دليلك لأهم كتب النظم السياسية المقارنة (1): كتب المقدمات والمداخل
النظم السياسية

يعد فرع النظم السياسية المقارنة أحد الفروع المعرفية الأساسسية للعلوم السياسية، ويهتم هذا الفرع المعرفي بمقارنة الظاهرة السياسية بين النظم والدول المختلفة، وتنبني الدراسة الأكاديمية في حقل السياسة المقارنة Comparative politics على مباديء وأسس محددة أبرزها دقة وملائمة المنهج العلمي، والنظريات والمفاهيم والنماذج من ناحية، والموضوعات والقضايا والظواهر السياسية التي يُعنى بها هذا الحقل من ناحية أخرى.

نبدأ في سلسلة تعريفية بأهم كتب النظم السياسية، مقسمة على ثلاث أجزاء، نتناول الجزء الأول مقدمات ومداخل للنظم السياسية المقارنة، والجزء الثاني يهتم بعرض كتب تتناول التجارب التاريخية والنماذج المعاصرة للنظم السياسية، وفي الجزء الثالث والأخير نتناول أهم كتب نظريات السياسة المقارنة، وفيما يلي أهم كتب التي تصلح كمداخل للنظم السياسية المقارنة.

1-النظم السياسية المقارنة – عبد القادر عبد العالي

كتاب عبارة عن مجموعة محاضرات للتدريس ألفها الأكاديمي الجزائري عبد القادر عبد العالي، تناول فيها مفهوم النظام السياسي وأهم مكوناته، والمناهج الأبرز في فهم النظم مثل الاقتراب القانوني والمؤسسي والنظمي والاتصالي والبنيوي الوظيفي، واقتراحات الاقتصاد السياسي والتبعية والكوربراتية، ثم عرض لأبرز أنواع الحكومات، ثم فرق بين أنواع النظم السياسية، الديمقراطية والشمولية والتسلطية.

انتقل بعد ذلك للحديث عن الأحزاب والجماعات الضاغطة والنظم الحزبية، وتناول بعض القضايا المهمة الخاصة بأي نظام سياسي مثل التنمية السياسية والثقافة السياسية والتحول الديمقراطي، والهندسة السياسية.
المزية في هذه المحاضرات أنها ملخصة ومركزة كما أنها تعد حديثة نسبيًا، ومناسبة لمن يقرأ للمرة الأولى عن النظم السياسية.

2- مقدمة في النظم السياسية – محمد صفي الدين خربوش

كتاب مدرسي ألفه دكتور صفي الدين خربوش المتخصص في الالنظم السياسية، وسعى من خلال كتابه لتوضيح أهم المواضيع الأساسية المتعلقة بدراسة النظم السياسية، فبدأ بتوضيح ماهية النظام السياسي، والبيئات التي تؤثر في طبيعة تفاعلاته، مثل البئية الجغرافية والبيئة التاريخية والبيئة الثقافية، بالإضافة إلى النظامين الإقليمي والعالمي، ثم تعرض بعد ذلك لأهم الاقترابات المستخدمة لفهم النظم السياسية مثل المنهج المؤسسي والمنهج القانوني وهما من المناهج التقليدية، ثم الاقترابات الحديثة مثل تحليل النظم لديفيد استون، والتحليل الاتصالي، والاقتراب المؤسسي الجديد، واقتراب النخبة.

انتقل بعد ذلك للحديث عن الدستور، بصفته الوثيقة القانونية الأهم والأعلى في وضع أسس النظام السياسي، وتناول الأنواع المختلفة للحكومات، البرلمانية والرئاسية وشبه الرئاسية، وكيف يتم تطبيق مبدأ التوازن بين السلطات في كل نمط، ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن كل من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ووظائفهما وكيف يتم اختيار أعضائها.

