الفيلم الأمريكي الذي حمل العنوان ” 12 رجل غاضب ” والمنتج بالعام 1957، تم تصنيفه كأثر تاريخي يحرض على مفاهيم الديمقراطية والحق والخير والعدل بمكتبة الكونجرس الأمريكية بالأرشيف الوطني للسينما، وهي سابقة غير ملحوقة لفيلم.

12 رجل غاضب

تدور أحداث فيلم 12 رجل غاضب بغرفة واحدة فقط، وهو ما يعد تكنيك سينمائي بالغ الصعوبة وبالغ الحداثة وغير متوقع النجاح على الإطلاق، ورغم ذلك نجح الفيلم نجاحا مدويا وأصبح من كلاسيكيات السينما الأمريكية.

قوة الديمقراطية

يمنح القضاء الأمريكي حق البت في الأحكام القضائية بموجب لجنة محلفين تتألف من 12 مدني أمريكي لا غبار على سيرتهم الذاتية، من حق لجنة المحلفين تلك أن تنصت للشهود والدفاع للخلاص بنتيجة متفق عليها بينهم تتلخص في كلمة واحدة، مذنب أم غير مذنب.

يتحرى تقليد لجنة المحلفين هذا أقصى درجات الديمقراطية، حيث يمثله مواطنون عاديون لهم سلطة البت في حكم قضائي على مواطن مدني آخر مدان بجريمة، وتعتمد برائته وحريته على خلاصة نتيجتهم النهائية.

قوة الخلاف

تختلف لجنة المحلفين المكونة من 12 رجلا يجتمعون بغرفة واحدة لتقرير مصير ” الولد ” أو الشاب المدان بجريمة قتل من الدرجة الأولى، ويختلفون للغاية فيما بينهم حول مصير الولد، وهل هو مذنب أم غير مذنب، ويصلون إلى نتيجة سريعة مفادها أنه مذنب.

يخرج من بين الأثنى عشرة رجلا الغاضبين صوت عاقل، يوجه الجميع نحو تبني وجهة نظر أخرى فيما يخص حياة ” الولد ” فربما تأثرت شهادتهم بخبراتهم الشخصية مع أبناءهم، وربما تأثرت بشهادات الشهود غير المؤكدة.

العدل فوق الغضب

تتحول جلسة لجنة المحلفين بعد ذلك لجلسة اعتراف، يعترف كل رجل فيها بالدوافع التي دفعته لإطلاق أحكامه، وادانة الولد بكل تلك السرعة والقسوة، ويكتشف الجميع أنهم ادانوا الشاب بدافع من خبرات سابقة سيئة طالت حيواتهم بالسابق.

بعد أن تنتهي موجة الغضب والاعتراف تصل اللجنة إلى قرار أكثر عدل ورحمة، وهو ضرورة مراجعة حيثيات الحكم وملابسات القضية، وأنها ترشح كون ” الولد ” غير مذنب، طبقا لشهادات الشهود غير المتسقة أو المتوازنة.