لا أحد يمكنه الهبوط بالطائرة المصابة هبوط آمن كما فعلت، بتلك العبارة يدافع الطيار المخضرم ويب ويتكر عن نفسه بفيلم روبرت زيميكس FLIGHT رحلة طيران، ويجسد شخصية الطيار المحنك المدمن على الكحول جوهرة هولي وود السوداء بالآداء دينزل واشنطون.

رحلة طيران

بالحقيقة لا أحد يمكنه تجسيد أدوار دينزل واشنطون إلا دينزل واشنطون، الممثل الأمريكي الأقرب للأسطورة، بملامح وجهه السمراء الحادة الجادة، وتعبيرات عينيه التي لا تخطيء شاردة أو واردة، وهو يجسد شخصية معقدة للغاية بفيلمه رحلة طيران.

ويب ويتكر طيار أمريكي مدمن للكحول والمنبهات، ومنفصل عن زوجته وابنه بسبب ذلك، إضافة لسبب آخر أخلاقي، وهو أن ويتكر لا يجد غضاضة بالكذب، فيكذب دومًا للهرب أو الخلاص من مسئولياته، ورغم ذلك، أو على الجانب الآخر من حياته المهنية، هو طيار بارع لا يشق له غبار.

معضلة الكذب الأخلاقية

ويتكر لا يجد ضرر من تناول الكحول طوال الوقت، حتى برحلاته بالجو، معللا ذلك أن الكحول لا يفقده السيطرة على أعصابه، أو قدرته على الطيران بكفاءة ومهارة، بدلالة عدد رحلات طيرانه الناجحة الكثيرة التي لم تلقى أي مشاكل، بل على العكس جعلته في مصاف الطيارين المخضرمين.

برحلة ويتكر الأخيرة تتعرض طائرته لفقد محركيها، وهو عطب لا دور له فيه، ورغم ذلك ينجح ببراعة منقطعة النظير في إنقاذ الطائرة والركاب بهبوط آمن في حقل قريب، يموت فيه 6 فقط من الركاب بدافع من الأرتطام بالأرض، وليس بسبب تحطم الطائرة.

محاولات كاذبة للخلاص

تحدد شركة الطيران التابع لها ويتكر إقامته بفندق فاخر، ويوصيه محاميها بضرورة امتناعه قطعيا عن تناول الكحول حتى موعد محاكمته، ويشدد عليه بإنكار تعاطيه الكحول بالمحاكمة، حيث أن الكذب ثم الكذب ثم الإصرار على الكذب هو طريق خلاصه الوحيد.

مراجعة فيلم FLIGHT رحلة طيران من بطولة دينزل واشنطون
مراجعة فيلم FLIGHT رحلة طيران من بطولة دينزل واشنطون

بالغرفة الفندقية الفاخرة يجد ويتكر خزانة محتشدة بالنبيذ، فيراجع نفسه مرارا وتكرارا من أجل الإبتعاد عن الكحول حتى نهاية المحاكمة، وفي مشهد لا يقل جمالا عن مشهد إنقاذه للطائرة، يلتقط ويتكر قنينة نبيذ ويشربها، ثم يتناول كل قناني النبيذ بالخزانة.

الخيار الأخلاقي باهظ الثمن

يعترف ويتكر بالمحاكمة بإدمانه للكحول، ويضيف أنه تناول الكحول قبل مقدمه إلى المحاكمة مباشرة، وأنه شخص مدمن وسيء للغاية، ويجب أن يدفع ثمن أخطاءه، التي ليس من ضمنها حيوات الركاب الذين أنقذهم، أو حيوات الركاب الذين رحلوا عن الحياة رغما عنه.

يخفف الحكم على ويتكر من مدى الحياة إلى إثنا عشرة عاما فقط، مصداقا لمصداقيته وقراره الأخلاقي، ويستعيد ويتكر أحترام أبنه البالغ الذي يزوره بمحبسه، ويستعيد أيضا أحترام زوجته المنفصلة عنه، ويقدم مثلا رائعا للعالم عن قيمة الصدق، وضرورة التصالح مع النفس.