يعدّ علم العلاقات الدولية أحد الفروع الرئيسية التي تشكّل العلوم السياسية، وقد كانت العلاقات الدولية في الماضي تُدرس ضمن مادة التاريخ، ويتم التركيز على التطور التاريخي للعلاقات بين الدول، ثم بعد ذلك ارتبطت بالقانون الدولي والمنظمات الدولية سعيًا لإخضاع الدول لقوانين ومبادئ تمنع من اندلاع الحروب، إلا أنه ومع الوقت تبلورت مجموعة من القضايا التي شكلت اللبنات الأساسية لحقل العلاقات الدولية، وظهرت الحاجة الماسة لإخضاع هذه القضايا لمعايير علمية منضبطة، من أجل فهم وتفسير التفاعلات بين الدول وبعضها، وبينها وبين الفواعل الأخرى المؤثرة في السياسة العالمية التي ظهرت تباعًا مثل المنظمات الدولية والإقليمية والشركات متعددة الجنسيات، وغيرها.
من الناحية التاريخية، فقد أُنشئ أول كرسي لتدريس العلاقات الدولية عام 1919م، في كلية ويلز الجامعية، قبل أن تعترف منظمة اليونيسكو بعلم العلاقات الدولية كأحد فروع علم السياسية في عام 1948م؛ لتشكل مع كل من الفروع الثلاثة الأخرى؛ النظرية السياسية والنظم السياسية والإدارة العامة العلوم الفرعية المؤسسة للعلوم السياسية، وبذلك صارت العلاقات الدولية علمًا معترفًا به[1].
كما ذكرنا من قبل فالتعرف على علم ما يبدأ بقراءة مقدماته، وهي خطوة أولى مناسبة لمن يريد التخصص، وكافية لغير المتخصص الذي يريد فقط الاطلاع على قضايا العلم ومناهجه، فيما يلي نعرض لعدد من أهم كتب مبادئ ومقدمات العلاقات الدولية المكتوبة باللغة العربية.
كتب مقدمات العلاقات الدولية
مدخل إلى علم العلاقات الدولية – محمد طه بدوي
اخترنا هذا الكتاب لكونه من أقدم الكتب المكتوبة باللغة العربية كمقدمة للعلاقات الدولية لأحد أهم أساتذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في مصر وهو الدكتور محمد طه بدوي.
قارن المؤلف في بداية كتابه بين المنهجين الفلسفي المثالي والعلمي الموضوعي المستخدمين في دراسة العلاقات الدولية، ثم قسم كتابه بعد ذلك إلى ثلاثة أقسام، مواضيعها كما يلي:
- القسم الأول تناول فيه التعريف بعلم العلاقات الدولية، ولما كان لكل علم مادة يُنظر فيها، ومنهج يُنظر من خلاله فقد تعرض الكتاب للمادة المشكلة للعلاقات الدولية، والمناهج المستخدمة بغرض فهمها، ثم تحدث عن مفهوم القوة في العلاقات الدولية باعتباره المفهوم الأساس فيها، وبيَن طبيعة البيئة الدولية التي تختلف عن البيئة الداخلية، وما هي العوامل التي تكون قوة الدولة وتساهم في تشكيل أهدافها في المجال الخارجي، وانتقل للحديث مناهج دراسة العلاقات الدولية، وقارن بين دور كل من التاريخ الدبلوماسي والقانون الدولي، وبين علم العلاقات الدولية كعلم تفسيري، وعلاقة العلاقات الدولية بعلم الجيوبولتيك.
- القسم الثاني ركز فيه على عوامل قوة الدولة في المجال الخارجي، سواء كانت عوامل طبيعية مثل الموقع الجغرافي وشكل الدولة أو عدد السكان أو الموارد المتواجدة فيها كالنفط على سبيل المثال، أو كانت عوامل غير طبيعية اجتماعية مثل الوحدة الوطنية ودور القائد السياسي.
- القسم الثالث اهتم بعرض كيفية توزيع القوى في النظام الدولي بالحديث عن مفهوم النسق الدولي، وكيف تُوزع القوة في النسق الذي عاصره المؤلف أي النسق ثنائي القطبية، وخُتم الكتاب بالحديث عن السياسة الخارجية باعتبارها فنًا ودراسة التنظيم الدولي وموضع كل منهما من علم العلاقات الدولية.
