من هي الخنساء
الخنساء

الخنساء هي أول شاعرة عربية، ولقبت بالخنساء لصغر أنفها، وهي شاعرة جاهلية من بني سليم، أدركت الإسلام على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول صلى االه عليه وسلم يعجب بشعرها ويستزيدها منه، وكان أكثر شعرها في رثاء أخويها صخر ومعاوية في الجاهلية، ثم رثاء أبناءها الأربعة في معركة القادسية، تلك التي حمدت بها الله على استشهادهم، ودخلت في حداد طويل استمر حتى نهاية حياتها بعمر السبعين، وكان اسمها تماضر بنت عمرو سيد بني سليم.

لماذا كانت الخنساء شاعرة العرب الأولى

الخنساء
الخنساء

نشأت الخنساء في بيئة ذكورية بحته، يقتصر فيها كل شيء على الرجال، ألا أنها كانت من بيت طيب رجاله طيبون، بدءا من أبيها عمرو بن سليم وصولا لأخويها صخر ومعاوية، تميزت الخنساء بالجمال الشديد والحكمة والعقل الراجح، وكانت لها مواقف رفض قلما تواجدت بنساء الجاهلية، منها رفضها الزواج من سيد أل بدر وسيد أل جشم وتفضيلها الزواج من أبناء عمومتها، كما أنها أول امرأة عربية تنظم الشعر بسوق عكاظ بحضرة فطاحل الشعر العربي المخضرمين، وفيها قال النابغة الذبياني ” لو لم ينشدني الأعشى الأكبر قبلك، لفضلتك على كل شعراء هذا الموسم ” وفيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” أشعر الناس الخنساء بنت عمرو “.

كيف كانت تنظم الخنساء الشعر

كان الرثاء هو الطابع الغالب على أشعار الخنساء، نظرا لما تعرضت له من موت أخويها وأبناءها، فلا ترى أسرع من عينيها عونا لها في مصيبتها، فتخاطبهما بشعرها، حتى أصبحت لازمة في أكثر مراثيها، وغدا استهلالها قصائدها بخطاب عينيها سمة بارزة، وخصيصة تمتاز بها مراثي الخنساء.

يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ كلؤلؤٍ جالَ في الأسْماطِ مَثقوبِ
انّي تذكَّرتهُ وَالَّليلُ معتكرٌ ففِي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مشعوبِ
نِعْمَ الفتى كانَ للأضْيافِ إذْ نَزَلوا وسائِلٍ حَلّ بَعدَ النّوْمِ مَحْرُوبِ
كمْ منْ منادٍ دعا وَ الَّليلُ مكتنعٌ نفَّستَ عنهُ حبالَ الموتِ مكروبِ
وَ منْ اسيرٍ بلاَ شكرٍ جزاكَ بهِ بِساعِدَيْهِ كُلُومٌ غَيرُ تَجليبِ
فَكَكْتَهُ، ومَقالٍ قُلْتَهُ حَسَنٍ بعدَ المَقالَة ِ لمْ يُؤبَنْ بتَكْذيبِ

الخنساء في مثقال النقاد

بنت الشاطئ ” أخذت على الخنساء قصر قصيدتها، وخلو شعرها من الحكمة أو قلتها فيه ”

ابن قتيبة ” مما لا شك فيه أن من تبعها من شعراء الرثاء اغترفوا جميعهم من بحرها الفياض بفيض العاطفة البشرية ”

المستشرق غوستاف فون غرنباوم ” إذا كانت المراثي قد نشأت من نياحات النساء، فإن هذا الفن إنما بلغ أوجّه في مراثي الخنساء الشاعرة التي عاشت في النصف الأول من القرن السابع “