهقة شابة تسعى لايجاد نفسها عبر مسالك شتى، تصادف تولسا جاردنر عند وجوده على كوكب الأرض، وتربط بينهما صداقة حقيقية تتحول إلى علاقة حب، لأنها وجدت به شخصا يمكن الإهتمام بقضيته وحبه.

تسعى تولسا للالتحاق ببرنامج الفضاء المكثف للحاق بجاردنر فوق كوكب المريخ، ضاربة بعرض الحاط كل محاولات الآخرين لاثناءها عن عزمها ذلك، وتفعل تولسا كل ذلك لأن جاردنر لا يمكنه الحياة فوق سطح الأرض، فتقرر هي الذهاب إليه على سطح المريخ.

الفضاء الذي يفصل بيننا فيلم شديد النعومة ينتصر لمعاني التضحية والحب، حين تقرر تولسا أن تصعد إلى كوكب آخر من أجل من تحب، باذلة في ذلك مجهودات خارقة قد تنجح وقد تفشل، إلا أن العاطفة الصادقة هي ما يقودها نحو النجاح.