العلاقات السياسية الدولية: دراسة في الأصول والنظريات – إسماعيل صبري مقلد
رغم مضي عشرات السنين على تأليف هذا الكتاب إلا أنه من أهم الكتب الجامعة لقضايا العلاقات الدولية، فقد رصد الكاتب أبرز مواضيع ومشكلات العلاقات الدولية، فتحدث عن مناهج البحث في العلاقات الدولية بنوعيها التقليدية والمعاصرة، وكيف تطورت خصائص النظام السياسي الدولي، وما الدور الذي تؤديه الإيديولوجيا، والقومية، وأهداف السياسة الخارجية، ودور القوة في العلاقات الدولية وتصنيفات الدول من حيث امتلاكها لها، وطبيعة وأبعاد الصراع الدولي ومراحله، ونظام توازن القوى، ونظام الأمن الجماعي، والأحلاف العسكرية وترتيبات الأمن الإقليمي، وكيف يُتخذ القرار في السياسة الخارجية، وكيف تُنفذ عبر الأدوات المختلفة الدبلوماسية والدعائية والاقتصادية والعسكرية، والظاهرة الاستعمارية وأسبابها، وقضايا نزع السلاح والرقابة على التسلح، وأخيرا التنظيم الدولي.
سوسوجيا العلاقات الدولية – مارسيل ميرل
يقدم هذا الكتاب عرضًا شاملًا لأهم القضايا الداخلة تحت إطار الحقل البحثي لعلم العلاقات الدولية، ويعبر عن المدرسة الفرنسية في العلاقات الدولية التي يغلب عليها الطابع الفلسفي والقانوني خلافًا للمدرسة الأنجلوسكسونية.
تناول الكتاب المداخل المختلفة لدراسة العلاقات الدولية، مثل المدارس الأخلاقية والسياسية والقانونية والفلسفية والاقتصادية والعلمية، وكلا من منهجي الرصد والتفسير، والفواعل الدولية مثل الدول والمنظمات الحكومية والقوى عبر القومية، وماهية النظام الدولية وديناميكيات عمله.
العلاقات السياسية الدولية: النظرية والواقع – إسماعيل صبري مقلد
هذا الكتاب أيضًا للدكتور إسماعيل مقلد، وحاول فيه معالجة عدد من القضايا الدولية الرئيسية على المستويين النظري والعملي، وتناول أبرز القضايا المستجدة على الساحة الدولية، كحقوق الإنسان والبيئة والانتشار النووي والإرهاب الدولي وثورة الاتصالات والمعلومات.
مدخل إلى علم العلاقات الدولية – محمود خلف
كتاب أصله محاضرات ألقيت في الجامعة كمدخل لعلم العلاقات الدولية، وضم أهم المفاهيم وأبرز القضايا المتعلقة بالعلم، قسم الكتاب إلى 3 أقسام، وهي المجتمع الدولي، وعلم العلاقات الدولية، والأشخاص الدوليون، وتناولت فصول الكتاب القضايا الآتية:
- التطور التاريخي للوحدات السياسية التي شكلت للمجتمع الدولي قديمًا وحديثًا.
- إشكالية مصطلح العلاقات الدولية، وأهم المفاهيم المتقاطعة معه مثل السياسة الخارجية، والدراسات الدولية
- تحديد قضايا العلاقات الدولية، والفروع المعرفية المرتبطة به مثل تاريخ العلاقات الدولية والقانون الدولي والمنظمات الدولية، والاقتصاد الدولي
- الأشخاص الدوليون، مثل الدولة وحركات التحرر الوطني والمنظات الدولية، والقوى عبر الوطنية.
مقدمة في العلاقات الدولية – أحمد يوسف أحمد ومحمد زباره
شارك في تأليف هذا الكتاب أستاذان من كبار أساتذة العلاقات الدولية، ساهم الأول بمعالجة أساسيات التحليل النظري للعلاقات السياسية الدولية، وعالج الثاني المعالم البارزة لتطور العلاقات الدولية، وجاءت فصول الجزء الأول من الكتاب كما يلي:
- الفصل الأول: وتعرض لأهم القضايا المتعلقة بعلم العلاقات الدولية مثل ماهيتها، وموقعها من سائر المعرفة العلمية، وكيف تطورت دراستها.
- الفصل الثاني: وتعرض لمناهج ومداخل دراسة العلاقات الدولية، مثل المنهج الأخلاقي والقانوني، والتيار الواقعي والسلوكي.
