يؤكد الخبراء والباحثون إن الاستماع للموسيقى يحمل في طياته فوائد صحية لا يمكن تخيلها لجسم الإنسان، ويمكنها علاج مختلف الأمراض، ولعل أبرز فوائد الاستماع الموسيقى هو أنه يمكنها أن تخفف التوتر والقلق بصورة كبيرة.
الأغاني وسيلة لتذكرك بفترات معينة في حياتك، فهناك موسيقى فيلم تذكرك بفترة دراستك في الجامعة، وأخرى بفترة الطفولة، وأخرى حينما كنت مراهقا، وما إلى ذلك من أمور، ولكن هل فكرت يوما في أن الاستماع للموسيقى يمكن أن يكون سببا في حصول الفرد ميزات وفوائد صحية عديدة لا يمكن أن تتخيلها.
وكما أن هناك أغاني تهدئنا، وموسيقى تثيرنا وأخرى تجعلنا نستعيد ذكرياتنا، يمكنها أيضا أن تكون سببا لفوائد صحية أخرى مثل تقوية المناعة ومكافحة الأمراض، وما إلى ذلك من أمور.
سر الموسيقى
لا يفهم العلماء بصورة كاملة حتى الآن الآثار الإيجابية للموسيقى على البشر، ولا مسبباتها، ولكنها تم رصدها بصورة كبيرة.
ومع ذلك، ما يعرفونه هو أنه عندما نسمع موسيقى جيدة، فإن الدماغ يطلق مادة كيميائية تسمى الدوبامين، والتي تؤثر بشكل إيجابي على مزاجنا.
لذلك ليس من المستغرب أن تجعلنا الأغاني التي نحبها نشعر بمشاعر قوية مثل الفرح والحزن والسعادة.
فوائد الموسيقى
1- تقوي الذاكرة
يمكن أن تساعد الموسيقى في تقوية الذاكرة، وتمنع ظهور أعراض سلبية أخرى المرتبطة بتقدم العمر مثل الزهايمر.
ودفعت فكرة المشاعر المرتبطة بالموسيقى الباحثين إلى افتراض أن الموسيقى ربما تمتلك القدرة على التأثير على صحتنا ورفاهيتنا، بينما لا تزال هناك أبحاث جارية حول الفوائد الصحية للسيمفونيات الجميلة، وتشير النتائج الأولية إلى أن الموسيقى قد يكون لها بعض الفوائد والتي من أبرزها تقوية الذاكرة والوقاية من الزهايمر.
2- الموسيقى تزيد القدرة على التحمل
يمكن أن تساعد الموسيقى على التحمل، خاصة إذا كان الشخص يمارس أعمال شاقة، ويمكن أن تكون الموسيقى هي الفاصل بين جلسة التمرين المملة وجلسة التمارين الممتعة، فهي لا تخفف الملل فحسب، بل إنها تحسن القدرة على التحمل وتجعلك في مزاج أفضل.
تخيل نفسك في صالة الألعاب الرياضية تستمتع إلى موسيقى مبهجة في أثناء التمرين، هذا الأمر يضيف لمسة جديدة إلى جلسة التمرين، وثبت أن الموسيقى التحفيزية أو الجذابة المتزامنة مع روتين التمرين لها تأثيرات جسدية ونفسية إيجابية، والتي يمكن أن تكون مُرضية وتشجعك على ممارسة الرياضة بشكل أقوى وأطول من روتينك المعتاد.
3- الموسيقى تحسن المزاج
الأنوار، والشموع المعطرة، وتشغيل الموسيقى الهادئة في الخلفية، كلها أمور مثالية لتحسين المزاج، ويرجع الباحثون هذا المواد الكيميائية التي تطلقها أدمغتنا عندما نسمع موسيقى مختلفة، ويمكن للموسيقى أن تحسن أو تقلل من مزاجنا بشكل كبير اعتمادا على السياق.
ويمكن أن تجعلك الموسيقى حزينا إذا كنت سعيدا والعكس، وفي حالات أخرى، يمكن أن تجعل الشخص السعيد أكثر سعادة والعكس.
كما يمكن أن تكون دافعا للحنين إلى الماضي، لذلك، ينصح العلماء بأن أغنية الحب التي تشاركها حاليا مع شخص هام في حياتك والتي تجعلك سعيدا جدا يمكن أن تكون مصدر حزن في يوم من الأيام، خاصة إذا لم تعودا معا.
4- الموسيقى تدعم القدرة على التعلم
أظهرت دراسات مختلفة أنه عند محاولة تعلم لغة جديدة، كان أداء المجموعات التي غنت العبارات أفضل من المجموعات التي حاولت التعلم بشكل طبيعي، وكان هناك استرجاع ذاكرة حرفية لمجموعة الغناء والأغنية أكثر من المجموعة الأخرى، لأن الأجزاء المتكررة من الإيقاع الموسيقي تساعد الدماغ البشري على تكوين أنماط تعزز التذكر، وثبت أن هذا الاسترجاع المحسن للذاكرة من خلال الأغاني مفيد في إدارة مرضى الزهايمر والخرف المبكر على المسرح.
5- الموسيقى تخفف التوتر والقلق
ثبت أن الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع المنخفض مثل الموسيقى الكلاسيكية يقلل من مستويات التوتر، لأن لها تأثير مهدئ على الجسم.
وتشير الدراسات إلى أنه يقلل من التوتر والقلق لدى الأشخاص الأصحاء، الذين يخضعون لإجراءات طبية مثل الجراحة أو موعد الأسنان أو حتى الفحوصات الروتينية.