تعرض بعد ذلك لأهم فواعل النظام السياسي غير الرسمية وعلى رأسها كل من الأحزاب وجماعات المصالح ووضح مفهوم الرأي العام، وفي نهاية الكتاب شرح قدرات النظام السياسي المختلفة؛ الاستخراجية والتوزيعية والضبطية والاستعابية والرمزية، وكيف تتفاوت الدول وفقا لكل من القدرتين الاستخراجية والتوزيعية من ناحية، وكيف ينعكس ذلك على تلبية مطالب الشعوب.

3- الأنظمة السياسية والدستورية المقارنة – حسان محمد شفيق العاني

يجمع هذا الكتاب كما يبدو من عنوانه بين الرؤية القانونية والرؤية السياسية للنظام السياسي، فعبر أربعة عشر فصلًا تعرض المؤلف للدراسة الدستورية عبر تحليل عدد من نماذج لدساتير دول من العالم المتقدم والعالم النامي، كما تعرض لدراسة المؤسسات السياسية وإظهار تأثيرات العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في عمل النظام السياسي.

بدأ الكاتب بالحديث عن ماهية النظام السياسي وكيفية تقسيم النظم السياسية وفق العلاقة بين السلطات، على ثلاثة أنماط النظام الرئاسي والنظام البرلماني ونظام الجمعية النيابية، وكيف تمارس الأنظمة الحكم في حالة وجود انتخابات أو عدمها، ثم تطرق بعد ذلك للحديث عن الدستور وأهميته، والاتجاهات المختلفة للدساتير وقسمها إلى ثلاثة أنماط، النمط الغربي والنمط الاشتراكي ودول العالم الثالث.

تناول الكتاب بعد ذلك الأحزاب السياسية ووظائفها وأنواع الأنظمة الحزبية، ثم تحدث عن ممارسة السلطة في الأنظمة السياسية الغربية، وكيفية التقسيم الوظيفي فيها .

4- النظم السياسية والدستورية المعاصرة: أسسها وتطبيقاتها- طه حميد العنبكي

تبنى المؤلف في هذا الكتاب فرضية أن النظم السياسية لا ينبغي أن يُنظر إليها على أساس أنها تؤدي وظائف رسمية فحسب، وإنما أيضًا تقوم بأدوار اجتماعية وهذه الأدوار مع غيرها من العوامل تكَون الظاهرة السياسية، وبالتالي فهو يسعى لمحاولة فهم الواقع كما هو عليه وليس ما ينبغي أن يكون عليه وفق القانون الدستور.

بدأ الكتاب بفصل تمهيدي عن ماهية النظام السياسي، وفي المبحث الثاني تعرض لفكرة الدستور باعتباره الوثيقة الأبرز في تحديد معالم النظام السياسي، ثم في القسم الأول تحدث عن الدولة باعتبارها العنصر الأهم والأساس للنظام السياسي، لكونها تمتلك السلطة السياسية وتحتكر الإكراه المنظم، ثم انتقل للأحزاب السياسية ودورها في العصر الحالي لاسيما في ظل انتشار الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة عبر الانتخابات في معظم دول العالم، فتحدث عن ماهيتها ونشأتها، ووظائفها وأدوارها، ثم تناول جماعات المصالح والفرق بينها وبين الأحزاب وأنواعها والأساليب التي تنتهجها لتحقيق أهدافها، وعلاقتها بالنظام السياسي .

في القسم الثاني من الكتاب تناول معايير تصنيف النظم السياسية بعدة طرق، منها معيار ممارسة السلطة، ووفق مبدأ الفصل بين السلطات، ووفق المعيار الإداري من حيث مدى المركزية واللامركزية .

5- أصول النظم السياسية المقارنة – كمال المنوفي

على الرغم من مضي ما يزيد عن ثلاثين عام منذ صدور هذا الكتاب للدكتور الراحل كمال المنوفي إلا أنه لا يزال من أهم الكتب المؤلفة في النظم السياسية المقارنة، بدأ المؤلف الكتاب بتناول مراحل تطور السياسة المقارنة، ثم انتقل لتصنيف النظم السياسية إلى ديمقراطية أو غير ديمقراطية (شمولية)، بعد ذلك سرد المناهج المختلفة لدراسة النظم السياسية، والبيئة التي ينشأ فيها النظام ومدي تأثيرها على التفاعلات السياسية، ثم تناول المؤسسات غير الرسمية كالأحزاب وجماعات المصالح، والأدوار التي تقوم بها كل منها.