- الفصل الثالث: وتناول السياسة الخارجية ومحدداتها الداخلية والخارجية، وأهدافها وأنماطها، وكيف تُصنع السياسة الخارجية، وأدوات تنفيذها الدبلوماسية والعسكرية والعسكرية والدعائية.
- الفصل الرابع: تناول فيه التفاعلات الدولية وصورها، مثل الصراع الدولي والاندماج الدولي.
أما الجزء الثاني فتناول الفصول الآتية:
- تطور العلاقات الدولية منذ اتفاقية وستفاليا وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
- العلاقات الدولية بين الحربين العالميتين.
- الحرب الباردة، وكيف نشأت والسياسات التي انتهجتها الأقطاب، مع التطرق لأبرز الأزمات الدولية مثل أزمات كوريا وقناة السويس والكونغو.
العلاقات السياسية الدولية واستراتيجية إدارة الأزمات – ثامر كامل الخزرجي
الكتاب يحوي 5 أبواب تضمنت 14 فصلا، بدأ بباب يُعرّف عددًا من المفاهيم الأساسية مثل الدولة وماهية العلاقات الدولية، ثم تحدث عن مناهج البحث بنوعيها التقليدية والمعاصرة، وأبرز العوامل المؤثرة في العلاقات الدولية، وعرّف الأهداف والمصالح القومية للدول.
انتقل بعد ذلك للحديث عن النظام الدولي، فتناول المراحل التاريخية لتطوره والإطار النظري لذلك، ثم عرض لمفاهيم مهمة مثل القوة والصراع وتوازن القوى، وختم الكتاب بالحديث عن التنظيم الدولي وماهية الأمن الجماعي والأمن القومي، وثورة المعلومات، وعن مفهوم الأزمة الدولية وكيف تُدار.
يجمع الكتاب بين المفاهيم النظرية والواقع العملي، وتعرض للتعدد المنهجي في دراسة العلاقات الدولية بين الاقترابات التقليدية والحديثة، واعتمد منهجا مختلطا يقوم على الوصف والتحليل والاستنتاج لاستشراف موازين القوى في مطلع القرن الحادي والعشرين، ولم يغفل إبراز المتغيرات السياسية التي وقعت في القرن العشرين.
مقدمة في العلاقات الدولية – هايل عبد المولى – طشطوش
يعد هذا الكتاب أحد الكتب المدرسية التي تناسب المبتدأ الساعي للتخصص أو لمن يريد أن يتعرف عما تتحدث العلاقات الدولية، تناول المؤلف نشأة وتطور العلاقات الدولية، وما أبرز العوامل المؤثرة فيها، وماهية النظام الدولي وطبيعة الصراع الدائر فيه، والقوى الفاعلة بخلاف الدول القومية كالدول والشركات المتعددة الجنسيات، وظاهرتي الحرب والسلم وشرعية استخدام القوة.
انتقل بعد ذلك للحديث عن الأمم المتحدة والدور المناط بها في حل النزاعات، وتناول التسلح وضبطه، وعلاقة الأمن القومي للدول بالعلاقات الدولية، والدبلوماسية، وسياسة عدم الانحياز. يحوي الكتاب رؤى قانونية لأهم قضايا العلاقات الدولية، كما اهتم بضرب أمثلة تاريخية لتوضح المفاهيم النظرية الواردة في الكتاب.
العلاقات الدولية: دراسة تحليلية في الأصول والنشأة والتاريخ والنظريات – علي عودة العقابي
ينقسم الكتاب إلى قسمين كبيرين، الأول بعنوان “دراسة في الأصول والنشأة والتاريخ” تناول المناهج النظرية للعلم والتعريف بماهية العلاقات الدولية ونشأتها وتطورها، وعنون الباب الثاني بـ”النظريات السياسية الدولية” وتعرض لأهم المفاهيم النظرية مثل “القوة، توازن القوى، الأمن الجماعي، الصراع الدولي وإدارته وحله، نظرية المباريات، الاحتواء، الاستجابة المرنة، التصعيد، الردع، الحرب المحدودة، التفاوض والمساومة، التنظيم الدولي، التكامل الدولي، الحكومة العالمية، نزع السلاح”. وكذلك نظريات كل من “هوبسون ولينين” اللتان تفسران الظاهرة الاستعمارية.
