طب العيون هو فرع من فروع الطب الذي يختص بتشخيص وعلاج الأمراض والمشكلات المتعلقة بالعين والرؤية. يُعد التهاب القزحية، ضباب العين، العمى المؤقت، أمراض العين، وضعف وقصر النظر من بين أكثر الحالات الطبية شيوعًا في هذا المجال.
يتميز الحول عن الحور بأنه اضطراب صحي أو مرض، حيث يتسم بعدم التقاء اتجاه العينين أو اتجاه مختلف بينهما. بينما يُشار إلى الحور كظاهرة وهمية غالبًا وغالبًا ما لا تتطلب تدخلًا طبيًا، ويُصف الحول عادة بأن إحدى عينيه يختلف اتجاهها عن الأخرى.
الحول ينتج عن عدم قدرة العضلات الستة للعين على التحكم بحركتهما بشكل متزامن، حيث يُصعب على المريض السيطرة على حركة العين، مما يؤدي إلى عدم استطاعته الحفاظ على اتجاههما الطبيعي.
لفهم الفرق بين الحول والحور من الناحية الطبية، يتعين تقييم كل منهما بواسطة الأطباء. يُشار طبيًا إلى الحور على أنه حول كاذب، حيث يظهر في هذه الحالة أن هناك انحرافًا في العين، وقد يبدو أن إحدى العينين أو كليهما تتجهان إلى الداخل أو الخارج، أو لأعلى أو لأسفل، على الرغم من أن العيون في الحقيقة تكون مستقيمة. وهذا يوفر إجابة على السؤال حول كيفية التفرقة بين الحول والحور.
يجب الإشارة إلى أن حالات الحور أو الحول الكاذب لا تتطلب عادة علاجًا خاصًا، وتظهر تحسنًا تدريجيًا مع مرور الوقت وتغيرات في بنية الوجه ومع عملية الشيخوخة. على الجانب الآخر، في حالات الحول الحقيقي، قد يلجأ الأطباء المختصون إلى استخدام العدسات اللاصقة المعالجة، بالإضافة إلى توجيه مريضهم لتنفيذ تمارين تقوية عضلات العين، واستخدام قطرات العين المخصصة والمراهم. وفي بعض الحالات، قد يتعين اللجوء إلى الجراحة لتصحيح الحالة. يجب استشارة الطبيب المتخصص لتقييم الحالة بدقة واتخاذ القرار المناسب بناءً على طبيعة الحول وظروف المريض.
كيفية تحديد الحول والحور عند الأطفال
تظهر عادةً نقطة انعكاس الضوء في نفس المكان عندما يكون وجه الطفل موجهًا نحو الكاميرا وتتسارع العينين للتركيز عليها. في حالة الحول، لا تظهر نقطة انعكاس الضوء في نفس المكان، ويمكن مراقبة الفارق بسرعة عبر توجيه وجه الطفل وعينيه مباشرة نحو الكاميرا، حيث يتبين أن انعكاس الضوء يظهر في أماكن مختلفة على العينين.
في سياق البحث عن الفرق بين الحول والحور، يظهر مصطلح جديد يعرف بـ “تقاطع العيون عند الأطفال”، وهو عيب بصري ينجم عن زيادة في طيات الجلد أو اتساع جسر الأنف، مما يؤدي إلى ظهور العينين في شكل متقاطع. يتلاشى هذا العيب تدريجيًا بمرور الوقت ونمو الطفل.
يتجاوز تحديد الفارق بين الحول والحور الجانب الجمالي، إذ يمكن أن يؤدي الحول الحقيقي إلى فقدان البصر الدائم أو العمى، لذلك يُحث على كشف المشاكل في العين بشكل مبكر لتسريع العلاج وتجنب الضرر الدائم. بالإضافة إلى الأسباب المشتركة، يُذكر أن ظهور الحور أو الحول الكاذب لدى الأطفال يعود غالبًا إلى وجود طيات جلدية بارزة في زاوية العين، وقد يتغير شكل الوجه والعين تدريجيًا مع النمو.
هناك أسباب أقل شيوعًا تشمل الولادة المبكرة وشكل الوجه وأمراض معينة والصدمات الحجاجية والتهابات المشيمة والشبكية. لضمان التشخيص الصحيح واتخاذ الخطوات اللازمة، يُنصح بالتشاور مع أخصائي العيون في حالة الاشتباه بوجود اضطراب في العين.
