إن إنترنت الأشياء IoT Internet of Things بات أمر هام هذه الأيام، خاصة مع زيادة عدد المستهلكين للأجهزة المتصلة بالإنترنت، إذ أصبح من الممكن تحويل أي شيء مهما كان صغيرا أو كبيرا ليصبح جزءًا من إنترنت الأشياء.
تعريف إنترنت الأشياء
إن إنترنت الأشياء IoT هو مختص بمليارات الأجهزة في جميع دول العالم، المتصلة ببعضها عن طريق شرائح الكمبيوتر والمستشعرات والشبكات اللاسلكية والإنترنت، والتي يتم التحكم فيها عن طريق الهواتف الذكية، مثل الثلاجات والبوتاجازات والغسالات، مرورا بإدارة المنزل بالكامل عن طريق الهاتف فيما يعرف بـ”المنازل الذكية”، وصولا إلى المدن الذكية، والتي بدأت في الانتشار حول العالم.
ويتمثل الأمر الرئيس في إنترنت الأشياء في أن البيانات يتم نقلها من جهاز إلى آخر في مدة زمنية قصيرة للغاية، وذلك دون أي تدخل بشري. ويمكنك معرفة المزيد عن مفهوم إنترنت الأشياء.
خصوصية إنترنت الأشياء IoT
مع جمع المستشعرات الموجودة في الأجهزة لهذا الكم الكبير من للبيانات حول كل ما تقوم به في حياتك اليومية، يشكل إنترنت الأشياء IoT صداعا كبيرا في رأس الخصوصية والأمان، إذ يعد إنترنت الأشياء ليس آمنا بالقدر الكافي حتى الآن سواء على مستوى الأفراد أو الشركات. ويمكنك معرفة المزيد عن أمن إنترنت الأشياء.
على سبيل المثال إذا كان منزلك ذكيا، يمكن إذ تم اختراقه معرفة وقت استيقاظك من خلال معرفة موعد تشغيل آلة القهوة الذكية، ومدى جودة تنظيف أسنانك بفضل فرشاة الأسنان الذكية، ومحطة الراديو التي تستمع إليها بفضل مكبر الصوت الذكي، ونوع الطعام الذي تأكله بفضل الفرن الذكي أو الثلاجة، ما يفكر فيه أطفالك بفضل ألعابهم الذكية، كما يصل الأمر إلى معرفة من يزورك ويمر بمنزل بفضل جرس الباب الذكي).
وفي حين أن الشركات ستكسب المال من بيع هذه الأجهزة الذكية في المقام الأول، فإن نموذج تشغيل هذه الأجهزة المتصلة بالإنترنت قد يتضمن على الأرجح بيع بعض هذه البيانات على الأقل أيضا، إن ما يحدث لهذه البيانات يشكل أهمية حيوية بالنسبة للخصوصية، لكن هنا تجدر الإشارة إلى أنه ليس جميع شركات المنازل الذكية تبني نموذج أعمالها حول جمع وبيع بياناتك، بل إن بعضها فقط يفعل ذلك.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن دمج بيانات إنترنت الأشياء مع وحدات أخرى من البيانات لإنشاء صورة مفصلة بشكل مدهش لك، فمن السهل جدا اكتشاف الكثير عن شخص من خلال قراءات قليلة مختلفة للمستشعرات، ففي أحد المشاريع، وجد أحد الباحثين أنه من خلال تحليل البيانات التي ترسم فقط استهلاك الطاقة في المنزل، وأول أكسيد الكربون ومستويات ثاني أكسيد الكربون، ودرجة الحرارة، والرطوبة على مدار اليوم، تمكنوا من التوصل إلى الطعام الذي كان لدى أحد الأشخاص لتناوله على العشاء.
مستقبل إنترنت الأشياء
مع استمرار انخفاض أسعار أجهزة الاستشعار والاتصالات، يصبح من الجيد من حيث التكلفة إضافة المزيد من الأجهزة إلى مستقبل إنترنت الأشياء، حتى ولو كانت الفائدة الواضحة للمستهلكين قليلة في بعض الحالات.
وبالنسبة إلى انتشار إنترنت الأشياء في مرحلة مبكرة: فإن معظم الشركات التي تتعامل مع إنترنت الأشياء في مرحلة تجريبية الآن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن التكنولوجيا الضرورية، وهي تكنولوجيا الاستشعار، والتحليلات التي تعمل على تعلم الآلة، ما زالت في مرحلة مبكرة إلى حد معقول من التطوير، وهناك العديد من الأنظمة الأساسية والمعايير المتنافسة والعديد من الموردين المختلفين، من شركات تصنيع الأجهزة إلى شركات البرامج إلى مشغلي الشبكات، يريدون جزءًا من كعكة الاستثمار في هذا المجال، ولم يتضح بعد أي من هؤلاء سيفوز.
لكن بدون المعايير، ومع وجود مشكلة مستمرة في الأمن، من المرجح أن نشهد بعض الأحداث المؤسفة حول أمن إنترنت الأشياء في السنوات القليلة المقبلة.
ومع استمرار ارتفاع عدد الأجهزة المتصلة، ستصبح بيئات العمل والمعيشة لدينا مليئة بالمنتجات الذكية، على افتراض أننا على استعداد لقبول عمليات مقايضة الأمن والخصوصية مقابل حياة الرفاهية. وسوف يرحب البعض بعصر الأشياء الذكية الجديدة، أما الآخرون فسوف يشعرون بالحنين إلى الأيام التي كان فيها الكرسي ببساطة مجرد كرسي.