العلاقات الدولية: النظرية والواقع.. الأشخاص والقضايا – خليل حسين خليل
اهتم مؤلف الكتاب الذي يجمع بين تخصصي القانون والعلاقات الدولية بتوضيح أهم مناهج دراسة العلاقات الدولية، وتطورها التاريخي الذي تأثر بالتطور الهيكلي للنظام الدولي، وفي 1000 صفحة قُسم الكتاب إلى 7 أبواب.
تطرق في الباب الأول إلى علم نشأة العلاقات الدولية وتطورها وعلاقتها بباقي العلوم، وفي الباب الثاني أهم نظريات الحقل كالواقعية ومقابلها المثالية، ورصد في الثالث تأثير علم الجغرافيا السياسية على العلاقات الدولية، وفي الفصل الرابع تناول الأزمات الدولية وطرق دراستها، وناقش الباب الخامس نظرية القوة وماهية ودور الأحلاف الدولية وكيف انتهت الحرب الباردة وتأثير تفكك الاتحاد السوفيتي على النسق الدولي، وتكلم في الباب السادس عن أهم فواعل العلاقات الدولية مثل الدول والمنظمات الدولية والشركات متعددة الجنسيات، وتحدث في خاتمة الكتاب عن أبرز القضايا المعاصرة كالعولمة والإرهاب والبيئة وحوار الحضارات.
حمل الكتاب الطابع الأكاديمي واجتهد مؤلفه في عرض المفاهيم والرؤى النظرية والمقارنة بينها بشيء من الإسهاب والتوسع، وكذلك تناول أبرز القضايا والمشكلات على الساحة الدولية .
العلاقات الدولية: مقدمة قصيرة جدا – بول ويلكينسن
أول كتاب مترجم في قائمة اليوم، يذكر مؤلفه في المقدمة أن هدف تأليف الكتاب هو عرض مقدمة موجزة عن التعقيدات والمشكلات التي تعتري العالم الحقيقي للعلاقات الدولية، ومن ثم فالكتاب لا يركز على سرد المفاهيم بشكل نظري بقدر كما يهتم بضرب الأمثلة الواقعية ومناقشتها.
الكتاب مقسم إلى 4 فصول، الأول عن الدول الديمقراطية والشمولية، والثاني عن العوامل المؤثرة في العلاقات الدولية كالدين والقومية والشركات متعددة الجنسيات، والثالث عن المنظمات الدولية والإقليمية ودورها، والرابع يشرح عدة قضايا بالتمثيل لها من الواقع الدولي كالأمن البيئي والأسلحة النووية والكيميائية والإبادة الجماعية.
مبادئ العلاقات الدولية – سعد توفيق حقي
قُسم هذا الكتاب إلى 3 محاور، تناول الأول أبرز المفاهيم والأطر النظرية، واهتم الثاني بدراسة ظاهرتي القوة والحرب، وركز الثالث على ظاهرة التعاون، وعلى هذا جاءت فصول الكتاب كما يلي:
- الفصل الأول: تناول مفهوم العلاقات الدولية، وعلاقته بالسياسة الخارجية والقانون الدولي.
- الفصل الثاني: تناول مفهوم وخصائص ووحدات النظام السياسي الدولي.
- الفصل الثالث: عرض لعدد من النظريات والاقترابات النظرية في العلاقات الدولية، مثل المنهج التاريخي، والمنهج الأخلاقي، والمنهج القانوني والمدرسة الواقعية، والمنهج السلوكي، ونظريتي التوازن والألعاب.
- الفصل الرابع: تناول العوامل المؤثرة في الحرب مثل العوامل الجغرافية والسكانية والعسكرية
- الفصل الخامس: تناول التعريف بمفهوم القوة وكيف تقاس، ومفهوم الحرب.
- الفصل السادس: تحدث عن توازن القوى وأنماطه ووسائله.
- الفصل السابع: تناول قضايا نزع السلاح وضبطه، من الناحية النظرية والإجرائية.
- الفصل الثامن: تحدث عن حركة عدم الانحياز وكيف تطورت.
- الفصل التاسع: تناول مفهوم الأمن الجماعي، وكيف تم تطبيقه في ظل عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة.
- الفصل العاشر: تناول كيفية تسوية الخلافات الدولية بالطرق السلمية، الدبلوماسية أو القانونية أو السياسية.
