العدسات اللاصقة الأولى في العالم لم تكن مريحة على الإطلاق. الدكتور أدولف فيك، العالم الألماني صنعها عام 1888 واستخدم الزجاج المنفوخ في صنعها. ووجد فيها بعض من العيوب الخطيرة جدًا، حيث كانت ثقيلة وسميكة للغاية. وكانت تغطي العدسات العين بالكامل مما منع العين من تلقيها للأكسجين. وبسبب هذه الأسباب لم يكن ارتداء العدسات الزجاجية أمر مستحب، وعرفت باسم العدسات الصلبة، إلا أن البعض استخدمها وأدت إلى تهيج العين معهم، ففضلوا ارتداءها القليل من الوقت.

الدكتور أدولف فيك مخترع العدسات اللاصقة

اختبر الدكتور أدولف فيك العدسات اللاصقة للمرة الأولى على الأرانب، وبعدها اختبرها على نفسه وعلى مجموعة تطوعت لذلك. ويمكن القول بلا حرج أن أول من اخترع العدسات اللاصقة هو أدولف فيك، لأنه رأى أنها قادرة على تصحيح الرؤية.

أدولف فيك هو أول من توصل إلى فكرة أن العدسات اللاصقة يمكنها أن تصحح الإبصار ويتم وضعها على العين مباشرة. يأتي ذلك من إقتراح الفنان ليوناردو دافنشي فكرة غمر الرأس في وعاء من الماء لتغيير الرؤية عام 1508. لدرجة أنه ابتكر جهازًا يمكن ارتداءه أعلى العين، مع صبّ الماء فيه لتصحيح الإبصار.

الدكتور أدولف فيك مخترع العدسات اللاصقة 
الدكتور أدولف فيك مخترع العدسات اللاصقة

استخدم العالم رينيه ديكارت فكرة مماثلة عام 1836 كانت مبنية على ملاحظات دافنشي، اقترح استخدام أنبوب زجاجي مملوء بالسائل يوضع مباشرة على القرنية، والمشكلة كانت أن مرتديها لم يكن قادرًا على التعامل مع النور العالي أو الوميض.

تطور العدسلات اللاصقة بداية من ثلاثينات القرن الماضي

ثلاثينات القرن الماضي كانت وقتًا للأحداث والتطورات بخصوص العدسات اللاصقة بعدما اخترع أدولف فيك في ثمانينيات القرن التاسع عشر. تم إدخال البلاستيك في العدسات مما أدى إلى تقليل وزن العدسة، ولكن كان من الصعب ارتداء العدسات اللاصقة لأي فترة طويلة خلال هذا الوقت. لا تزال العدسات تغطي العين بأكملها وكان لابد من صنع قالب من العين للحصول على الملاءمة الصحيحة.

في عام 1948 ، صنع طبيب عيون من كاليفورنيا يُدعى كيفن توهي أول عدسات بلاستيكية بالكامل تناسب القرنية فقط وليس العين بأكملها. كانت العدسات صلبة ولكن يمكن ارتداؤها لفترة أطول ومريحة أكثر ولكن ظلت هناك مشكلة كبيرة لأن العدسات لا يوجد بها أي ترطيب للعين من خلال الأكسجين، أي لم يكن لها أي متنفس للعين نفسها.

وحل هذه المشكلة في قطاع العدسات اللاصقة في عام 1959 مع تحويلها إلى العدسات اللاصقة اللينة، أو عدسات الهيدروجيل، من قبل عالمين تشيكيين يدعى الأول أوتو ويتشترل والعالم الثاني دراهوسلاف ليم. يمكن لهذه العدسات أن تعطي مجال لترطيب العين بالأكسجين عن طريق السماح بزيادة نفاذية الأكسجين للعين. نتج عن هذا الاكتشاف ما يعرفه مرتد العدسات اللاصقة اليوم على الرغم من أن الأمور قد تحسنت منذ أن قدم العالمان عدساتهما.