انتقل بعد ذلك للحديث عن المؤسسات الحكومية وعلى رأسها الدستور وكل من المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ثم تناول مفهوم البيروقراطية، وكيفية تخطيط السياسات العامة، وفي الأخير تناول مفهوم التنشئة السياسية ومفهوم المشاركة السياسية.

6- النظم السياسية: دراسة للنماذج الرئيسية الحديثة ونظام الحكم في البلدان العربية وللنظام السياسي الإسلامي – عادل ثابت

وضع المؤلف في بداية كتابه تمهيدًا ذكر فيه خمس طرق مختلفة لتصنيف تحليل النظم السياسية، المنهج أو مادة التحليل أو أدواته أو موضوع الدراسة وأخيرًا مستويات التحليل.

وصنف في الفصل الأول الأنظمة السياسية وفقًا لمعيار الأيديولوجية، ثم انتقل في الفصل الثاني للحدث عن منهج تحليل النظم الذي ينبني على المدرسة السلوكية، وتفاعل المؤسسات السياسية رسمية كانت أو غير رسمية، ثم قد وصفًا للحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد ذلك تناول عدد من أنظمة الحكم في العالم العربي مركزًا على الدستور والفواعل السياسية.

في الفصل الأخير وضع الكنتاب تصوره للنظام السياسي الإسلامي وشكل مؤسسات الحكم فيه، وأهم المسائل السياسية كمبدأ الشورى والحريات العامة والتعددية السياسية.

كتابا الدكتور عادل ثابت والدكتور كامل الخزرجي
كتابا الدكتور عادل ثابت والدكتور كامل الخزرجي

7- النظم السياسية الحديثة والسياسات العامة: دراسة معاصرة في استراتيجية إدارة السلطة- ثامر كامل الخزرجي

استهدف المؤلف من كتابه أن يكون مدخلًا مركزًا ووافيًا لدراسة وفهم النظم السياسية الحديثة والسياسات العامة، والعلاقة بينهما، وعلى هذا قام بتقسيم الكتاب إلى ستة أبواب ضمت خمسة عشر فصلًا، جاء الباب الأول بعنوان “الإطار المنهجي لدراسة النظم السياسية والسياسات العامة” وفيه فصلان، عن معنى كل من النظم السياسية والسياسات العامة، والمناهج الحدثية في دراسة النظم السياسية.

عنون الباب الثاني بـ “المتغيرات المحيطة بالنظام السياسي”، وتناول فيها المتغيرات المادية والموضوعية مثل المتغيرات الجغرافية والاقتصادية والعسكرية، ثم انتقل للحديث عن الثقافة السياسية على مستوى الفرد ومستوى النظام السياسي، وخصائص الثقافات السياسية ومقوماتها وتنوعاتها، ثم انتقل للحديث عن مفهوم المجتمع المدني وسماته وخصائصه، وفي الباب الثالث تناول أداء النظام السياسي عبر استعراض عمليات التنشئة السياسية ووظائفها ومراحلها، ثم انتقل للحديث في الفصل السابع عن التنمية السياسية .

تعرض في الفصل الثامن لعملية صنع وتنفيذ السياسة العامة، ثم حلّل في الباب الرابع “إشكاليات وتحديات النظام السياسي”، مثل إشكالية الشرعية وإشكالية المشاركة، وإشكالية الوحدة الوطنية، وإشكالية اتخاذ القرار، ثم تناول الأحزاب السياسية والنظم الحزبية وكيفية إسناد السلطة عبر الانتخابات.

في الفصل الخامس “أنواع النظم السياسية وأشكال الحكومات” أبرز الأنماط المختلفة للعلاقة بين السلطات، وأشكال الحكومات من حيث قانونيتها أو القيود المفروضة عليها، ثم في الباب السادس والأخير تناول الدستور والقضايا المرتبطة به، والحقوق والحريات السياسية في العصر الحديث.