- الفصل الحادي عشر: تحدث عن مفهوم السيادة في الواقع المعاصر، ومسائل حقوق الإنسان وإشكالية التدخلات الدولية لأغراض إنسانية.
المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية – مارتن جريفيتش، تيري أوكالاهان
تعد معرفة المصطلحات وفهمها من أهم السبل لمن يريد التخصص في علم من العلوم، ومن هنا جاءت أهمية هذا الكتاب الذي يعرض لمائنة وخمسين مفهوما أساسياً من مفاهيم العلاقات الدولية، كذلك يتضمن الكتاب الإشارة إلى أهم الكتب ومواقع الانترنت الخاصة بالعلاقات الدولية.
الكتاب مرجع مهم وسهل، كما أنه مفيد للمتخصص وغير المتخصص.
قاموس بنجوين للعلاقات الدولية – جراهام إيفانز وجيفري نوينهام
هذا الكتاب شبيه للذي قبله، يوضح العديد من التعريفات التي تتعلق بالأفكار والنظريات والمفاهيم والمنظمات والأحداث المرتبطة بالسياسة الدولية، ولكنه يتميز عنه من ناحيتين، الأولى أنه أكبر منه في الكم، فالتعريفات الواردة فيه تتجاوز سبعمائة، بالإضافة لكونه يتناول ظهور هذه المفاهيم والمصطلحات تاريخيا والتغير الذي يعتريها نتيجة تطورات الساحة الدولية.
مقدمة في علم العلاقات الدولية – نايف بن نهار
لأن الغرض من تأليف الكتاب تدريسه للطلاب، فقد وصفه مؤلفه بأنه سهل غير معقد، وشمولي أكثر منه مفصل، كما أنه لم يتعرض لأي خلافات ذهنية لا ينبني عليها أثر عملي، واعتمد على المقاربتين المنطقية والقانونية للابتعاد عن التحيزات الإيديولوجية.
تناول الكتاب في فصوله العشرة تعريف علم العلاقات الدولية ومكوناته، وأبرز مدارسه الفكرية، ومستويات التحليل على مستوى الفرد والدولة والنظام العلمي، واللاعبين الدوليين، والأمم المتحدة والقانون الدولي، وكيف يدار الصراع الدولي، وتعرض لنظرية السلام الديمقراطي كنموذج لنظريات العلاقات الدولية، ثم ختم بفصلين الأول عن أطروحتي فوكوياما وهنتنجتون، والأخير عن قضية الإرهاب.
العلاقات الدولية – استيفاني لوسن
كتاب مدرسي يتناول علم العلاقات الدولية من خلال إلقاء الضوء على أهم الأفكار والأطروحات فيها، إلى جانب سرد تفسيرات لأهم ظواهر العلاقات الدولية، ويعرض الكتاب لمواضيعه بطريقة تجمع بين ذكر الجانب النظري للموضوع وكذلك السياق التاريخي الذي نشأ فيه.
جاء الكتاب في 9 فصول، تناولت تعريفًا بعلم العلاقات الدولية والقضايا التي يناقشها، وكيف نشأت الدول وتطورت، وكيف يتم التنظير في العلاقات الدولية، وكيف تطور العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، ومعضلة الأمن في الواقع المعاصر، وفكرة النظام العالمي وإمكانية إقامة حوكمة كونية، وقضايا الاقتصاد السياسي الدولي، وكيف أثرت العولمة في العلاقات الدولية، وأخيرًا مستقبل التغير الحادث في الأدوار التي تلعبها الدول القومية في التفاعلات الدولية.
عولمة السياسة العالمية: مقدمة في العلاقات الدولية – ستيف سميث وآخرون
يُعد هذا الكتاب من أوسع الكتاب التي يمكن اعتبارها مدخلًا للعلاقات الدولية وقد صدرت منها ثماني طبعات باللغة الانجليزية، وشارك في تأليفه 25 متخصصا في حقل العلاقات الدولية ، الكتاب مقسم إلى 4 أقسام للسياسة العالمية المعاصرة، التطور التاريخي لنشأتها، وأهم النظريات المفسرة لها، ومكوناتها، وأبرز القضايا المرتبطة بها.
