الهروب من بريتوريا قصة هروب حقيقية، قام بكتابتها أحد الناجين الثلاثة من السجن المركزي بجنوب أفريقيا، بالعام 1979، حين كانت التفرقة العنصرية تشطر البلاد نصفين، تحت حكم التاج البريطاني، الرواية حملت العنوان من الداخل إلى الخارج، وكتبها تيم جينكين.

تيم جينكين

جينكين شاب من أصول أوروبية يعيش بجنوب أفريقيا، تحت مميزات يملكها الرجل الأبيض فقط، جينكين يحب فتاة أفريقية، ويرى في التفرقة العنصرية أمر غير منطقي أو عادل، لذلك ينضم للمؤتمر الوطني الأفريقي، وهي الجهة الأفريقية الوحيدة المعنية بالحرية.

يتم القبض على جينكين أثناء محاولته ترويج منشورات تندد بالتفرقة العنصرية، ويتم الحكم عليه بأثني عشرة عاما خلف قضبان السجن المركزي للبلاد، يحاول جينكين محاولة مستحيلة للخلاص من السجن، فهو شخص معني بالحرية ويدافع عنها.

محاولات جينكين للفرار رصدها برواية تحولت إلى فيلمنا هذا، هي محاولات تبدو أقرب للخيال، ولو أنها صدرت عن غير جينكين، لأعتبرناها دون نقاش فيلم تجاري يبحث عن الأرباح والشهرة، وليس قصة حقيقية واقعية جرت أحداثها لأشخاص حقيقيين.

طباعة الذاكرة

فكرة جينكين للخلاص من قضبان سجن بريتوريا المركزي بجنوب أفريقيا لزمن سوف يستغرق 12 عام من حياته، قامت على طباعة تشكيل كل مفتاح من مفاتيح الحرس على حدة، وهو أمر نادر الحدوث ويستحيل تطبيقه، أن تصور شكل المفتاح لتصنع مثله.

بدافع من غريزتي البقاء والحرية راح جينكين يطبع تكوين كل مفتاح يحمله الحرس بحزامهم، ويصنع مثله تماما بورشة النجارة، أجل، يصنع مفاتيح خشبية بالغة المتانة والدقة، عمل معجز ومضني وبحاجة لآلاف الساعات، وهو ما كان لدى جينكين.

نجح الفتى الأبيض التواق للحرية بصناعة خمسة عشرة مفتاحا للخلاص من بريتوريا، وراح يجربهم يوما تلو يوم، بمحاولات معقدة للغاية، تبدو أقرب للمستحيل، وتستند على مخيلته وعلم الهندسة الميكانيكية، فقد كان يحول جينكين عصى المقشات وكل شيء ممكن لأداة خلاص.

مراجعة فيلم Escape from Pretoria الهروب من بريتوريا
ملخص فيلم Escape from Pretoria الهروب من بريتوريا

الخلاص من بريتوريا

نجح جينكين بمساعدة أثنين من رفاقه بالخروج رويدا رويدا في وضح النهار، حيث لم تكن كاميرات المراقبة تستخدم بالسجون في ذلك الوقت، فأستغل هو ورفاقه نقاط السجن العمياء، ولم يلاحظهم حراس الشجن مشدد الحراسة، إلا بعد أن خرجوا من الجحيم بوقت طويل.

لم يتوقف جينكين عن المناداة بحقوق المواطنيين الأصليين كاملة حتى بعد هروبه من جنوب أفريقيا، وظل يناضل من أجل حقوق كل العرقيات، وتم العفو عنه بعد إثنا عشرة عاما وهي فترة عقوبته بحال ظل بالسجن، وتلقفت السينما تجربته الفريدة بفيلمنا هذا.