8- النظم السياسية في العالم المعاصر – سعاد الشرقاوي

مؤلفة هذا الكتاب أستاذة في القانون، إلا انها رأت أن لدراسة أي نظام سياسي لا ينبغي الاقتصار على دراسة القانون الدستوري، فأي نظام هو مكون من قواعد قانونية وعادات اجتماعية، وبالتالي فلفهم النظام السياسي لابد من دراسة مكوناته وواقعه وتفاعلاته، فقد تتشابه القواعد الدستورية لدولتين لكنهما يتفاوتان تفاوتًا شاسعًا في تطبيق تلك القواعد.

قسمت المؤلفة كتابها إلى بابين كبيرين، الأول بعنوان الدولة وبدأ بفصل يتحدث عن واقع الدولة في عصر العولمة، وهل تتراجع أدوار الدولة إلى درجة أن نصل لمرحلة تختفي فيها الدول، ثم بعد ذلك تناولت العناصر المكونة للدولة، هي الشعب والإقليم والسلطة والنظام الاجتماعي، ثم انتقلت للحديث عن خصائص الدولة وعلاقة الدولة بالقانون، وأشكال الدول المتعددة.

في الباب الثاني تناولت مؤسسات النظام السياسي وتأسيس السلطة تشخيصها، وأشكال العلاقة بين السلطات، وطرق الديمقراطية في إسناد السلطة، وفي الفصلين الأخيرين تحدثت عن كل من الأحزاب السياسية وجماعات الضغط.

9- الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري – نعمان أحمد الخطيب

هذا الكتاب يهتم بكل من الجانب الواقعي والجانب القانوني في الواقع السياسي، فخصص مؤلفه الباب الأول للحديث عن الدولة مبينًا أركانها وخصائصها وكيفية نشأتها وأنواعها ووظائفها، ثم بيَن مفهوم الدولة القانونية.

تناول في الجزء الثاني “الحكومة” فتحدث عن مفهومها وأشكالها، والديمقراطية وأنواعها وسبل إسناد السلطة في النظم الديمقراطية وأهم صور الأنظم السياسية النيابية المعاصرة ثم دور الأحزاب فيها.

تحدث المؤلف في الجزء الأخير عن مباديء القانون الدستوري وعلاقته بغيره من القوانين، وبيان مصادر القاعدة الدستورية، ومبدأ سمو الدستور وطرق انتهاء الدساتير.

النظم السياسية المقارنة
النظم السياسية المقارنة

10- مباديء السياسة المقارنة – أحمد تهامي عبد الحي

هدف الكتاب هنا شرح مباديء النظم السياسية بطريقة منظمة، مركزًا على مناقشة الاتجاهات الجديدة في مجال السياسة المقارنة واستيعاب التراكم العلمي والمعرفي الذي حدث في العقود الماضية، والمقارنة في عدد من القضايا والموضوعات والمفاهيم، وسرد خبرات في سياقات مغايرة للمعرفة الغربية.ناقش المؤلف في القسم الأول من الكتاب الطبيعة العلمية لتطور حقل السياسة المقارنة من الناحيتين المعرفية والمنهجية، والمراحل المختلفة التي مر بها وصولًا للوقت الحالي، وفي القسم الثاني تناول أهم المفاهيم والمواضيع الخاصة بالنظم السياسية مثل الأمة والدولة ووظائف وأنواع النظم السياسية والثقافة السياسية والإيديولوجيات والمواقف السياسية، وفي القسم الثالث أبرز عدد من الاقترابات المنهجية المستخدمة في فهم ودراسة النظم السياسية مثل اقتراب النخبة، والاقتراب المؤسسي وأخيرًا اقتراب الجيل السياسي.

ميزة الكتاب حداثته النسبية وإلمامه بتطورات السياسة المقارنة والتعرض لعدد من المداخل المنهجية الحديثة التي تركز على بعض الظواهر المهمة في النظم السياسية.