مدخل إلى العلاقات الدولية: أزمة العولمة وآفاق العالمية – مروة فكري
يقدم هذا الكتاب العلاقات الدولية بوصفها حقلا دراسيًا عالميًا يعكس حقيقة التعددية الموجودة في العالم، ويسعى لتجاوز الهيمنة العلمية التي تفرضها الأكاديمية الغربية عبر مفاهيمها ونظرياتها التي تختص بالدول الغربية، وهذا التجاوز يكون عبر البحث في نظريات ومفاهيم ومناهج جديدة للعلاقات الدولية داخل تاريخ وخبرات الأمم والجماعات التي سبق أن هُمشت من قبل، إضافة إلى استكشاف الطرق المتعددة والمختلفة التي تواجه الحضارات بعضها البعض.
لا يقتصر الكتاب على إجابة الأسئلة التقليدية المتعلقة بموضوع العلاقات الدولية وكيفية دراستها، بل يخطو خطوة أخرى تتعلق بالتساؤل عن الهدف من هذه الدراسة، أي: لماذا ندرس العلاقات الدولية؟ فإذا كانت العلاقات الدولية علمًا يسعى إلى تحسين حياة الفرد والمجتمعات بشكل عام فإن نجاحه سيكون مرهونًا بفهم جيد للعلاقات الدولية والأطرية القيمية والفكرية والثقافية التي تحكمها، وهذا الفهم الجيد هو أول خطوات التغيير.
تكون الكتاب من تقديم للدكتورة نادية مصطفى ثم مقدمة الكتاب و5 فصول، مضامينها كما يلي:
- مقدمة: وضحت فيها المؤلفة الهدف الرئيس من الكتاب وهو محاولة تقديم العلاقات الدولية باعتبارها حقلا دراسيًا يعكس التعددية الموجود في العالم بالفعل، على خلاف ما إدعاءات وأطروحات “المركزية الغربية”
- الفصل الأول (مقدمات نظرية): فيه مقدمة مختصرة عن النماذج المعرفية، وكيف نشأ وتطور حقل العلاقات الدولية .
- الفصل الثاني (الفواعل الدولية ومستويات التحليل): تعرض للعلاقة بين الفواعل الدولية أي الجهات أو الأشخاص التي تؤثر في العلاقات الدولية ومستويات التحليل.
- الفصل الثالث (القوى المحركة للعلاقات الدولية): يقارن هذا الفصل بين وجهة نظر الاتجاهات التقليدية والبديلة حول ماهية القوة المؤثرة في العلاقات الدولية، هل هي القوى العسكرية فقط أم يؤدي كل من الاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا وغيرها من العوامل أدوارا أخرى، كما يعرض الفصل للتعارض الحادث بين المصلحة القومية والقيمة.
- الفصل الرابع (العمليات الدولية وأدواتها): وفيه عرض للعمليات التي تحدث وتبرز السياسات العالمية المختلفة، سواء كانت على المستوى الكلي (النظام العالمي/ الأمة)، أو المستويات الجزئية (النظام الإقليمي والدولة والفرد)، والأدوات التي يتم استخدامها لتنفيذ هذه السياسات.
- الفصل الخامس (القضايا العالمية المعاصرة): ويناقش هذا الفصل أهم القضايا المطروحة على أجندة العلاقات الدولية؛ مثل الأمن ومضامينه، وقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة والصراعات المسلحة والثورات، وكذلك القضايا ذات الطابع الاقتصادي مثل التنمية والفقر والمجاعة والتفاوت بين دول الشمال والجنوب، وأخيرًا بعض القضايا القيمية مثل حقوق الإنسان والتدخل العسكري لأغراض إنسانية والمرأة والبيئة.
- خاتمة: وتعرض لخلاصة الأفكار الأساسية التي تبرز أزمة العلاقات الدولية في ظل العولمة، نظريًا وعمليًا.
في الأخير، هذا الكتاب له عدة مزايا، فمن ناحية هو من أحدث ما كتب في العلاقات الدولية في العالم العربي، ومن ناحية أخرى يقدم رؤية نقدية للمناهج الغربية التي تُدرس في العالم العربي دون مراعاة للخصوصية الثقافية، وثالثًا وأخيرًا فهو كتاب يعرض لأهم وأبرز قضايا مسائل العلاقات الدولية.
هوامش ومصادر
[1] حمزة المصطفى، هل العلاقات الدولية علم قائم بذاته؟، دورية سياسات عربية، العدد 25، مارس 2017، انظر الرابط: https://siyasatarabiya.dohainstitute.org/ar/issue025/Documents/Siyassat25-2017_almustafa.pdf