أسباب الإصابة بالحول عند البالغين
أسباب الإصابة بالحول عند البالغين قد تكون متنوعة، حيث تتطور العديد من حالات الحول منذ الطفولة وتظهر مرة أخرى في مرحلة البلوغ. ورغم أن بعض الحالات قد تختفي بعد العلاج، إلا أنه من الممكن أن تكون هناك أسباب أخرى للحول لدى البالغين ترتبط بأمراض أو حالات أخرى، ومن هذه الأسباب:
1. مرض السكري البولي: يمكن أن يسبب مرض السكري البولي تغييرات في العين تؤدي إلى الحول.
2. أمراض الغدة: بعض أمراض الغدة قد تؤثر على التوازن في حركة العين وتسهم في ظهور الحول.
3. الوهن العضلي الشديد: حالات الوهن العضلي الشديد قد تؤثر على عضلات العين وتسبب الحول.
4. أورام الجهاز العصبي المركزي: وجود أورام في الجهاز العصبي المركزي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في حركة العين وظهور الحول.
5. إصابات الرأس: الإصابات الرأسية قد تسبب تغييرات في العضلات وتؤدي إلى الحول.
6. حوادث الأوعية الدموية الدماغية: الجلطات أو النزيف الدماغي قد يؤثران على التحكم في حركة العين ويسببان الحول.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون الحول ناتجًا عن فقدان التوازي بعد إجراء جراحة في العين أو المناطق المجاورة، مثل جراحة الماء الأبيض أو انفصال الشبكية أو جراحة الجفن. يتسبب هذا النوع من العمليات في تأثير سلبي على العضلات الخارجية للعين.
يجب أيضًا الإشارة إلى أن الانحراف قد يكون ناتجًا عن ضعف الرؤية في إحدى العينين، الأمر الذي يُعرف بالحول الحسي، والذي لا يتسبب في ازدواج في الرؤية، ويكون ناتجًا عن ضعف شديد في البصر بإحدى العينين.
تظهر أعراض الحول لدى البالغين بالشكل التالي:
1. التعب البصري: شعور بالإرهاق والتعب في العينين نتيجة لصعوبة التركيز والتحديق.
2. ازدواج الرؤية: رؤية الأشياء بشكل مزدوج نتيجة لعدم تناغم حركة العينين.
3. تداخل الصور “صور مشوشة”: ظهور صور غير واضحة أو متداخلة مع بعضها نتيجة لاختلال في محاذاة العينين.
4. شعور بالثقل: إحساس بالثقل في العينين أو حتى الرأس نتيجة للتوتر الزائد في محاولة توجيه العينين بشكل صحيح.
5. صعوبة الرؤية بالقرب: صعوبة في القراءة أو الرؤية القريبة نتيجة لانحراف العينين.
6. فقدان الرؤية المجسمة والتعرف على الحجم: صعوبة في تحديد أحجام الأشياء والتمييز بين الأبعاد.
يقوم العديد من الأشخاص الذين يعانون من الحول بتعديل وضع رؤوسهم بطرق متعددة لتخفيف أعراضهم، ويُعرف هذا التعديل بالانفتال أو صعر العين. يكون الانحراف في معظم الحالات عائقًا يمنع الشخص من تحديد اتجاه نظره بشكل طبيعي نحو الآخرين، مما يسبب حالة من الإحراج ويؤثر على التفاعلات الاجتماعية والمهنية.
علاج الحول
عند تشخيص الحول، يصبح علاج الحالة أمرًا ضروريًا لمنع تفاقم المشكلة. قد يستمر العلاج لفترة طويلة، تمتد إلى مرحلة المراهقة أو البلوغ لضمان تحسين الحالة. يجب إجراء فحوصات منتظمة ومتابعة مستمرة مع طبيب العيون المختص، خاصةً في حالات الحول عند الأطفال، لضمان معالجة المشكلة في وقت مبكر.
يمكن علاج التحديق عند الأطفال باستخدام النظارات الطبية المناسبة ووضع قطعة قماشية على العين لمساعدتهم على محاذاة الاتجاه في كلتا العينين. في حالات الحول ناتجة عن مشكلة في النظر البعيد، يعتبر ارتداء النظارات الحلاقة الحلاقة حلا فعّالا.
يمكن تشخيص الحول أحيانًا بسبب مشكلات النظر القريب، وفي هذه الحالة، تكون النظارات هي العلاج الأمثل. يجدر بالذكر أن تجاهل علاج مشكلة الحول، خاصةً عند الأطفال، قد يؤدي إلى فقدان النظر بشكل دائم. إذا لم تكن النظارات الطبية كافية، فقد يكون العلاج الجراحي اللازم، حيث يمكن استخدام البوتوكس لمعالجة مشاكل العين الكسولة. العمليات الجراحية أيضًا قد تكون حلاً لمشكلة الحول عند ضبط التوتر في العضلات العينية.